تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حماية المدنيين..

نافذة على حدث
السبت 17-9-2011
فؤاد الوادي

(حماية المدنيين في ليبيا كان همنا الاول ) .. هذا ماقاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس الاول من العاصمة الليبية طرابلس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني

ديفيد كاميرون ورئيس مايسمى بالمجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الذي بدا ممتنا جدا للطرفين لدرجة طمأنتهما عن احقيتهما في ابرام عقود النفط والغاز والاعمار الليبية،وهو الثمن الذي كان متوقعا لتلك (الحماية الدولية ) التي راح ضحيتها عشرات آلاف القتلى والجرحى.‏

.. وتصريحات ساركوزي تلك التي تفوح منها رائحة الموت والنفط معا - الموت الذي لايزال يحلق في السماء الليبية منذ نحو سبعة اشهر والنفط الذي فاقت قيمته في السوق السوداء الاطلسية قيمة الدماء العربية اضعافا مضاعفة الى الحد الذي دفع بالرئيس الفرنسي الى تجاهل اكثر من خمسين الف قتيل وضعفهم من الجرحى معظمهم من المدنيين الليبيين الذين « حمتهم » طائرات ساركوزي والاطلسي.‏

مشهد اقتسام الغنائم في العاصمة الليبية الذي بدا واضحا جدا يعيد رسم الحقيقة التي يحاول الاستعمار الجديد تشويهها وطمسها بعباءة الشعارات الزائفة التي تدعي حماية المدنيين والحريات وحقوق الانسان ، وهي شعارات لطالما تلطى الغرب خلفها لإعادة غزو الدول العربية التي يخطف بعضها تلك الشعارات الرنانة لأبعد من تصديقها ليس الى حدود تسويقها فقط بل نحو المشاركة في تطبيقها وتنفيذها ايضا كما يحصل اليوم في ليبيا وقبلها في العراق.‏

حماية المدنيين ..كذبة وخدعة غربية لم تعد تقنع أحدا وإذا كانت دول الاستعمار الجديد تدعي الصدقية فيها، فما عليها الا ان تبدأ بحماية المدنيين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة الذين يرضخون تحت نير الاحتلال الاسرائيلي منذ اكثر من ستة عقود والذين يمارس بحقهم ابشع انواع القتل والارهاب والاجرام .. هناك ندعو ساركوزي وشركاؤه الى التحرك لحماية المدنيين الفلسطينيين واعادة حقوقهم .. شرط ألا تكون هذه الحماية على الطريقة الساركوزية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية