آخذة في الازدياد وتأتي اليوم من أناس كانوا من أقرب المقربين والداعمين لهذه السياسات اليمينية المتطرفة .
هذا ماجاء واضحاً على لسان «دونالد لاودر» رئيس المؤتمر اليهودي العالمي الذي هاجم بشدة سياسة حكومة نتنياهو داعياً إياها للشروع فوراً بالمفاوضات مع الفلسطينيين «دون شروط مسبقة» في المؤتمر الذي عقد في القدس المحتلة وبحضور برلمانيين يهود جاؤوا من أنحاء العالم أكد لاودر أن المجتمع الدولي لايهمه مايجري على الساحة السياسية الإسرائيلية وقال هناك 133 دولة ستصوت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في الأمم المتحدة، ويجب بذل كافة الجهود للحيلولة دون ذلك.
إسرائيل ربما كانت تتوقع أن تجتاحها أمواج دبلوماسية عاتية، لكن مالم تكن تتوقعه هو السرعة التي جاءت بها المشكلات والتي من المتوقع أن تزيدها عزلة في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى .
لقد جاءت هذه المشكلات في أعقاب الهجوم الإسرائيلي عبر الحدود المصرية وتداعياته على الأرض، وماأعقب ذلك من تظاهرات على الأرض خرجت في مصر، حتى استقرت في قلب السفارة الإسرائيلية وأدت إلى هروب السفير الصهيوني من مصر إضافة إلى المطالبة بسحب السفير المصري من إسرائيل يأتي هذا التردي عقب اشتداد اللهجة الكلامية للحكومة التركية التي توجت بتجميد العلاقات العسكرية والتجارية وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين تركيا وإسرائيل.
لاشك بأن اسرائيل أصبحت الآن تمثل رمزاً للعنصرية والظلم في العالم بعد الحصار الظالم الذي تمارسه على قطاع غزة، إضافة إلى منع أي مساعدات إنسانية من الوصول للشعب الفلسطيني المحاصر والمهدد بالمجاعات والموت.
وكثير من التحالفات المضادة للمؤسسات الغربية، وحتى داخل الغرب أصبحت تعيش هذا الشعور.
وهذا ماجاء على لسان اسحاق ليئور في مقال حمل عنوان أطول احتلال في العالم حيث يقول: أجل إسرائيل متصلة بمراكز القوة في العالم، وتبدو التنبؤات بالتسونامي السياسي الآن مبالغ فيها ، ومع ذلك ينبغي أن تذكر وقبل الانتصار بأن الاحتلال الإسرائيلي هو أطول احتلال عسكري في العصر الحديث.
يعيش الفلسطينيون تحت الحصار دون أي قانون .
الأطفال يموتون بسبب الأمراض والحواجز ، وتعسف جنود الاحتلال وأعمال الهدم المتواصل للبيوت، ويطول الاحتلال وهذا كارثة على إسرائيل كما على الفلسطينيين.
من الملاحظ أن الكيان الصهيوني الآن يعتمد سياسات تقوم على نصب الأسوار والجدران العازلة العالية، جدران أمنية واقتصادية، وأكثر من أي شيء آخر أسوار ثقافية تفصل اليهود عن محيطهم وتعزز الوهم بأن هذه الدولة لاتنتمي إلى هذا المحيط بل هي جزء من الغرب ويبدو أن فكرة شمعون بيريز الذي حاول الترويج لها ضمن الشرق الأوسط الجديد قد بدأت تتلاشى وتندثر وحل محلها (الفيلا في الغابة) هذا المنهج الذي اعتمده ايهود باراك ونتنياهو اللذان يريان بأن إسرائيل تعتبر العقل المتقدم للغرب في الشرق الأوسط .
فهل يتحقق حلم الدولة اليهودية والديمقراطية إلى جانب الاحتلال الدائم...؟ سؤال أخذ يبرز في الآونة الأخيرة داخل الكيان الصهيوني .
إن الحصار الإرهابي على قطاع غزة يمثل من جهة أخرى حصاراً أخلاقياً لإسرائيل، هذا الحصار تمارسه دولة العدوان والمليء بالظلم وجراء الحرب والعنصرية .
وهذه السلوكيات والممارسات والمظالم لم تعد تجسيداً للتقدم الذي روجت له السياسات الصهيونية العالمية على مدى عقود من الزمن.
بل أصبحت تشكل خناقاً أخلاقياً سوف يؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية في المستقبل .
هناك الآن تعاطف دولي ملحوظ من جميع الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالوضع الفلسطيني، فالفلسطينيون يعيشون حالة من الإحباط الشديد، نتيجة الوعود المتكررة بإقامة دولتها.
لقد وعدوهم بالحل عن طريق المفاوضات العبثية التي لم ولن تؤدي إلى أي حلول على أرض الواقع .
لقد طالب أوباما وغيره باتفاقيات سلام بين الصهاينة والفلسطينيين، إلا أنها ذهبت حتى الآن أدراج الرياح، الجميع مدانون الجمهوريون قبل الديمقراطيين، وعلى رأس المدانين رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو الذي حاول تعطيل كافة المبادرات الداعية إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية .
في الداخل الصهيوني اعتبرت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني أن من أهم الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو والمتمثل في رفضه مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين واعتبرت أن الحكومة الحالية تشكل جبهة الرفض الإسرائيلية الأمر الذي تراه يسير باتجاه العزلة الدولية المتزايدة لهذا الكيان الصهيوني.
إن ماجرى في تركيا والتصعيد شديد اللهجة من الحكومة التركية باتجاه دولة العدوان، ومايجري الآن في مصر وعودة الدولة المصرية إلى حضن الأمة العربية ومايجري بالعالم مؤشرات إلى عزلة دولية مرتقبة لإسرائيل.