التقى بشار بن برد رجلا وسأله عن مكان كان يقصده فأخذ بشار يصف الطرق التي يجب أن يسلكها للوصول إلى غرضه والرجل لا يفهم، فقام الشاعر وقد برم به، وأخذ بيده وسار به حتى أوصله للمكان الذي يريده وهو يقول:
أعمى يقود بصيرا لا أبا لكمُ
قد ضلّ من كانت العميانْ تهديهِ
***
عقاب من قش
كان جلال الحنفي أديباً ومعلماً للغة العربية، وكان يعاقب تلاميذه بطريق خاصة، وذات مرة كان يدرس مكفوفين، وأراد معاقبتهم لأنهم لم يحفظوا جيدا، فقال لهم:
الآن سنصلي فوق السطح، ولم يسعهم إلا الاستجابة، وصفهم صفاً واحدا على حافة الحائط، وكان قد سبق فوضع القش على جانب الحائط، وعندما سجدوا هوى الجميع، وأغمي على بعضهم وهم يسقطون لكنهم ما لبثوا أن ضحكوا وهم ينفضون القش عن ملابسهم.