العطاء أن تقدم لغيرك ما تجود به نفسك من غير سؤالهم إياك.. العطاء أن تبادر بتقديم كل ما تستطيع لمن تحب، لتعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر... لتعلمه بمدى مكانته عندك... ومدى تقديرك وحبك له.. العطاء أن لا تعيش لأجل نفسك فقط.. العطاء هو المنح.. أن تمنح الآخرين مما لديك... العطاء أن لا تنظر لقيمة ما ستعطي... ولكن أن تنظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره.. فالعطاء.. مادي ومعنوي، والتنويع بينهما أمر جميل، ولكن الأجمل لو قدمت كلاً منهما بفن.. فتعطي عطاء مادياً بقالب معنوي صادق.. العطاء نهر لا يتوقف.. وبحر لا ينضب.. العطاء أن تفرح بفرح من حولك لما قدمته لهم... والعطاء الحقيقي حينما تعطي ولا تنتظر أي مقابل... العطاء الصادق حينما تعطي دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك.
صور العطاء
- عطاء الأم والأب: أكبر مثال للعطاء في الكون فهو بلا توقف بلا دوافع بلا أسباب بلا مقابل مادي ومعنوي... كله تضحية وتفانٍ وحب.
- عطاء الصداقة: أن تقدم النصح بكل صراحة لصديقك عندما يحتاج... أن تقدم له وجودك معه في أصعب اللحظات... تسانده، تساعده، وأن تجعل وجودك معه يغنيه عن كل شيء..!!
وأن تعطيه أذناً وقلباً ينصت لهمومه ومشكلاته.. وفكراً يعينه على حل تلك المشكلات.
وأن لا تجعله يبحث عنك عندما يحتاجك.. ولكن أن تكون بجانبه وقت حاجته لك.. أن تكون وقت فرحه أول المهنئين... ووقت حزنه أول المسندين.. وأن لا تنتظر مناسبة لتعبر عن مكانته عندك وحبك له... قدم له المساعدة قبل أن يطلبها منك.
عطاء المحرومين: هل جربت يوماً أن تعطي يتيماً لمسة حنان؟ اهتمام؟ عطف؟ وهل جربت أيضاً أن تفرح مسكيناً بهدية؟ أو أي شيء مما تجود به يداك ونفسك على من حرم مما أعطاك الله.
- عطاء الحب: كل إنسان معطاء هو إنسان محب.. ومن أحب سيعطي من أحبه كل شيء وأي شيء ليسعده... وعلى اختلاف أنواع الحب فإنها تحتوي جميعاً على العطاء فعطاء الحب يتضمن عطاء الأبوين والصداقة.. فلو لم يحبوا لما أعطوا..!!
عطاء الحب.. أن لا تبخل بإحساسك ولمساتك ووجودك... واهتمامك على من تحب ولا حتى بكلماتك الرقيقة ومشاعرك الصادقة تجاهه، همسات، ووقفات عطائية.. من لا يعطي وجوده وعدمه سواء وعلى قدر عطائك يفتقدك الآخرون.
لا تفرح بما أعطاك الآخرون فقط.. ولكن افرح أنك مررت لحظة في تفكيرهم... وتريد أن تعرف قيمتك لدى الآخرين؟ انظر ما مدى عطائك لهم.. والمادي هو من لا يؤثر فيه إلا العطاء المادي.. قد يصل الإنسان لمرحلة يعطي فيها كل من حوله من يحبهم ومن يعرفهم فقط لأنه أدمن العطاء فلم يعد يرى وجوده إلا من خلال انعكاس تصرفاته على من حوله.. يفرح لسعادتهم ويسعد بتقديم المساعدة والعون لهم وعندما تكون شخصاً معطاءً فإنك لا تنتظر العطاء من غيرك بل تبادر به أنت لعلك تذكر من حولك فيقتدون بك وتؤثر عليهم ويبقى العطاء المادي شيئاً ملموساً لا بد منه بين حين وآخر.. فالعطاء صفة مجبولة ببعضنا لا نتعلمها ولا ندرسها والعطاء يكفينا أن نبتسم بوجه الآخر وهو قمة العطاء.. والعطاء لو وجد عند الجميع فسيعم الخير والبسمة والسلام على الأرض.