بهذه الكلمات حذّر (توماس جيفرسون) الرئيس الأمريكي الأسبق ومنذ فترة حكمه من الدور السلبي والخفي للمصارف في تدهور النظام المالي والاقتصادي الأمريكي.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، قائد المعسكر الشرقي ، سعت الولايات المتحدة لأن تكون القطب الأوحد في العالم تسيّره كيفما تشاء، فترفع نظاماً وتقلب آخر بهدف زعزعة استقرار هذه الدولة لأنها لا ترضخ لإملاءاتها وتقصف تلك وتغزو هناك في سبيل تحقيق مصالحها ولو كان ذلك مقابل إبادة شعب بأكمله ، وهنا ليس مستغرباً على الولايات المتحدة التي قامت أساساً على إبادة الهنود الحمر.
اليوم ولإطباق سيطرتها على العالم تجوب سفن البحرية الأمريكية وبوارجها وحاملات طائراتها بحار ومحيطات العالم في عملية استعراض للقوة وهي بذلك ترسم نطاقات سيطرتها ، ومدعومة بشبكة قواعد خارج الأراضي الأمريكية .
لقد كشف (C.Johnson) العضو في لجنة المراقبة في الناتو وعبر موقع (international.Network) أن واشنطن تمتلك وتحتل بين (700-800) قاعدة عسكرية في العالم موزعة في (63) بلداً يتبع لها (255,065) جندي ، قسم كبير من هذه القواعد أنشأ بعد (11 أيلول 2001).
تقوم الولايات المتحدة لنشر قواتها وقواعدها في العالم بإيجاد وخلق اضطرابات في مناطق متعددة وربما لجأت إلى ضرب أهداف محددة على أراضيها نفسها وتنفيذ تفجيرات تطال المراكز الحيوية كما حدث غي 11 أيلول 2001 لتعبئة الرأي العام وخلق المبررات والذرائع للقيام بمزيد من الحروب والتدخلات كما في أفغانستان والعراق وبعد ذلك يأتي دور الاتفاقيات الأمنية التي ترسخ أقدام الأمريكيين أكثر فأكثر.
بشّر جورج بوش الأب بالنظام العالمي الجديد بعد سقوط المعسكر الاشتراكي ، أما (هوبير فيدرين) وزير الخارجية الفرنسي الأسبق فحذّر من الدور المقبل للولايات المتحدة كدولة عظمى تمارس الإرهاب وترعاه..
في كانون أول 2011 قصفت طائرة أمريكية من دون طيار موقعاً باكستانياً مما أسفر عن سقوط 26 جندياً هذا القصف الهمجي لاقى انتقاداً شديداً من الصين التي رأت في الهجمات الأمريكية محاولة لتطويقها وخاصة أنه جاء متوازياً مع نشر (2500) جندي من المارينز في أستراليا ومحاولة فرض واشنطن لنفوذها على المحيط الهادي.
الرئيس الصيني هو جينتاو دعا ، رداً على التحركات الأمريكية ، القوات البحرية الصينية إلى الاستعداد لنزاع ومعركة محتملة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين ، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الصيني (Xinhua) عن جينتاو قوله إن موضوع الأمن القومي مسألة حساسة داعياً قواته إلى الاستعداد لحرب طويلة الأمد.
المساعي الأمريكية لتطويق الصين، لم تتوقف هنا، حيث قامت هيلاري كلينتون في ك 1 الماضي بزيارة إلى ميانمار في مسعى لتطوير علاقاتها معها وذلك لوضع قدم لها في هذه المنطقة.
الصين وفي رد منها على التطورات ، نفّذت مناورات عسكرية واسعة قرب الحدود مع باكستان لردع القواعد الأمريكية بالمنطقة. أما القائد العام للجيش الصيني (زهانغ زهاو زونغ) فقد أكد أن بلاده لن تتردد في دعم إيران ووقوفها إلى جانبها في أي عدوان غربي تتعرض له.
ولذلك وفي نفس السياق ، فقد دعا السفير الصيني في الأمم المتحدة إلى عدم اتخاذ موقف ضد إيران لا يستند إلى أسس وحقائق ، محذراً من تدبير هجوم على إيران تحت ذريعة إيقاف برنامجها النووي المثير للجدل.
في الجانب الروسي، يسود نفس القلق ، ولاسيما مع نشر الدرع الصاروخي في بعض الدول الأوروبية ، فقد صرّح الجنرال الروسي (نيكولاي ماكاروف) بأنه من غير المستبعد نشوب حرب عالمية على مستوى واسع مقدمتها نزاعات وصراعات إقليمية.
التوتر بين روسيا وواشنطن بلغ ذروته قبل شهر تقريباً عندما تعرض السفير الروسي (فلاديمير تيتورينكو) واثنان من مساعديه ، تعرضوا لاعتداء عنيف من قبل قوات الأمن القطرية في مطار الدوحة ، ومعلوم أن الأمن القطري مدعوم من الـ (C.I.A) ، وحاول عملاء من فرقة M.16 البريطانية الوصول إلى الحقيبة الدبلوماسية التي تحوي على معلومات ذات أهمية تتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط.
إذاً العالم اليوم يوشك أن يصبح خارج السيطرة !! ، لكن لماذا ذلك؟ الصحفي الأمريكي (غريغ هانتر) شرح السبب. ذلك أن معظم الاقتصاديات الغربية تئنّ تحت ثقل الديون التي تجاوزت (100,000 مليار) دولار. وهي غير قادرة على سدادها ، ولذلك لابد من الحرب : لأن بالحرب يحلّ الدمار وبالحرب تدور معامل الأسلحة وبالحرب تحظى الشركات الغربية بعقود إعادة الإعمار وبالحرب تنهب الثروات.
المراقبون والمحللون يرون بأن الحرب الحقيقية هي حرب مالية... والولايات المتحدة تريد وبشدة أن تبقى كلب حراسة العالم ولكن هذا الكلب مصاب بالجرب والعمى.. إذ لم يعد يخيف، فمع القليل من التأمل والتفكير سترى أن هذه القوة الخارقة التي تقوم على قوة الصناعة والمال والصناعة العسكرية والتي تريد السيطرة على الكوكب هي في طريقها إلى الزوال.
بقلم شمس الدين شيطور