تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طبول الحرب تقرع هذه المرة ضد إيران

عن موقع: legrand soir
ترجمة
الأثنين 16-1-2012
ترجمة: دلال ابراهيم

كنت أحضر برنامجاً إخبارياً على قناة MSNBC مع ديلان راتيغان , الذي كان يصرخ أمام الكاميرا قائلاً أنه في حال أغلقت إيران مضيق هرمز والذي يمر عبره 40% من النفط العالمي معنى ذلك إعلان حرب .

وعلى الرغم من ذلك , ومثل كل ما نشاهده في النشرات الإخبارية ، فإن الحكاية لا تبدأ من ردود الفعل الأخيرة لشخص غاضب . تماماً مثلما يحصل في مباراة كرة القدم , حينما لا يرى الحكم سوى الضربة الأخيرة ويجهل الأولى , ووفق ما رآه يمنح ركلة الجزاء .‏

ومنذ مدة ليست بالبعيدة أتابع حالي حال الكثير من الأميركيين , انطلاق حملة إعلامية تمهد لحرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط , وهذه المرة في إيران . وهو مبعث خوفي الشديد . فالرئيس الأميركي يفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب المخاوف من برنامجها النووي . مخاوف يمكن لها أن تبدو حسب وصف استخدمته كونداليزا رايس مثل ( سحابة على شكل فطر ) واعذروني على الربط بين ما نسمعه الآن وبين ما سمعناه قبيل أن يعطي الرئيس بوش أوامره بغزو العراق .‏

وتماماً كما حصل خلال حملة التصعيد من أجل شن الحرب على العراق , يحثنا اللوبي المؤيد لإسرائيل هنا في الولايات المتحدة لشن هذه الحرب القذرة لصالح إسرائيل . ومن ثم وبعد أن ندفع فاتورة هذه المجزرة – من أموال الأميركيين ودمائهم – تنأى الحكومة الإسرائيلية بنفسها عما حدث وتنفي أي دور لها بتلك الحرب . ومن جهتهم لا يصدر عن السياسيين الأميركيين أي اعتراض على ما تقوله.‏

وكما تبين أن صدام حسين لم يكن يشكل أي خطر على العالم . فإن إيران لا تمتلك لا الوسائل ولا الدافع لمهاجمة أي دولة كانت في منطقة الشرق الأوسط , وبالتأكيد من بينها إسرائيل . وهي ليست بوارد الهجوم على أي أحد . وفي حال كانت إيران على وشك امتلاك السلاح النووي , والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست متأكدة من ذلك , فإن قادة إيران لم يفقدوا رشدهم لكي يستخدموا هذا السلاح وهم يعلمون أن لدى إسرائيل 200 رأس نووي سوف تُدمر بلادهم بالكامل , بما فيهم هم أنفسهم . وإيران بقدراتها العسكرية ليست مصدر قلق لإسرائيل . إنما ما يزعج إسرائيل هو أن إيران تشكل عائقاً أمامها لبسط سيطرتها على كامل الدول العربية . وإسرائيل تخشى حلفاء إيران , مثل حزب الله في لبنان وسورية والآن العراق , الذين يعيقون مجتمعين إسرائيل من السيطرة على تلك الدول المجاورة لها . هذا ويزيد من مخاوف إسرائيل تباطؤ عملية الهجرة اليهودية إليها وحركة السياحة بسبب قرع طبول الحرب , التي تقرعها هي بنفسها . أما ما يثير قلقي هو أن يقع الرئيس اوباما فريسة الخوف من اللوبي الإسرائيلي في سعيه لاستمالة الناخب اليهودي في انتخابات هذا العام . حيث وفي كل مرة يتهمونه بتراخيه إزاء إيران يعمل على زيادة حمى إجراءاته العقابية ضدها . وإنه لأمر يبعث على الطمأنينة القول إن الرئيس يخشى الشعب الأميركي , الذي كفاه دفع فواتير الحروب في الشرق الأوسط أكثر مما يخشى اللوبي الإسرائيلي. ولكن يعرف هذا اللوبي ما تعلمه الكونغرس الجمهوري منذ بضع سنين , في أن الرئيس يذعن للضغوط . وأدعو مثل جميع الناس الذين أعرفهم أن يبرهن الرئيس اوباما على قليل من الشجاعة السياسية , بهدف حمايتنا من الحرب أولاً , وأيضاً وهو الأهم من أجل حمايتنا من المجانين الذين يقودون الحزب الجمهوري.‏

 بقلم السيناتور الأميركي الأسبق جيمس أبو رزق‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية