في 15 نيسان الماضي بقلم روي نيكسون أن مدربين أميركيين يدربون شباناً على استعمال وسائل الاتصال لزجهم فيما يسمى « ثورات».
وغالباً مااعتمد التكتيك الأميركي على الضرب على وتر الضحية وتأجيج الأزمات من خلال مسلحين ممولين . وقد اتهمت صحيفة بابتو ورلدبوست عائلة روتشيلد الصهيونية وصاحبة لجنة الأزمات الدولية ببذل الأموال لتحريك الفوضى في العالم العربي، وهي عائلة صهيونية ماسونية تحكم العالم اقتصادياً وتسيطر على المصارف العالمية، وهي التي حصلت من بلفور على وعده الشهير بوطن قومي لليهود في فلسطين .
فأميركا تقوم بدعم جهات تحرض على الفتن والتطهير العرقي ، ولسوء الحظ غدا التضليل الإعلامي يؤثر كارثياً في الرأي العام الأوروبي والعالمي، فينتصر الكذب أحياناً ويفضل الرأي العام الغربي عما يحدث في العراق وأفغانستان وليبيا، وبصيص الأمل معقود على الصحفيين الغربيين من الشرفاء العاملين في وسائل الإعلام الكبرى بالخروج من أفخاخ التلفيقات، وخاصة التي تسبق حملات الأطلسي الذي يعلن صراحة نيته بالاعتداء على سورية وإيران وفنزويلا، وربما الجزائر.
ففي عام 2007 أعلن الجنرال الأميركي ويسلي كلارك في مقابلة معه أن البنتاغون عازم على السيطرة على سبعة بلدان منذ عام 2001 وذلك خلال 5 سنوات ، وهي العراق وسورية ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران وللتذكير الجنرال كلارك هو الذي قصف يوغسلافيا بوحشية عام 1999، وعندما يتحدث عن مؤامرة يعرف عما يتكلم ، فبعد 11-9-2001 تبلورت سياسة أميركية جديدة بعنوان مشروع القرن الأميركي الجديد وهي سياسة هيمنة على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
وفي الحقيقة هذه النزعة تشكل جزءاً من حملة إعادة استعمار العالم ولاسيما أن اقتصاد أميركا في أزمة وكذلك النظام الرأسمالي الدولي، وهي أنظمة رأسمالية طفيلية تعيش على حساب بلدان الجنوب ولما شعرت أميركا بثقل أزمة مقدراتها الاقتصادية راحت تستخدم الورقة العسكرية للوصول الى النفط والمياه والاحتياطات النقدية وفي الوقت نفسه تسعى إلى تقويض كل دولة تجنح نحو التطور والديمقراطية ، وعندما رأت أنها لم تعد قادرة على شن الحروب بالأصالة عن نفسها ، أوجدت في الآونة الأخيرة فكرة خصخصة الحرب حيث تعلم منظروها من أمثال بريجنسكي الدرس من حقبة بوش، ولاسيما أنها لم تكسب يوماً أي حرب على الأرض ، وفكرة خصخصة الحرب تستند إلى تقديم متمردين أغلبهم من المرتزقة العرب وأجانب من تجار مخدرات وتعهد واشنطن إلى بعض الدول بمهمة تدريب المرتزقة ، وهنا لابدّ من الإشارة إلى وجود تعاون وثيق بين القوات الإسرائيلية وتلك الجهات التي تجند المرتزقة العالمية ، وربما دفع دول بحد ذاته لتقوم بشن الحروب نيابة عنها، وعن الغرب.
أما فرنسا وبريطانيا فتلعبان اللعبة ذاتها من أجل « استثمار المستقبل» بحسب تعبير آلان جوبية في تحرك استعماري يذكرنا بمؤتمر برلين الذي عقد في 1884 لتقاسم افريقية.
ولما كانت تلك الدول تعتقد أنها تملك كل شيء في العالم ، فهي تعمل على منع الدول من لعب دور ممول مالي، لأن ذلك لايسر الشركات متعددة الجنسيات ولاعائلة روتشيلد، في الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تأخذان المواد الأولية بأسعار زهيدة لمنع أي تطور في الدول الأخرى ، والقضايا على أي دولة تناهض سياسات الغرب والصهيونية وباختصار ترتكز حملات الأطلسي على التضليل الإعلامي لتحقيق تلك الأهداف وثمة مصادر كثيرة قدمت الأدلة على أن الكثير من الصور في تصوير ديكور ملفق لتقديم أخبار تفيد في شن الحروب والضرب التي تبثها الجزيرة جرى تصويرها على وتر الضحية كما سلف.
ويقول ميشيل كولون الصحفي الذي شهد أحداث ليبيا أن الهدف ليس حماية المدنيين بل سرقة النفط والموارد المالية وقد أشار إلى الاستخبارات الغربية كانت على الأرض قبل صدور القرار 1973 فالإرهاب الغربي انفلت عقاله لتقسيم البلاد العربية بتمويل حركات معارضة مسلحة ترتكب أعمال الهدم، والذريعة الآن انتقلت من المهمة الحضارية المزعومة الى المهمة الإنسانية ، في الوقت الذي يتحدث فيه تقرير صيني عن أن الولايات المتحدة هي أكثر دولة في العالم تخرق حقوق الإنسان في الداخل الأميركي كما في خارجه.