وقال علوش في حديث للتلفزيون السوري الليلة الماضية ان سورية التي تحتضن المقاومة وترفض الانصياع للشروط الصهيونية في عملية التسوية تشكل حجر عثرة بوجه ما يخططون له ولذلك هناك أبعاد كثيرة لاستهدافها ومنها ما يتعلق بالعولمة وضرب مشروع التنمية في الدول المستقلة حول العالم بالاضافة الى أبعاد أخرى تتعلق بالصراع العربي الصهيوني.
وأوضح علوش أن استهداف سورية خلال الاشهر الماضية لم يكن جديدا حيث كان سابقا يأخذ أشكالا مختلفة وهو جزء من استهداف الدول الامبريالية للدول المستقلة حول العالم بهدف حرمانها من قرارها وثرواتها وحقوقها مشيرا الى أن الامبريالية ليست مجرد استعمار وانما هي منظومة علاقات هيمنة دولية ذات أبعاد سياسية وثقافية واقتصادية تعمل على اخضاع الانظمة في الدول المستقلة واجبارها على فعل ما تريده من خلال الامتثال للاملاءات والقرارات التي تصدرها.
وأضاف علوش ان مجلس التعاون الخليجي يلعب دورا كبيرا فيما يجري في سورية لمصلحة حلف الناتو مباشرة سواء من حيث التمويل أو الاعلام المغرض التحريضي الذي ينشر الفتنة أو تهريب الاسلحة ودعم وتغطية شبكات التخريب سياسيا ودبلوماسيا.
وقال علوش ان جوهر المسالة قبل موضوع احتضان سورية للمقاومة وقضية فلسطين هي مسالة السيادة والقرار المستقل بمعنى ان سورية تتخذ سياسة نابعة من تصورها لمصلحتها أي أنها تنفذ أجندة خاصة بها بينما يملى على دول مجلس التعاون الخليجي المشاركة او عدمها او اقامة علاقة مع هذا الطرف أو ذاك أو أن تعلن موقفا معينا او غيره مستشهدا بافتخار البعض بوجود اسرائيليين في قطر بينما لا يستطيع أحد زعم حصول هذا الامر في دمشق ما يعكس أن فرض التواجد الاسرائيلي في هذا البلد العربي او ذاك يمثل شكلا من أشكال الاملاء ولذلك المطلوب من سورية أن تنصاع.
ورأى علوش أن كل الاصلاحات التي تقوم بها سورية وستقوم بها مستقبلا لا تعني شيئا بالنسبة لهؤلاء لان المسالة في النهاية تتعلق بتمسك سورية بقرارها المستقل وسيادتها ومشروعها الخاص بغض النظر عن أي رأي اخر فيه.
واعتبر علوش أن تواجد القواعد العسكرية الاجنبية في الخليج العربي يمثل شكلا من أشكال الاحتلال وكذلك التسهيلات العسكرية التي تعطي لهم عندما يرغبون باحتلال بلد كالعراق ما يعكس وجود عملية انسجام سياسي وأمني واعلامي فقناة الجزيرة مثلا في تحريضها وتعبئتها أصبحت بوقا لحلف الناتو يمكننا تسميتها بقناة مشروع الاوسط الجديد موضحا أن هناك أدوات عربية تعمل من اجل تحطيم أي حلقة ممانعة واحتضان للمقاومة في المنطقة وأن مصدر الخلاف هو بين التابعين والمستقلين في هذه المعركة.
وانتقد علوش الدور الذي يلعبه بعض المثقفين والمفكرين العرب أمثال عزمي بشارة تجاه ما يحدث في سورية قائلا انه من سوء حظنا أن دور مثل هؤلاء المثقفين انكشف على الملأ بعد فوات الاوان وبعد أن تم احتضانهم من قبل الكثير من القوى والشخصيات الوطنية والقومية ومن الواضح أن بشارة خرج من فلسطين المحتلة كي يلعب دورا في انتاج مثل هذا الحراك الذي يقوم به اليوم وخاصة أن الاعلام أصبح قادرا على تحريك الكتل الجماهيرية ما مكن الامبريالية من امتلاك علم وفن الثورة المضادة وتحويل الحراك الجماهيري عن مساره وتغيير أجندة الحراك بعيدا عن التناقض الاساسي مع الامبريالية والصهيونية ومع بنية التبعية سواء أكانت اقتصادية أم سياسية باتجاه التركيز على مفهوم محدد للديمقراطية والحرية على حساب الانتماء الوطني والقومي وحرية الوطن ومن هنا يأتي استدعاء التدخل الاجنبي وتبريره.
وأضاف علوش ان هؤلاء المثقفين أصبحوا عرابي تبرير التدخل الاجنبي والتحريض على الفتن ضد الدول المستقلة بذريعة الديمقراطية وحقوق الانسان بهدف تهميش حرية الوطن وتفكيك الامة وتدمير الدولة المستقلة مؤكدا ضرورة احترام الحريات الفردية والديمقراطية ولكن ذلك يأتي في المقام العاشر بعد المئة بعد حرية الوطن واستقلاله وهذه المعادلة هي ما يفتقره المثقفون العرب اليوم.
وأوضح علوش ان الحديث عن حرية تكوين الاحزاب والتعبير عن الرأي والمعارضة والتظاهر والاجتماع الذي يطرح في سورية اليوم أمر موجود في الدستور ويجب أن يكون على أرضية المصلحة القومية تحت سقف الوطن وليس عبر استدعاء التدخل الخارجي من قبل هؤلاء المثقفين بذريعة انتهاك الحريات الفردية حيث لا ينتج هذا حرية فردية فلا أفراد أحرار في المجتمعات المستعبدة لافتا الى أن احتلال العراق باسم الحرية والديمقراطية دمر الدولة والمجتمع وسمح للشركات متعددة الجنسية بالهيمنة على الثروات وتدمير الاسس الاجتماعية للوحدة الوطنية.
وأشار علوش الى بعض الوثائق والمواقف لبشارة والتي يدعو في احداها خلال التصويت بالكنيست الاسرائيلي نهاية التسعينيات الى دولة ثنائية القومية في فلسطين أو تكون فلسطين بلا هوية لكافة مواطنيها مؤكدا انه لا يمكن لاي مفكر عربي ان يكون قوميا ان لم ير فلسطين عربية.
وقال علوش ان بشارة دعا الفلسطينيين في ذلك الوقت الى الانخراط في النظام السياسي الاسرائيلي وكان يدين العمليات الاستشهادية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية وتحدث في كتاباته العبرية عن حق تقرير المصير للشعب اليهودي في اسرائيل حيث قال خلال جلسة التحقيق معه في لجنة الانتخابات المركزية بالكنيست الاسرائيلي في 31 كانون الاول عام 2002 وهي جلسة موثقة.. ان كل قومية هي مجموعة خيالية أو متخيلة وعندما سئل هل القومية اليهودية متخيلة أجاب ان العرب هم مجموعة متخيلة... فهل يمكن لمفكر قومي عربي أن يرى العرب مجموعة متخيلة.
وتابع علوش: وكان بشارة يقول ان غيري يعترف بأن اسرائيل تحصيل حاصل لانه وقع معها اتفاق تسوية سلمية أما أنا فلا اعترف بها كتحصيل حاصل داخل اتفاق سلام بل أعترف بحق تقرير المصير للشعب اليهودي في اسرائيل ضمن دولة يهودية كما ان بشارة وفي الصفحة17 من تقرير الجلسة قال انه لا يوجد شيء أبعد من القول ان العرب في اسرائيل هم تحت احتلال صهيوني.. فاذا لم يكن الفلسطينيون تحت الاحتلال فماذا نسمي اسرائيل.
وأضاف علوش: كما قال بشارة في الصفحة 18 من نفس التقرير انه ممنوع ربط الانتفاضة الفلسطينية واستمرارها بتطبيق حق العودة أي أنه لا يمكن مواصلة النضال حتى تطبيق حق العودة.. فهل يمكن ان يوصف من يحمل مثل هذه الاراء بأنه مفكر وطني أو قومي.
وتابع علوش ان الصحفي الاسرائيلي أمنون براموفيتش قال في القناة الاولى الاسرائيلية في16 حزيران عام2001 انه قبل ذهاب بشارة الى سورية كان يلتقي في كل مرة مع داني ياتوم رئيس الموساد السابق ومع ايهود باراك وزير الحرب الاسرائيلي.
وقال علوش انه لا يكفي أن يضع بشارة صورة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في مكتبه ويقسم بنفس الوقت بالولاء لاسرائيل بصفته عضو في الكنيست وهو عندما خرج من اسرائيل كان مكلفا بدور يقوم به واليوم اتضح هذا الدور من خلال الاعلام الجماهيري الذي تم تطويره الى درجات عالية جدا من قبل خبراء وفنيين.
وأضاف علوش انه بعدما اكتسبت قناة الجزيرة المصداقية في مواقفها خلال الانتفاضة الفلسطينية والعدوان على أفغانستان والعراق وحرب لبنان عام 2006 والعدوان على غزة استخدمت كل تلك المصداقية في خدمة مشروع حلف الناتو لتدمير الدول المستقلة في المنطقة وحركات المقاومة وهنا برز دور المثقف المستلب الذي تأدلج من خلال مفهوم ليبرالي ينفي الانتماء الوطني والقومي ويركز على مسالة الحرية الفردية غير المنتمية لهوية وطنية أو قومية.
وقال علوش ان من سمح لنفسه أن يصبح مخلبا بأيدي تلك الدول التي تلحق نفسها بحلف الناتو فهو ملحق بملحق مقابل الاجر لقاء دور معين يتمثل باثارة الفتنة وتفكيك الوعي الوطني والقومي والانتماء والهوية الوطنية وهذا الدور نراه بشكل واضح اليوم عند الذين يستدعون الحماية الدولية في سورية لانه لا يمكن لاي انسان وطني مهما كان انتماؤه السياسي أن يستدعي تدخلا خارجيا مشيرا الى ان التدخل الخارجي يساوي الحماية الدولة ودليل ذلك ما جري في ليبيا مضيفا ان التدخل الخارجي يأخذا أشكالا مختلفة منها سياسية وأمنية ومالية فتهريب السلاح والمال لقوى داخل بلد معين والطلب منها افتعال الفتن وقتل رجال الامن هو تدخل خارجي وهو أكثر شراسة من التدخل الخارجي الواضح.
وقال علوش ان الوثائق تؤكد أن واشنطن تدعم المعارضة السورية منذ عام 2006 وأن ما يجري في سورية اليوم مخطط له منذ تلك السنوات وبرقيات السفارة الامريكية في دمشق الى وزارة الخارجية الامريكية تتناول عمليات تمويل المعارضة السورية مشيرا الى ان هذه الوثائق والبرقيات تثبت بشكل قاطع أن المشروع بدأ بعد قرار الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بأنه حان الوقت لاسقاط النظام السوري من خلال برنامج محدد يتضمن تدريب النشطاء وتنظيم الشبكات واقامة الواجهات مما يسمى بالمجتمع المدني التي يمكن من خلفها أن تقوم المعارضة بنشاطها.
وأضاف علوش ان الولايات المتحدة والغرب وبعد الانتهاء من مرحلة الحرب على الارهاب والتي فشلت بدؤوا بالحروب الديمقراطية لاعادة صيغة اللعبة عن طريق ابتكار ما يسمى بالدبلوماسية العامة التي تقوم على الاتصال بشرائح الشعب المختلفة ومحاولة التأثير فيها وتكوين هيئات مدنية تمارس نشاطا سياسيا بناء على مشروع الديمقراطية وحقوق الانسان الذي وضعته واشنطن.
وتابع علوش ان مشروع استهداف سورية وتفكيك المنطقة قديم جدا حتى قبل وثيقة كيفونيم التي صدرت عام 1982 عن المنظمة الصهيونية العالمية والتي تدعو الى تفكيك سورية الى أربع أو خمس دول طائفية وقبلها وثيقة كرينجة التي كشفها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والتي تتحدث بدورها عن تفكيك سورية والعراق ولبنان الى دويلات طائفية.
وبين علوش ان الاطراف المعادية لسورية سواء كانت صهيونية أم غربية تعمل بشكل حثيث دائما لتنفيذ مخططاتها ولكن الشكل الاكثر خطورة هو الاختراق ذو الطابع الثقافي والاجتماعي والسياسي والامر الاكثر خطورة مشروع اختراق الوعي الشعبي وتجنيد المثقفين واختراق وعيهم وتزييفه.
وقال علوش ان من يلعب دورا اليوم في تبرير التدخل الاجنبي عبر تقديم خطاب فتنوي يؤدي الى حروب أهلية ومجازر هو على الارجح متأثر بشكل أو باخر باحدى القوى أو الشخصيات المرتبطة ثقافيا أو سياسيا أو امنيا بالخارج وستكشف الايام القادمة الكثير مما لم ينكشف بعد وأصبحت صلات وخيوط المعارضات المختلفة بالسفارات الغربية خلال الاشهر الاخيرة أكثر اتضاحا من ذي قبل مضيفا ان حفنة من الفضائيات والقنوات الاعلامية ومواقع الانترنت تسيطر على معظم التدفقات الاعلامية والصحفية وبالتالي معظم الناس حول العالم يتلقون المشهد السوري من خلال عيون وأقلام تلك القنوات لذا من غير المستهجن أن يتم الكذب بهذه الطريقة فتكرار الرقم الكاذب يصبح مثبتا في عقل المشاهد والمستمع كحقيقة لان المهم لدى تلك القنوات الانطباع الذي يتلقاه المشاهد بسماعه هكذا رقم ما ينشىء ضغطا عالميا عربيا واسلاميا وربما سوريا ويكون صورة بأن هناك ذبحا لمئات المدنيين ليصلوا الى المطالبة بتدخل وحماية دولية كما تعاد فبركة تلك الاخبار بأن القتلى من منطقة أو طائفة معينة لاثارة الحرب الاهلية.
وقال علوش ان التصعيد ضد سورية واثارة القلائل يخدم تركيا اقتصاديا وسياحيا بالاضافة الى مطامعها الاقليمية حيث اعلنت في اليوم الذي طردت فيه السفير الاسرائيلي أنها ستقبل اقامة الدرع الصاروخي لحلف الناتو على أراضيها والذي يزيد من قدرتها على التدخل في سورية.
واعتبر علوش ان على اردوغان الانسحاب من حلف الناتو قبل أن يتحدث عن مصادمته الكيان الصهيوني لان الناتو حلف عسكري له منظومة دفاعية واستراتيجية عسكرية مشتركة ووجود تركيا فيه يجعلها جزءا من معسكر معاد فتركيا مشروع اقليمي صاعد ليس لمصلحة العرب بل على حسابهم.
وقال علوش ان الاستعمار الان في سياق اعادة ترتيب شكل المنطقة وهو قرر أن يسقط النظام في سورية ويريد أن يذهب الى أبعد مدى في تحقيق ذلك في الوقت الذي تسيطر فيه سورية جيدا على الحلبة حتى الان وأرى أن المعركة ستكون طويلة وقد تأخذ أشكالا مختلفة فالعقوبات الاقتصادية لن ترفع قريبا وبالتالي علينا أن نستعد لمواجهة طويلة المدى.
بدوره قال منذر سليمان مدير مركز الدراسات العربية والامريكية في اتصال مع التلفزيون السوري من واشنطن انه من الواضح أن هناك تراجعا وتعثرا في مشروع الهيمنة الامريكي وان هناك قوى اقليمية تسعى للعب دور وظيفي يملأ ما تعتقده بأنه ثقل ووزن للولايات المتحدة في مشروعها المتعثر لذا نجد هذا التباري القائم حاليا من قبل بعض الاطراف ومصادرة الموقف العربي الذي كان في الاصل غائبا عن ان يكون منسجما مع الارادة الجماهيرية الشعبية العربية موضحا أن الاداة المتمثلة بمجلس التعاون الخليجي أو ما يمكن تسميته بالمحميات النفطية الامريكية توظف الان كاداة لوجستية ومالية تتزاوج مع طموحات تركيا للعب دور اساسي في المنطقة ينوب عن الولايات المتحدة مقابل ان تحتل موقعا اقليميا وازنا في ادارة الواقع وتغذية النعرات الطائفية والمذهبية واقامة تكتلات على هذا الاساس.
وأكد سليمان أن المحاصرة والاستنزاف تستهدف معسكر المقاومة على المستوى الرسمي او الشعبي موضحا أن الاستنزاف بمعنى نقل المعركة الي داخل هذا المعسكر والهائه واشغاله عن امكانية تحقيق منجزات جديدة باستخدام الوسائل الاعلامية اضافة للادوات المالية وعبر قرارات واجتماعات مجلس الجامعة العربية وغيرها من اجل لعب هذا الدور بالاضافة الي القيام بتقديم معونات عسكرية ولوجستية لبعض القوى التي تستطيع ان تلعب دورا تخريبيا في المنطقة.
وشدد سليمان على وجوب تلاحم قوى معسكر المقاومة والانتقال الي مرحلة المبادرة في نفس الوقت من الدفاع السلبي الى الايجابي واخذ زمام المبادرة مستشهدا بما رأيناه في مصر من اجتياح سفارة الكيان الصهيوني وطرد السفير الاسرائيلي كمؤشر على ان كل الحراك الجماهيري العربي اذا لم يكن يهدف في نهاية الامر لتعزيز المعركة القومية ضد الكيان الصهيوني يتحرك في فراغ ولذلك كانت هناك محاولة لحرف هذا الحراك الجماهيري العربي مؤكدا أن السباق بين المعسكر الاخر الذي يستخدم كل ادواته ووسائله وبين معسكر المقاومة سينتهي بانتصار نهج المقاومة .
واعتبر سليمان ان المنطقة امام فرصة اساسية كي يتحول الحراك الشعبي الي جوهره الحقيقي بدل محاولة حصره في نطاق امور معيشية او مطلبية عادية مشروعة مبينا أن عملية الابتعاد عن تحقيق الكرامة القومية والوطنية يعني حرف اي تحرك جماهيري واستغلاله وتوظيفه لمصلحة المعسكر الاخر الذي لم يستطع ان ينجز أي شيء على الارض رغم توظيفه لكل اسلحته.
وقال سليمان ان يتم الان استهداف الموقع الرئيسي الجوهري في سورية الذي يربط كل حلقات المقاومة بحرب الاستنزاف والمطلوب الخروج من الحرب الاستنزافية الداخلية الي زمام المبادرة بتحصين الوضع الداخلي وتحقيق الاصلاحات وفق جدول زمني واضح وبعودة التفاف الجماهير في سورية والعالم العربي حول هذه الموقف والنهج.
من جهته أكد الدكتور محمود رمضان باحث في القانون الدولي من بيروت ان استهداف سورية لما تمثله من قوة مواجهة أساسية للمشروع الامريكي فالمؤامرة التي تحاك ضدها حاليا ليست وليدة اللحظة بل جزء من مخطط أمريكي بدأ بعد أحداث 11 أيلول وخطط له الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لتنفيذ أجندة معينة في المنطقة من خلال استهداف العراق ومن ثم ايران وصولا الي سورية.
ولفت رمضان الى أن توقيت المؤامرة جاء مع انطلاق ما يسمى بالربيع العربي في اطار ما اعد للمنطقة من محاولة اعادة هيكلتها بما اعلنه الرئيس الامريكي جورج بوش الاب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 أن ثمة نظاما عالميا جديدا سيقوم تحت مسمى الشرق الاوسط الكبير موضحا أنه بعد فشل محاولة الادارة الامريكية حينها عمدت الادارات اللاحقة على اعادة احيائه بتسمية جديدة هي الشرق الاوسط الجديد.
وقال رمضان ان الحرب التي تجري ضد سورية الان بمعايير القانون الدولي والقوانين الدبلوماسية غير المعلنة تؤكد أنها لا تتخذ شكلا عسكريا أو صداميا بالنار فقط وانما قد تتخذ أشكالا متعددة من الحرب النفسية الى الاعلامية الى السياسية لتنفيذ أجندة معينة في المنطقة بقوة السلاح.
بدورها أكدت الدكتورة فداء هزاع القاسم أن سورية بحاجة الى اعلام استباقي في المرحلة الحالية بزيادة عدد المحطات الفضائية وتوضيح صورة الشارع السوري ونبضه الحقيقي الذي لا يتكلم الا بصدق حيث لو رأى العالم كيف ينظر الاطفال الي أبائهم الشهداء والامهات والزوجات تزغرد لعلموا أن الشعب السوري لن يركع لافتة الى أنه لدى سورية رئيس شاب يحبها ويسعي لخيرها ويقرأ التاريخ ونحن معه يدا واحدة لحماية سورية التي ستقف على قدميها وسيكون من خان الوطن على الهامش.