والد الشهيد البالغ من العمر 52 عاماً قال بكل بساطة ووضوح أحسست بالفخر والاعتزاز إثر استشهاد ولدي علاء لانه استشهد لتبقى سورية تتمتع بالمنعة والشموخ على الدوام.. فنحن لانقبل أن يركع الشعب السوري إلا لله سبحانه.
ويتابع بعفوية: بمنتهى الصدق أقول: من دون كرامة لانريد الحياة.. ونفضل الموت على الذل والتبعية للغير.. ولذلك فمن الطبيعـــي أن يذهــــب كـــل هــــذا العــدد من الشهداء والسوريين لأن الهدف أن تبقى سورية واحدة موحدة بشعبها وترابها وتبقى اللحمة الوطنية بين جميع السوريين فنحن أسرة واحدة.. هكذا تربينا وهذه قناعتنا إن جميع السوريين أسرة واحدة.
وقال والد الشهيد لقد رأيت علاء آخر مرة قبل استشهاده بشهر.. موضحاً أنا في العادة لا أرد على الهاتف عندما يرن لأن الأولاد هم من يردون.. ولكن في ذلك اليوم (يوم استشهاد علاء) - ولم نكن على علم بشيء- رن الهاتف وكان جميع أولادي موجودين - عدا علاء- فقام أحدهم ليرد ولكنني لإحساس غريب في نفسي قلت له لاترد أنا سأرد على المتصل.. ومسكت السماعة ورددت، وإذا به مشفى تشرين العسكري يبلغنا باستشهاد ولدنا علاء.
فقلت: «إنا لله وإنا إليه راجعون».
وأضاف والد الشهيد بعد الاستشهاد طلبت السيدة أسماء الأسد اللقاء بنا، وتم ذلك، وكنا ضمن مجموعة من أسر الشهداء وتم تكريمنا ومواساتنا.
والد الشهيد طلب منا أن ننشر هذه الأبيات من الشعر.. والتي قالها إثر استشهاد ولده.. وقلنا له أقل الواجب علينا:
اخترت الغدا لنفسك ياعلاء
ومن غيرك ذا للمعالي يطمح
الله شرّفك بنيل شهادةٍ
وروحك في أعلى سماء تسبح
سيف تجرد بارقاً من غمده
حداه يضحك تارة ثم يجرح
كالنجم أنت ياشهيد بدربنا
في حالك الليلات هدي واضح
وقال أيضاً:
دماؤك ياعلاء شذى وغار
وروحك للعلا الباهي منار
لولا في ربا الجولان سالت
لكان ارتوى منها الفخار
رماك الحاقدون بنار غدرٍ
وشرع الغدر بين الناس عاد
وتمنى علينا والد الشهيد أخيراً نشر هذه الأبيات التي قالها أحد أصدقاء رثاء له عند دفنه:
هذا علاء كالسحابة طالعاً
نحو الجنان.. ففي الجنان علاء
ياهذا علاء يوج نورٍ دافقٍ
«بعرين» فيه كرامة وإباء
وابن «بعرين» الوفي بعده
طوبى بمجد أنت فيه عطاء
قدمت روحك والدماء رخيصة
هل بعد هذا يارفاق غلاء
طوبى لك الأسماء تلبس طهرها
ودون فعلك كلها أسماء
سبحان من يعطي ويأخذ قدرةً
فله البقاء.. وماسواء فناء.