تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في الحدث.. في المرتبة الأولى

آراء
الخميس 22-9-2011
د. اسكندر لوقا

أمام عبارة كهذه، لا يملك الإنسان إلا أن يتساءل عما تعنيه العبارة وبالتالي من هو الذي يحتل هذه المرتبة، وحين يمضي أحدنا في قراءة تفاصيل النبأ، يغمره شعور الفرح عندما يعلم أن وطنه من يحتل هذه المرتبة.

يرد في تفاصيل هذه المعلومة التي نشرت مؤخراً في الموقع الالكتروني الشهير في العالم « هوتل دوت كوم» يرد أن سورية لا تزال تحتل المرتبة الأولى في الطلب السياحي رغم الأحداث التي تجري فيها، ما يدل على أن الأحداث والمشاهد التي تفبركها الفضائية المغرضة لا تؤتي ثمارها لدى نساجها، وأن هذا الطلب سوف يزداد تباعاً مع مظاهر العافية التي بدأت تتنامى في أرجاء الوطن، وأن سورية سوق تبقى أهم مقصد سياحي لزائري بلدن المنطقة في المستقبل القريب.‏‏‏

ولا نعتقد أن ثمة مبالغة في القول بأن سورية في المرتبة الأولى سياحياً بين دول المنطقة، إذ ثمة شهادات عديدة أخرى تؤكد هذه المقولة، وفي هذا السياق يتحدث زوار المدن الرئيسة في سورية عن أسواقها وخاناتها وفنادقها العريقة، مشيرين إلى ظاهرة الاستمرار في الحفاظ على تلك المواقع من حيث أصالتها العمرانية وأنها بالفعل، من مكونات جذب السياح إليها بغية التعرف على تاريخها، وطبيعي أنه من خلال هذه الوقفة مع جغرافية المكان، يتعرف الزائر من ناحية أخرى، على تاريخ البلد ذاته وتطوره، ومن هنا كانت الدعوات للحرص على المواقع التي تعكس صوراً تمت بصلة إلى تاريخ الوطن، بشكل أو بآخر.‏‏‏

إن السياحة في الزمن الراهن، كما نعلم ، لم تعد حلقة بين حزمة الممارسات التي تتعلق بالهواية، بل غدت من مصادر المعرفة، وبمعنى آخر التعرف على ما كان صعباً الوصول إليه قبل طغيان ثقافة الفضائيات إن صح التعبير، هذه الثقافة التي أوضحت للناس جميعهم أنهم على مسافة واحدة فوق سطح الأرض، وما ينقصهم هو قطع المسافات الفاصلة بينهم، ليزدادوا، عن كثب، معرفة بما لدى الآخر من مكونات حضارة أمسه وحاضره في الوقت عينه، وتوظيف تفاصيلها مادام العالم صار حقاً قرية صغيرة كما نردد في أدبياتنا الدارجة.‏‏‏

وسورية، من هذه الناحية، تدرك اليوم، كما أدركت بالأمس القريب، أن السياحة لم تعد مجرد هواية كما أسلفت، بل غدت هاجساً وطنياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وأن واجبها يقتضي العمل على ترسيخ هذه المعادلة لدى مواطنيها بجميع أطيافهم.‏‏‏

ولا نعتقد أن هذه المهمة بعيدة المنال أو التحقيق إذا ما توافرت لدى مؤسساتنا المعنية بقطاع السياحة تحديداً إرادة العمل على جعلها قابلة للتنفيذ.‏‏‏

dr-louka@maktoob.com ‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية