لتقبل عودة العثمانية بحلة جديدة لتحكمهم.. اتخذت الجامعة العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير موقفاً يشجع الجريمة والقتل والارهاب في سورية على ايدي مخربين خارجين عن القانون وطلبت من الحكومة السورية بكل بساطة ان تتوقف هي عن حفظ امن الوطن واتاحة الفرص للارهاب بأن يستشري، كما طالبت اكثرية الشعب السوري الخضوع لمطالب الاقلية المرتهنة لدى الخارج «كما طالب كاميرون» حتى يرفع العلم «الاسرائيلي» في دمشق بعد استسلامها.
وفي هذا الاطار انتقد الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني العميد أمين حطيط مضمون البيان الصادر عن مجلس وزراء الخارجية بخصوص الاحداث في سورية معتبرا أنه لايصب في مصلحة العرب.
وقال حطيط في مقال له نشرته صحيفة البناء اللبنانية أمس انه كان يتوجب على جامعة الدول العربية تأييد المسعى السوري في الاصلاح والحوار والعمل على استتباب الامن ورفض التدخل الاجنبي في شؤون سورية وادانة الاعمال الارهابية وخصوصا بعد أن بات واضحا أن بعض المناطق في سورية تحولت بسبب عمليات القتل بدم بارد التي تقوم بها الجماعات المسلحة المحتضنة من دول اقليمية ودولية إلى مسرح للعنف والارهاب ضد المواطن وضد الدولة السورية بكل اجهزتها ومؤسساتها المدنية والعسكرية.
ورأى حطيط ان القرار الصادر عن مجلس الجامعة يناقض ميثاق الجامعة العربية مؤكدا استحالة نجاح المخططات الخارجية ضد سورية والمقاومة.
من جانب آخر جددت قوى وشخصيات لبنانية التعبير عن رفضها المؤامرة التي تستهدف سورية وخط المقاومة مؤكدة ان سورية سوف تخرج من المحنة المستوردة التي تواجهها اشد قوة وأن لبنان وسورية يخرجان دوماً متحدين متضامنين من الظلمة الى طريق الخلاص والنور.
وفي هذا السياق أكد الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ان خط المقاومة والممانعة المتمثل بلبنان وسورية ليس خطا مطواعا قابلا للاختراق والتبعثر مهما تنوعت الوسائل لضرب مقومات صموده.
وقال لحود في مقال افتتاحي نشرته صحيفة البناء الصادرة أمس تحت عنوان سورية ولبنان معا على طريق الخلاص انه ليس من الغرابة في شئ ان يتعرض الخط المقاوم والممانع في المنطقة إلى شتي انواع الضغوط واساليب الترغيب والترهيب بما في ذلك الاعتداءات المسلحة لان هذا الخط يؤرق اسرائيل ويحول دون تحقيق مشاريعها الاستيطانية والتوسعية والتطبيعية وفرض سلام الاستسلام على دول العرب المنقسمة على ذاتها والمشرذمة.
وأوضح لحود أن سورية تخرج الان بشكل مشرف من عنق المؤامرة التي تعرضت لها مع استمرار دورها الريادي في خط المقاومة والممانعة الذي هو الخط الاصح بعد أن توسل اعداؤها دم ابنائها في اعتداءاتهم المسلحة بحجة الاصلاح كما سجل لبنان المقاوم انتصاره على العدو الاسرائيلي بفعل وحدة الشعب والتفافه حول جيشه ومقاومته.
وجدد لحود التأكيد على أن سورية سوف تخرج من المحنة المستوردة التي تواجهها اقوي وان لبنان وسورية يخرجان دوما متحدين متضامنين من الظلمة إلى طريق الخلاص والنور.
كما استنكر العلامة اللبناني علي فضل الله صدور دعوات علنية للتدخل الخارجي في الشؤون السورية داعيا الشعب السوري إلى التنبه لخطورة هذا التدخل وسلبياته.
وشدد فضل الله خلال خطبة الجمعة أمس على ضرورة اعتماد لغة الحوار الموضوعي الهادف لمعالجة كل المشاكل التي يعاني منها الشعب والدولة بما يبقي سورية قوية ويساعدها على استئناف دورها الريادي والفاعل والمقاوم في المنطقة.
ونوه العلامة اللبناني بتصريحات البطريرك بشارة الراعي للبنانيين بالمقاومة حتى تحرير الارض وزوال الاحتلال الاسرائيلي واثاره.
ودعا فضل الله اللبنانيين إلى الوقوف صفا واحدا في وجه السياسات الخارجية والحفاظ على عناصر القوة مؤكدا أن الوحدة الوطنية القائمة على أساس العدالة والحوار والانفتاح هي المدخل الوحيد لحماية لبنان واستقراره.
بدوره شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على ضرورة رفض كل انواع التدخل الخارجية في الشؤون الداخلية السورية وشؤون الدول العربية كافة تحت أي عنوان كان.
ودعا قبلان في خطبة الجمعة اللبنانيين إلى عدم التدخل في الشؤون السورية معتبرا أن أهل سورية أدري بشعابها.
من جهته اكد النائب اللبناني مروان فارس نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أن سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة وخطيرة تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون نظرا لمواقفها القومية ودعمها للمقاومة في المنطقة.
وقال فارس في تصريح له أمس انه من الطبيعي ان يكون هناك استهداف امريكي واسرائيلي لسورية التي وقفت إلى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية مؤكدا ان سورية ستخرج منتصرة على كل المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى النيل من دورها العربي والاقليمي والدولي.
ونوه فارس بموقف البطريرك الراعي تجاه الاوضاع في سورية وبموقفه من المقاومة.
بدروه شدد الامين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداود على ان سورية تتعرض لمخطط تامري يستهدف دورها وخطها الممانع في المنطقة كما ان الامة العربية برمتها تتعرض لأشرس المؤامرات بغية تفتيتها وتقسيمها خدمة لمصالح اسرائيل في المنطقة.
واكد الداود في كلمة له خلال حفل تخريج الطلاب والجامعيين المنتسبين للحركة في راشيا أمس حرص لبنان على امن واستقرار ووحدة سورية ووقوفه إلى جانبها في مواجهة هذه المؤامرة وقال ان سورية تربطها بلبنان أواصر العلاقات العائلية والتاريخ المشترك.
من جهته أكد الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان ان سورية تشهد حاليا جلسات للحوار الوطني في جميع المناطق والمحافظات وهذا اصلاح ايجابي داعيا الى الابتعاد عن الفوضى والارتجال.
وشدد قبلان في خطبة الجمعة أمس على ان سورية ولبنان توءمان وما يصيب سورية يصيب لبنان وما يصيب لبنان يصيب سورية.
كما أعرب قبلان عن تقديره لمواقف وتصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في باريس، وقال مخاطبا البطريرك الراعي: نحن معك في تضميد الجرح واقامة الجسور في العمل المشترك فلنتكاتف ونتعاون ولنكون جميعا سدا منيعا في وجه المؤامرات التي تغزو لبنان وشعبه.
بدوره قال النائب اللبناني علي خريس عضو كتلة التنمية والتحرير في كلمة بصيدا: ان المؤامرة على سورية تأتي بسبب وقوفها الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين وتمسكها بالثوابت الوطنية والقومية. كما دعا خريس اللبنانيين الى التمسك بمشروع حماية لبنان واستقراره وعناوين قوته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة والوحدة الوطنية.
من جانبه أكد علي حسن خليل وزير الصحة العامة اللبناني ان سورية ستخرج منتصرة على المؤامرة التي تتعرض لها رغم كل انواع التهويل والتضليل واعمال التخريب والاجرام التي تقوم بها العصابات المسلحة في بعض انحائها .
وقال خليل في مقابلة مع قناة المنار الليلة الماضية ان الوضع اللبناني مرتبط بشكل كامل بالوضع السوري واي اهتزاز للوضع في سورية سيكون له انعكاس كبير عبر الساحة اللبنانية مؤكدا ان سورية بخير وان زمام الامور ممسوك باتجاه مزيد من تحصين الوضع الداخلي على اثر الخطوات التي قامت بها القيادة السورية على صعيد الاصلاح وهي برأيي ورأي جميع السياسيين الحياديين جدية ومهمة جدا .
وأضاف ان حملة التضليل الاعلامية الكبيرة الداخلية والخارجية ستفشل في نهاية الامر في حرف سورية عن مسيرتها الوطنية والقومية وان الوقائع على الارض تؤكد انها خرجت قوية ومنتصرة على هذه المؤامرة الخارجية.
واشار خليل الى ان المراهنين في لبنان والخارج على اضعاف سورية وهزيمتها امام المؤامرة سيفشلون وستسقط جميع رهاناتهم كما سقطت ابان عدوان تموز ونجحت المقاومة وانتصرت على العدوان.
وقال ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انطلق من ثوابته الوطنية وقناعاته الراسخة في تأييد سورية وقيادتها والوقوف الى جانبها ازاء ما تتعرض له لان مصلحة لبنان هي مع مصلحة سورية وان مصلحة سورية ولبنان هي في استمرار تنفيذ الاصلاحات الحقيقية التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد وانجز العديد من خطواتها.