وهنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال؟ ما حاجة الوالدين للابتسام أو الضحك أمام الأطفال؟
والجواب دون تردد.. أن الضحك يعد الظاهرة الأكثر بروزاً وانتشاراً، نصنعها بأنفسنا - نحن البشر- ويشعر بها الآخرون من حولنا، ويستجيبون لها بشكل أفضل من الاستجابة لغيرها.
ولذلك يقول المثل الدارج: «ابتسم أينما كنت، وحاول أيضاً أن توجد موقفاً مضحكاً»، وحتى عندما لا يكون لدينا مزاج للابتسام فعلينا أن نظهر علاماته، لأن فعلاً كهذا سيفيد في إنعاش النفس والروح.
لقد أثبتت البحوث النفسية أن الأطفال الصغار هم مرآة لتعبيرات وجوه الوالدين الظاهرية، فكلما أكثر أحد الوالدين من الابتسام أمام الطفل، فإن الطفل سيبتسم أكثر وبمزاج سعيد وعندما يشعر الأطفال أنفسهم أيضاً أنهم الأناس الذين يجلبون السعادة لوالديهم، فسيشعرون بذواتهم بصورة أفضل، ولذلك يواجه الأب والأم في أي عمل مع الأطفال بكيفية هز المشاعر التي تكون لدى الطفل عندما يبتسم أحد الوالدين أو يضحك وكأنه يمازحه.
قد يتساءل الأب أو الأم: كيف يمكننا فعل ذلك؟ وهل نبتسم ونضحك لأي شيء يفعله الأطفال أو يقولونه؟
يبدو حسب القراءات والدراسات أن ابتسامة بسيطة ولطيفة، تستطيع أن تزيل التوتر في الحال، وتحسن المزاج العكر، وإذا كان لدى أحد الآباء شعور بأن التجهم على وجهه يفوق الابتسام بمرات عدة، فإنه من الضروري أن يعمل لتغيير تلك الصورة وفي الحال.
أما الأم فمن واجبها عند العناية بطفلها الصغير أن توقف اهتماماتها بالأمور الأخرى التي ستقوم بها وتحصر الاهتمام في كيفية إظهار الابتسامة للطفل، وردة فعله عليها بابتسامة أو ضحكة وبذلك تكون عامل تعزيز عند الطفل حيث يتم التواصل الجيد معه عند إيقاظه في الصباح، أو الطلب منه أن يقوم بأي عمل ممكن بالنسبة إليه... وهذا كله يوفر له الأمن والاطمئنان والثقة بنفسه وبمن حوله.
أخيراً: لابد من الإشارة إلى أن الابتسامة من الميزات الأساسية للسلوك الاجتماعي وإن كانت ذات منشأ نفسي ذاتي فثمة أمهات كثيرات يصفن أطفالهم بأنهم اجتماعيون نتيجة لردود أفعالهم الإيجابية على ابتساماتهم، حيث تعد الابتسامة مؤشراً حقيقياً على أهمية التطور الاجتماعي عند الطفل.