حين قام عدد من المسلحين باقتحام المفرزة وأمطروها بالرصاص ثم قاموا بحرقها.
وللشهيد سليمان خمسة أولاد (سوزان- صف حادي عشر- ومحمد في الصف التاسع وغياث في الصف الثامن، أما أحمد فهو في الصف السابع، وعلي في الصف الخامس).
في لقائنا مع ذوي الشهيد قال والده البالغ من العمر (83) عاماً والذي يتمتع بصحة جيدة قد تصيبك بالدهشة مقارنة بعمره: «لا أقبل التعازي.. وأطلب منكم تهنئتنا».
وبابتسامة الوقور وثقة المؤمن يقول: تلقيت خبر استشهاد ولدي بشكل عادي.. لأن الوطن بحاجة لأبنائه وطننا يتعرض إلى مؤامرة يريدنا الغرب والصهاينة أذلاء تابعين.. والموت عندنا أهون ما يريدون.. فلا الدين ولا الأخلاق ولا التربية التي تربيناها وربينا أولادنا عليها تسمح بالتبعية والذل للأجنبي.
وأضاف: أقسم بالله العظيم أتمنى أن تطلبني القيادة لأنخرط في صفوف الجيش دفاعاً عن سورية وعزتها ووحدتها.
وقال: هذا ليس كلاماً فقط.. فأنتم ترون صحتي فأنا قادر على حمل السلاح.
وأوضح والد الشهيد: لقد ربيت أولادي على حسن الأخلاق والتفريق بين الحلال والحرام.. ربيتهم على محبة الناس وتقديم العون لمن يحتاج المعونة.. ربيتهم على محبة سورية.. على محبة كل ذرة من ترابها وكل غرسة أو نبتة تنبت على أرضها.. ربيتهم على أن جميع السوريين عائلة واحدة.
وعن الشهيد قال: بعبارات مليئة بالعفوية والثقة: كانت سمعته كالمسك والبخور.. كان يتمتع بالشرف والنبل والصدق والوفاء.. وبالحماسة والعنفوان.. كان عنيداً في مجال الحق.. فالمتهاون الوضيع لايتربى في بيتي.
زوجة الشهيد غيداء إبراهيم محمد قالت: كان زوجي يتمتع بالحماسة وحب الوطن.. ويكره أعداء سورية.. لذلك كان يتمنى أن يكون في ساحات القتال حماية للوطن.
وتضيف: كان طيب القلب حنوناً، محباً للناس جميعاً، وخاصة أهل بيته.. لايحب المشكلات ولايزعج أحداً..
و قبل وفاته بيومين رأيناه لآخر مرة.. وقبل استشهاده بساعتين اتصل بي.. ثم طلب ولدنا غياث (13) عاماً.. وقال له: «دير بالك على إخوتك ووالدتك».
وأضافت: كان لقاؤه الأخير مع أولاده عاطفياً جداً لدرجة أن أولاده ذهبوا في وداعه خارج المنزل إلى أن صعد في سيارة.. وسارت وهم يتابعونها بعيونهم حتى اختفت عن الأنظار.
شقيق الشهيد عباس علوش: تحدث بطريقة والده العفوية والصادقة والمستوعبة للحدث عن الواجب المقدس قال شعراً:
أزف الشهيد فلا مفر لواجف
وطوى سريعاً مانود عبابه
وتلقفت بحجج المنية زهرة
عبقت بروح يانع إخصابه
هذا شراب العدل مزج الهنا
فاقنع بيومك إن دنت أسبابه
واعلم فليس مؤجل من يشتهي
فالموت حق.. والمحال غيابه
والدة الشهيد حكيمة الحايك قالت بصوت فيه ثقة واحتساب: أعتز وأفتخر باستشهاد «سليمان» لأنه بموته حمانا وحمى أهله ووطنه. وأولادي الباقــون ثلاثة شـــباب وأفضـــل مايمكن أن يقدموه هو الدفاع عن الوطن وكرامته وعزته.. فإما أن يحفظوا حدود الوطن ووحدته وعزته.. وإما أن يستشهدوا على هذه الطريق.
ابنه الشهيد سوزان قالت: كان والدي يحب العلم ويطلب منا التفوق ووعدني بجهاز كمبيوتر إذا نجحت بالبكالوريا.. وختمت: أنا أتميز بأنني ابنة شهيد وغصت بالبكاء وهي تقول: كان والدي طيب القلب وحنون.