ولهذا نرى أن كلاً من السينما الهندية والصينية أخذت تحقق قفزات نوعية منذ مطلع هذا القرن على صعيدي الإنتاج السينمائي أو التسويق والبيع.
غير أن اللافت في بوليوود ظهور أسماء جديدة من النسوة المخرجات اللواتي بدأت أسماؤهن تلمع في سماء الفن السابع سواء في بومباي أم في أنحاء أخرى.
فها هي المخرجة زويا اختار تقوم بتنفيذ عدة أفلام بدأتها بفيلمها الطويل «سعيد بحظه» سجلت من خلاله أعلى الأرقام في شباك التذاكر.
وهذه المخرجة الشابة لما تصل إلى العقد الرابع من عمرها بعد وهي تنتمي لمجموعة المخرجات الهنديات اللواتي تركن بصماتهن على صناعة السينما البوليوودية التي بدأت تنافس بشدة هوليوود عاصمة الفن السابع الأميركي.
وزويا اختار ليست الوحيدة من الجنس اللطيف التي تقف وراء الكاميرا، إذ هناك نساء يعملن في المونتاج وفي الإدارة الفنية وكتابة السيناريوهات وصولاً إلى الإنتاج فهن يضاهين في مواهبهن آمي باسكال مديرة ستوديوهات سوني بيكتيرز لصناعة السينما وزميلتها ستاسي سنايدر المديرة العامة لاستوديوهات دريم ووركس، ورغم أن المخرجات الهنديات بدأن من سينما المؤلف وبميزانية إنتاجية محدودة إلا أنهن سرعان ما قفزن إلى مراكز النجومية، فها هو فيلم زويا اختار الثاني «لا نعيش إلا مرة واحدة» يسجل اليوم أعلى الأرقام في الصالات السينمائية في شبه الجزيرة الهندية دون منازع، وقد تهافت النقاد والمشاهدون للثناء على إخراج هذا الفيلم وموضوعه الذي يتناول قصة ثلاثة أصدقاء يلتقون في إسبانيا وكان الفيلم قد عرض في الصالات في تموز الماضي ليحتل في بريطانيا المرتبة السابعة وفي الولايات المتحدة المرتبة العاشرة وليكون الفيلم الثالث في الهند لهذا العام، حيث أثنى عليه النقاد الدوليون من حيث فنية المشاهد وجمال الألوان في البيئة الهندية.
وكانت زويا اختار قد كتبت سيناريو هذا الفيلم بالتعاون مع زميلتها المخرجة ريما كاغتي التي تستعد لإطلاق فيلمها البوليسي الطويل بمشاركة أمير خان.
أما فرح خان المخرجة الشابة أيضاً ابنة خال زويا فتحتل المرتبة الأولى كأهم مخرجة سينمائية معاصرة في الهند كانت بداياتها عام 1992 حيث ألفت وقدمت عدداً من الألحان الموسيقية وغنتها بأسلوبها ثم اقتحمت عالم الإخراج بعد خبرة سريعة.
تقول نسرين موني كابير الاختصاصية في الفن السابع الهندي: إن بصمات فرح خان نجدها في السينما الشابة الجديدة سواء كان المخرجون رجالاً أم نساءً ويعتبر هذا الجيل الجديد من المخرجين الهنود الذين اقتحموا الصالات الأميركية والأوروبية بزخم وقوة من المجددين الذين اهتموا بتصوير واقع الحال والقصص القريبة من الشارع الهندي أو الآسيوي أو الإفريقي.
وتستعد فرح خان اليوم لإنهاء فيلمها الطويل الذي يسقط بعض المحرمات في المجتمع الهندي.
كذلك تعلق ميراناير وهي من الأسماء المعروفة أيضاً في عالم الإخراج السينمائي الهندي على تلك الموجة بالقول: إنهن ناجحات فنياً وتجارياً، إذ إن فيلم «يوميات بومباي» للمخرجة كيران راو لايزال يعرض منذ مطلع العام حيث حقق نجاحاً مادياً كبيراً في صالات جنوب شرق آسيا والهند وجاراتها وها هي كيران تكتب سيناريو فيلمها الثاني، إن تلك الأسماء لم تخرج من العدم لأن كيران راو كما هو معروف هي زوجة أميرخان، أما زويا اختار فهي ابنة جافيد اختار المؤلف الهندي المعروف، والجدير ذكره أن هؤلاء المخرجات المبدعات يتمتعن بدعم الأوساط الثقافية والمجتمع الذي يرى فيهن تطلعاته المستقبلية.