أما الحيوان الناتج عن تزاوج ذكر الخيل وأنثى الحمار فهو النغل، وهو يشبه البغل كثيراً ولكن أصغر حجما، وصوت النغل يختلف قليلا عن صوت الحمار، ومن النادر أن تلفت الأتان نظر الحصان ولا سيما الأصيل.
كما أن من النادر تزاوج أنثى البغل مع ذكر الحمار أو الحصان، ومنذ 1527 حتى يومنا الحالي لم يتم ذكر سوى ستين حالة من إنجاب أنثى البغال من ذكر الحصان أو الحمار، أما ذكر البغل فهو عاقر وغير قادر على التناسل.
ومن أسماء البغل في التراث: أبو الأثقال وأبو الحرون وأبو قُضاعة والكودن وأبو قموص، وجمع البغل، بغال وأبغال، وتسمى أنثاه البغلة والسفواء. أما صوته فيسمى السحال والسّحيل والشّحاح والشّحيج.
وكان يتم إنجاب البغال بطريقة الاستيلاد، ولكي يستولد بغل جيد يجب أن اختيار أنثى الفرس بحيث يكون عمرها ثلاث سنوات على الأقل وخالية من العيوب والشوائب، وبصورة مشابهة يتم اختيار ذكر الحمار بحيث يكون قويا وصحيح البنية، ويوضعان في إسطبل واحد عدة أيام حتى يتم الود بينهما.
والسبب في عدم قدرة البغال على الإنجاب والتناسل أن عدد كروموزوماتها (الصبغيات) لا تقبل القسمة على اثنين، فعدد كروموسومات الحصان هي 64 وعدد كروموسومات الحمير هو 62 وعدد كروموسومات البغال هي 63 كروموسوما، وهذه الصيغة الوراثية لا تحتوي على خلايا جنسية قادرة على عميلة التكاثر.
والبغل حيوان معمر، وقد يعيش مئة سنة، وهو قليل التعرض للأمراض ويمتاز ببصره وقوته، ولذا فهو يقوم بأعمال شاقة يعجز عنها الحصان.
وكانت البغال في الماضي من حيوانات العمل المفضلة في جميع أنحاء العالم حتى وقت قريب،
وتم استخدامها من الجيوش في جميع أنحاء العالم القديم، نظراً لقدرتها على حمل الأثقال والسير بها مسافات طويلة، لأن البغال تمتاز بقدرتها على تحمل حرارة الطقس وصبرها، وتكبدها للأعمال الشاقة كما تعمل في المناطق الجبلية، وبطل دورها بعد سيارات الشحن.
ويستطيع البغل المعتدل أن يحمل وزنا ثقيلا ويمشي بسرعة خمسة كيلومترات في الساعة في الأراضي المستوية، كما أنه قادر على السير لمسافة قد تبلغ أربعين كيلومتراً في اليوم.
ومن الأخطاء الشائعة في مجتمعنا وصف الشخص الغبي بالبغل، لأنه من الحيوانات الذكية، على الرغم من طبعه العنيد في بعض الأحيان، ، وقد يدفعها العناد إلى قتل راكبه ثم يقتل نفسه، حسب ما ورد في بعض كتب التراث، وربما هذا سبب للمثل الشائع: أعند من بغل، وفيه قال الشاعر:
فأوصيكم بالبغل شرا فإنه من العير في سوء الطباع قريب
وكيف يجيء البغل يوما بحاجة تسر وفيه للحمار نصيب؟
وذكر باحثون أن السلوك العدواني عند بعض الحيوانات سببه القسوة في المعاملة.
ويعتبر اللون البني سائداً لدى البغال في المنطقة، و تعد البغال الموجودة في سورية خفيفة الوزن إذا ما قورنت بتلك الموجودة في بلدان أخرى، فيبلغ معدل وزن البغل 320 كيلو غرام أما في أميركا فيتراوح وزن البغال بين 450 و800 كيلو غرام.
ويتمتع البغل بسمعة طيبة في التراث العربي، وقد أفرد له الجاحظ كتاباً عنوانه (البغال) مكوناً من مقدمة و12 باباً تحدث فيه عن حسن سيرتها، وتمام خلقها، والأمور الدالة على السر الذي في جوهرها، وعلى وجوه الارتفاق بها.، كما تحدث عن ولع الأشراف بالبغال، ونوادرها وطباعها، والانتفاع بالبغال في البريد، ومدح البغال وذمه.