الذي غير المشهدية الصورية وألف عالما صوريا خاصا به.
واختار مصطفى في محاضرته التي ألقاها أمس في ثقافي المزة بعنوان الحداثة الشعرية السورية الشاعرين السوريين عبد القادر الحصني وعبد الكريم الناعم كنموذجين لهذه الحداثة.
وانتقى مصطفى الديوان الشعري «كأني أرى» للشاعر عبد القادر الحصني كنموذج للحداثة الشعرية لدى الحصني مشيرا إلى أن الشاعر اشتغل على النمط الوجداني والضميري والاشرافي الذي يحمل نوعا من الصوفية، لافتا إلى أن الحصني استطاع عبر التشكيل الصوري الابداعي مع الاغراض الشعرية المختلفة الارتقاء بالبناء الصوري للقصيدة الحديثة.
وأشار إلى أن الحصني قدم حالات من التأمل تحمل نوعا من القلق والحيرة في السؤال ليقدم في النهاية المعادل الموضوعي لفكرة عدم وضوح الرؤيا وتشكيلها من خلال الاشتغال بشكل كبير على الرمزية. وحسب سانا فإن الناقد اخذ قصيدة مهرجان الأبواب للشاعر عبد الكريم الناعم كنموذج للحداثة الشعرية مبينا أن الشاعر الناعم فتح من خلال هذه القصيدة كل الأبواب الموصدة والمواربة لإيمانه أن الأبواب كالأسماء والأفكار والأشياء لاتنفد ولا توصد.
وقال إن الشاعر الناعم يكتب شعر التفعيلة بمهارة فنية فائقة وهذا دأبه دائماً، وإن تخللت مجموعته بعض الومضات القصيرة هو في كلتيهما يجسد تجربته الذاتية منطلقاً من همه إلى فضاء الانسانية بلغة شفيفة موحية معتمداً على التصوير لا التقرير والاستعارات المكنية التي تشخص الأشياء وتبث الحياة في أوصالها.
وأضاف أن الشاعر ينوع أسلوبه الانشائي بين استفهام ونفي وتعجب ونداء رابطا أوصال نصوصه بخيوط غنائية عذبة تتدفق بعفوية وسلاسة.