و طلب من ابنته الاحتفاظ بالقلادة لأنها ستحميها في أيامها القادمة. و لعل حدس الأب و هو يستقبل الموت قد اخبره بأن هذه الزهرة ستكون سببا في جلب الحب لحياة ابنته القاسية.
وفابيو كان تاجر مخدرات يعمل لدى دون لويس(بيتو بينيتيس)، و حين قرر الأول التوقف عن العمل كان القتل من نصيبه هو و زوجته على يد رجال الثاني و الشاهد على موت الزوجين هو ابنتهما الطفلة كاتاليا التي كان آخر ما بقي لها من ابيها قرصاً صغيراً يحمل معلومات خطيرة وصفها ابوها بانها جواز سفرها لأميركا، و القرص الخطير كان السبب لمطاردة الطفلة عبر شوارع بوغوتا القديمة من قبل رجال دون لويس، و لكن في الواقع كانت هي من نوى مطاردتهم يوما ما للانتقام لمقتل أبيها.
تحول القرص كما قال فابيو الى جواز سفر لابنته ، فوقوعه بيد السفير الأميركي كان كفيلا بسفرها الى بلاده و تزويدها بالنقود، ومع وصولها الى ميامي هربت الطفلة للقاء عمها ايميليو (كليف كورتيس) في شيكاغو، و من عمها كان طلبها الوحيد هو أن يعلمها كيف تغدو قاتلة.
طوى الفيلم خمسة عشر عاما لنرى كاتاليا الشابة ترتكب جريمة متقنة جدا حملت توقيعها على جسد المقتول و هو زهرة الكاتاليا ، وكانت هذه جريمتها الثالثة و العشرين خلال أربع سنوات و بالتوقيع نفسه ، اذ ارادت ايصال رسالة لقتلة أبيها، الأمر الذي ادركه المحقق روس (ليني جيمس) في سعيه لكشف حقيقة القاتل . ولكن زهرة الكاتليا لم تكن فقط رمزا للموت في حياة حاملة اسمها، فقد كانت أيضا سببا في تعرفها على الرسام داني(مايكل فارتان) الذي عرف وجها لكاتاليا الحزينة القاسية لم يعرفه أحد غيره.
فيلم (كولومبية- Colombiana) من اخراج أوليفير ميغاتان و قد ابدعت كل من الطفلة أماندلا ستينبيرغ و الشابة زوي سالدانا في أداء شخصية كاتاليا الطفلة اليتيمة الخائفة و المرأة الشابة الحزينة المنتقمة.