وتصدت لمشروعات التسوية المغلفة بشعارات سلمية وأحبطتها أيضا ، وهي اليوم بشهادة الجميع أصلب عزيمة وقدرة على مواجهة التحديات مهما اشتدت .
ولأن نجاح أي مشروع يستهدف المنطقة العربية تقسيماً وسيطرة وتوسعاً استيطانياً وحتى استعمارياً يتطلب تحييدها وتجميد دورها إن استحال الغاؤه ، لهذا تتعرض سورية لهذه الهجمة الشرسة التي تقودها ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بكل ما تمتلك من قوة سياسية ، واقتصادية وعسكرية واستخباراتية ، وبكل ما لها من هيمنة على مراكز اتخاذ القرار دولياً وعربياً للأسف .
كلمة السر وراء المكاسب السورية ، وانكفاء المشاريع الأميركية والاسرائيلية ، هي الصبر أولاً والقدرة على الصمود في وجه أشرس الهجمات والضغوط ، يدعم ذلك إيمان لا يتزعزع بالحق الساطع بعدالة القضية التي نكافح بعناد وتصميم عنها وهي قضية أرض وتاريخ وحضارة عمرها آلاف السنين .
سورية ومعها العرب ، يدافعون عن قضية لامجال للشك في عدالتها في حين يهاجم الآخرون لتحقيق أهداف باطلة لا يؤمن بها من يخطط ومن ينفذ .
في كل المراحل حتى في أكثر الأيام اسوداداً وحلكة ، كانت سورية مؤمنة ايماناً عميقاً يصل حد اليقين بأنها ستنتصر في نهاية المطاف وأن الهزيمة المرة ستلحق بكل من يحاول أن يعاند التاريخ والجغرافيا والشعوب ، وهي ستسير دائماً بخطوات واثقة نحو الغد الآتي لا ريب ، معتمدة على أشقاء وأصدقاء مخلصين ، وعلى وعي عالمي أخذ ينفض عنه قذارات الحملات التضليلية والأكاذيب التي تحولت إلى سياسة رسمية لدولة عظمى .
سورية كانت ولا تزال مع الحوار البناء ، مع من يرغب في هذا الحوار ومع كل الجهود الصادقة لصنع غد أفضل ، ولكنها بالمقابل هي ضد كل من يتربص بالبلاد شراً وهذا ما جعل المشروع الذي تدافع عنه سورية ينهض ، بينما يتداعى المشروع الذي وظفت له ادارة أوباما كل ما تملك من مال وثقل سياسي وخداع .
سقطت سياسة الخداع ، ومرة أخرى تثبت سورية أن النصر لن يكون إلا لأصحاب الحضارة والحق ، مهما بلغت قوة المعتدين ، ومهما تكبروا وتجبروا وطغوا .