مــــات..حتــف أنفــه
ساخرة الخميس 22-9-2011 في كتابه الطريف «لئلا تضيع» الصادر عن مؤسسة نوفل - بيروت رابطة الثانية: 1977 يقول سلام الراسي: في أثناء تحقيق تاريخي
قمنا به مع بعض رواة الأخبار حول مصرع آل الحمرا في رأس بيروت في القرن الماضي - التاسع عشر- قال أحدهم في معرض الحديث: «وضربه على رأسه بالعصا، فما عطس ولا عطسة»، وهو يعني طبعاً أنه مات فوراً، قلنا: وما شأن العطسة بالموضوع؟ أجاب: لو أن الرجل مات موتاً طبيعياً، لخرجت روحه من أنفه، وربما بعطسة كما يحدث أحياناً، إلا أنه مات بضربة عصا على رأسه، فتح فمه على إثرها، فخرجت روحه من فمه ولذلك يقال في مثل هذه الحالة: «ما عطس ولا عطسة» أي إنه مات فوراً.
ويتابع الاستاذ الراسي قائلاً: وهكذا نقلنا الراوي ببساطة من موضوع إلى موضوع آخر، وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أن الشعوب «الساميّة» كانت قد خلطت بين مفهوم النفس - بسكون الفاء - والنفَس - بفتحها - ولذلك ترادفت هاتان الكلمتان في جميع اللغات الساميّة فقد اعتقدت هذه الشعوب إن النفس - بفتح الفاء - هو أحد مظاهر النفس - بتسكينها- فإذا خرجت النفس انقطع النفس ولا يكون خروج النفَس إلا من الأنف أو الفم ولذلك يقال لغوياً عمن مات موتاً طبيعياً: إنه مات حتف أنفه، أي: بواسطة أنفه.
|