وخلق حالة من الفوضى تفرغ الحراك السياسي والاجتماعي الحاصل من مضمونه, وتمنع عجلة الإصلاح من الوصول إلى غاياتها .
نحن لا نستغرب الهجمة الغربية تلك, فسورية مستهدفة منذ عقود, لأنها الدولة العربية الوحيدة التي ترفض الاملاءات والضغوط, وتصنع قرارها الحر بما يحقق مصالحها الوطنية العليا وينسجم مع نهجها القومي الثابت, لكننا نأسف ونستهجن مواقف بعض الأطراف العربية التي رهنت قرارها وسيادتها لدول استعمارية, وارتضت لنفسها أن تكون رهينة أطماعها في المنطقة, وقبلت أن تكون جزءا مكملا للمؤامرة الخارجية, بهدف إضعاف سورية وتهميش دورها الفاعل في الساحة العربية والإقليمية والدولية .
من المؤسف أن بيان مجلس الجامعة العربية, بدل أن يؤكد وقوفه إلى جانب سورية في مواجهة ما يحاك ضدها, ويدعم مسيرة الإصلاح الجارية, جاء ليعكس تجاوب بعض الأطراف العربية مع الأجندات الغربية, فتبنى الروايات الإعلامية المفبركة, وتجاهل عن قصد الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية بحق المدنيين والعسكريين, والأضرار التي ألحقتها بالمؤسسات والممتلكات العامة.
كما تجاهل البيان المضامين الايجابية للتقرير الذي قدمه الأمين العام لجامعة الدول العربية عن زيارته الأخيرة لدمشق, مما يثير العديد من التساؤلات حول الوضع المزري الذي آلت إليه الجامعة, والتي من المفترض أن ترفع من شأن العرب, وتحقق مصالحهم, وتبعدهم عن الأخطار, بدل العمل ضد مصالحهم وجرهم إلى دائرة التبعية المطلقة للغرب .
سورية التي شكلت على الدوام صمام أمان للقضايا العربية, من خلال دفاعها عن الحقوق, ووقوفها إلى جانب المقاومة, ورفضها لمشاريع التقسيم والتجزئة, لا تنتظر رد الجميل, وستبقى قوية تذود عن الحقوق, وتحفظ الكرامات, وتصون الهوية العربية, وهي الآن تمضي قدما في عملية الإصلاح التي بدأتها منذ سنوات, انطلاقا من حاجات وضرورات وطنية تستمد روحها من طاقات وأفكار المجتمع كافة .
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها للمؤامرات, لثنيها عن دورها المقاوم, وقد استطاعت في كل مرة أن تخرج منتصرة, بفضل وحدة شعبها وجيشها وقيادتها, لأنها صاحبة حق مشروع, والحق لا يمكن أن يزهقه باطل .
nssrmnthr602@gmail.com