تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أكدت أن حل الأزمة في سورية يكون بالطرق السياسية وعبر الحوار الداخلي...روسيا تدعو أميركا إلى الاهتمام بمشكلاتها الداخلية بدلاًً من التدخل بشؤون الغير

موسكو
سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 20-8-2014
الخطر الكبير الذي تواجهه سورية، والمآسي التي ألمت بأبنائها، نتيجة الجرائم التي يرتكبها ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي، يفتح الأبواب من جديد لمعالجة الأزمة في سورية دبلوماسياً وعن طريق الحوار

من أجل وقوف السوريين يداً واحدة لمحاربة المد الإرهابي الداعشي، حيث أكدت وزارة الخارجية الروسية أن تلك الأزمة يمكن أن تحل فقط بالوسائل السياسية.‏

الوزارة لفتت في بيان تعليقاً على اجتماع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع وفد مجلس شيوخ العشائر في شمال شرق سورية إلى أن الاهتمام الأساسي في سير المناقشة تركز على الوضع الناشئ في سورية بما في ذلك في مناطق معيشة العشائر في شمال شرق سورية جراء الازدياد الحاد لجرائم ما يسمى تنظيم «دولة العراق والشام» الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة.‏

وقالت الخارجية الروسية في بيانها إن الجانبين أكدا أن الأزمة في سورية لا يمكن حلها عسكرياً ولا تسويتها سوى بوسائل سياسية دبلوماسية عبر حوار سوري داخلي، مضيفة أنه تم خلال الاجتماع مناقشة مهمة انخراط مجالس العشائر في سورية في العملية السياسية بما يخدم مصالح وقف العنف وإعادة إعمار البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية المدمرة في البلاد.‏

إلى ذلك دعت روسيا الولايات المتحدة الامريكية إلى الاهتمام بقضاياها ومشكلاتها الداخلية واسعة النطاق واتخاذ التدابير الفعالة لحلها بما يتجاوب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين بدلا من السياسة الموروثة من الماضي للتدخل في شؤون البلدان الأخرى وتغيير الانظمة التي لا تروق لها تحت ذرائع الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان.‏

جاء ذلك في تعليق لقسطنطين دولغوف مفوض حقوق الانسان والديمقراطية وسيادة القانون في وزارة الخارجية الروسية على الاحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة فيرغيسون بولاية ميسوري الامريكية بسبب مقتل الشاب مايكل براون على يد ضابط بالشرطة الامريكية.‏

وقال دولغوف في تعليقه الذي نشرته الخارجية الروسية في بيان لها أمس: ان الاحداث المأساوية في مدينة فيرغيسون نتيجة قيام شرطي بقتل الفتى الزنجي براون في الثامنة عشرة من عمره تدل بكل وضوح على درجة التوتر العالية جدا في المجتمع الامريكي الذي لا يزال منقسما حسب المؤشر العرقي مضيفا ان اعمال الاحتجاج الجماهيرية المتواصلة لعشرة ايام والتي انتقلت إلى مدن أخرى تتركز فيها أقليات اجتماعية تعاني من أوضاع صعبة وكذلك الاستخدام الواسع لأساليب القوة عند تفريق المتظاهرين واستخدام وحدات الحرس الوطني وفرض حظر التجول كل ذلك يكرر إلى حد كبير الاضطرابات العرقية التي شهدتها الولايات المتحدة مرارا في الماضي.‏

واعتبر دولغوف ان الاضطرابات في فيرغيسون وردود فعل السلطات عليها بدءا من الاعتماد على القمع الشديد للاعمال المناهضة للقانون إلى الدعوات للهدوء والحوار تؤكد مجددا وجود مشكلات منهجية عميقة في مجال مراعاة حقوق الانسان والمعايير الديمقراطية في المجتمع الامريكي وان سلطات الولايات المتحدة التي تطالب البلدان الأخرى بضمان حرية التعبير وعدم قمع الاحتجاجات المعادية للحكومات لا تتساهل أبدا مع أولئك الذين يعبرون عن سخطهم للاجحاف في المجتمع الامريكي والتمييز الفعلي ووضع السكان من الصنف الثاني.‏

واوضح ان المدافعين الامريكيين عن حقوق الانسان يقرعون الطبول نظرا لاتساع استخدام الشرطة بصورة غير مبررة للاسلحة والادوات الخاصة من الترسانة العسكرية ضد المدنيين حيث تفيد معطيات المنظمات غير الحكومية بما فيها الرابطة الامريكية من اجل الحريات المدنية بانه يجري على نطاق واسع استخدام اجهزة حفظ النظام والمدرعات والغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة وراجمات القنابل والاسلحة النارية والرشاشة حتى عند القيام باجراءات بسيطة مثل اعمال التفتيش العادية علما أن ضحايا التنكيل من جانب الشرطة هم على الاغلب من الزنوج الامريكيين والناطقين بالاسبانية والمنحدرين من البلدان الآسيوية.‏

وفي هذا الاطار قال دولغوف يبدو لنا ان على الولايات المتحدة الاهتمام بمشكلاتها الداخلية واسعة النطاق واتخاذ تدابير فعالة لحلها وهذا هو الطريق الاكثر ايجابية الذي يتجاوب مع متطلبات ووقائع القرن الحادي والعشرين بدلا من السياسة المورثة من الماضي للتدخل في شؤون البلدان الأخرى وتغيير الانظمة التي لا تعجبها بذرائع مختلقة للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان.‏

وكانت رقعة الاضطرابات في ولاية ميسوري الامريكية اتسعت وامتدت الاحتجاجات على مقتل براون إلى 90 مدينة امريكية في الولاية حيث جددت الشرطة الامريكية اطلاقها القنابل الدخانية والغازات المسيلة للدموع على المحتجين في شوارع مدينة فيرغيسون الليلة قبل الماضية بينما افادت تقارير اخبارية ان هناك اصوات اطلاق نار فيها.‏

ووفقا للتقارير فإن مئات المتظاهرين من بينهم عائلات معها اطفال لاذوا بالفرار بعد ان دخل رجال الشرطة الامريكية وهم يرتدون الدروع واقنعة واقية من الغازات واطلقوا قنابل دخانية لتفريقهم في فيرغيسون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية