وذلك بهدف تحويل الاقتصاد السوري إلى اقتصاد تنافسي بقدرات إنتاجية عالية، وربط السياسات الاقتصادية والتجارية وإدماجها في استراتيجيات التنمية الاقتصادية المستدامة، ودعم ريادة الأعمال والاستثمار واقتصاد المعرفة وتنمية الصادرات ودعم التجارة الداخلية والابتكار ومنع الاحتكار وحماية الملكية وربطها بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
«الثورة» حصلت على توجهات الوزارة وخطة عملها للمرحلة المقبلة وفيما يلي التفاصيل:
إعادة هيكلة الاقتصاد بأولويات مدروسة
أوضحت وزارة الاقتصاد والتجارة في توصيفها للاقتصاد السوري في المرحلة الانتقالية السابقة أن سورية اتجهت نحو اقتصاد السوق الاجتماعي بكثير من الاستعجال، وفي غياب تجهيز البيئة الاقتصادية والاجتماعية والقانونية لهكذا تحول، وقد نتج عن ذلك خلل في التوازن الاقتصادي الكلي الذي كان أصلاً يشكو من حالة عدم توازن هيكلي.
وبالتالي - حسب الوزارة - كانت النتيجة تعميق في سوء توزيع الدخل والثروة وانخفاض في الإنتاجية وتبعثر في الموارد الاقتصادية ما أدى إلى انخفاض في المستوى المعيشي للمواطن.
وبينت الوزارة أن الحديث عن الإصلاح الاقتصادي يعني إعادة الاقتصاد إلى الوضع الذي كان عليه وهو أساساً وضع غير مرغوب فيه وغير مقبول وبالتالي فالأجدى في هذه المرحلة إعادة هيكلة الاقتصاد السوري بما يتفق مع منظومة الاقتصاد الحر والموجه - في ذات الوقت - كما كل الاقتصادات الأخرى.
ولكي تستطيع وزارة الاقتصاد وغيرها تحقيق هذه الأهداف أكدت الوزارة أن لابد من البدء بإعادة هيكلة الوحدات الاقتصادية بأولويات مدروسة لكي يتم تحقيق الكفاءة الاقتصادية في هذه الوحدات والتي ستشكل دعماً للوحدات الاقتصادية الأخرى التي سيتم إعادة هيكلتها تباعاً.
إضافة إلى ذلك، فإن اندماج الاقتصاد السوري بالاقتصاد العالمي الحالي يستوجب الاستعداد لرفع القدرة التنافسية للاقتصاد والاستفادة من الفرص المرتبطة بالعولمة والاقتصاد العالمي مع الدخول في شراكات اقليمية ودولية مع الدول الأخرى مما قد يستلزم في المرحلة الحالية، وضع سياسات حماية مؤقتة للصناعات الناشئة محدودة الزمن ومرتبطة بشكل مباشر ومعياري مع زيادة الإنتاجية والكفاءة الاقتصادية والقدرة التنافسية بهدف المساهمة في تعزيز قوى السوق وآلياته وفتح المجال للمنافسة الاقتصادية الفعالة والمبنية على أسس اقتصادية صحيحة ومتينة ولا تمثل كما كانت في الماضي وسيلة سهلة من وسائل الاسترباح وعبئاً ثقيلاً لا مبرر له على حساب إمكانيات ومستقبل الاقتصاد الوطني.
*** ***
إحداث مؤسسة لتنمية القطاع العام.. واختيار العمالة الضرورية للتشغيل الفعال
أقرت وزارة الاقتصاد والتجارة بأن كل محاولات إصلاح القطاع العام قد باءت بالفشل وعزت ذلك إلى التعارض الواضح بين الأسس التي أنشئ عليها هذا القطاع وبين الدور الذي يقوم به، حيث أوضحت أن القطاع العام في سورية قام على أسس فكرية وسياسية واقتصادية تستند على واقع مختلف عن الواقع الذي نعيشه اليوم، وكان لزاماً على القطاع العام أن يقوم بكل الأنشطة الاقتصادية مهما كان نوعها ومرجعيتها بحيث أصبح هذا القطاع السند الأساسي للدولة فيما يخص سياسات الدعم الحكومي ومصدراً أساسياً لاستقطاب العمالة، بحيث أنه اتخم بعمالة لم يكن لها أحياناً أي جدوى اقتصادية، ما أدى إلى تناقص الناتج الحدي في هذا القطاع ليصبح سلبياً وبشكل متزايد إلى حد يصعب معه إحداث أي زيادة موجبة في ناتجه الحدي الذي تم إغراقه بسياسات تشغيلية وتسعيرية تقترب من العشوائية تحت غطاء الدور الريادي لهذا القطاع، ومن منطلقات سياسية واجتماعية معينة وأكدت الوزارة أنه لم يكن مقبولاً إحداث أي فصل نوعي بين تلك السياسات وبين هيكليات القطاع العام، وتم استخدام مبدأ صندوق الدين العام الذي تم فيه دفن كل الانحرافات والخسائر والنتائج الرقمية للفساد والفشل الإداري والتشغيلي ما أدى إلى تعميق الممارسات السلبية والتشابكات المالية والإهمال والتخمة التشغيلية وظهور ثقافة القبول والاستكانة إلى مبدأ القطاع العام الخاسر.
ثقافة التواكل
والأخطر من ذلك حسب وزارة الاقتصاد ظهور وتكريس ثقافة التواكل على القطاع العام التي حرمت سورية من طاقات وابداعات هائلة، إذ أصبح القطاع العام يشكل الملاذ الأول والأخير لأغلب الطاقات الشابة التي كان يمكن لها أن تلعب دوراً أكثر فعالية في غياب هذه الثقافة.
آليات الإصلاح
لذا وضعت وزارة الاقتصاد والتجارة إطار عام للإجراءات الممكن اتباعها لخلق وتنفيذ آلية تسمح للقطاع العام أن يصلح نفسه بنفسه، وهي بشكل مختصر جداً:
- إحداث مؤسسة تنمية وتطوير القطاع العام وهي مؤسسة تقوم على مبدأ الشراكة ما بين القطاع العام والخاص وتقوم على مبدأ ربحي وتكون مهمتها وضع أسس اختيار وحدات القطاع العام المناسبة لعملية التطهير والقيام بتحليل وتقييم هذه الوحدات وتقديم الاستشارات والتدريب والتأهيل للعاملين في هذه الوحدات.
- إحداث صندوق تطوير القطاع العام بتمويل من وزارة المالية يحدد مبلغه بحسب عدد الوحدات الاقتصادية المستهدفة ويتم تغذيته بشكل مباشر.
- تحديد المعايير والضوابط لانتقاء وحدات القطاع العام المستهدفة وذلك بمراعاة مبادئ الإمكانيات الاقتصادية وجدوى الدور الاقتصادي المنوط بهذه الوحدات.
- اختيار بعض وحدات القطاع العام لتمثل النموذج الريادي في هذا المشروع.
- تحديد كمية ونوعية مستلزمات إنتاج هذه الوحدات من حيث قاعدة رأس المال العام والذي يضم كل الأصول الثابتة والمتداولة إضافة إلى رأس المال العامل وكمية ونوع العمالة اللازمة لتحقيق الكفاءة الاقتصادية.
- ونوع العمالة اللازمة لتحقيق الكفاءة الاقتصادية والتي تستند على مبدأي الربح الاقتصادي والربح المحاسبي.
- تحديد مستوى الأداء المتوقع مقارنة مع مستلزمات الإنتاج.
- اختيار العمالة الضرورية للتشغيل الفعال ووضع العمالة الفائضة خارج العملية التشغيلية واتباعها دورات تدريبية وتأهيلية يتحمل تكلفتها في البداية وقبل تشكيل الفوائض الاقتصادية صندوق تطوير القطاع العام إضافة إلى تحمله رواتب وتعويضات هذه العمالة.
- تقييم الأصول الثابتة لهذه الوحدات الاقتصادية بطريقة احتسابية وليس بسعر السوق.
- تحديد أسعار المنتجات باعتماد مبدأ السعر المقارن محلياً واقليمياً وعالمياً وليس بحسب التكاليف الحالية.
- ترحيل فروقات أسعار البيع المعتمدة والأسعار المعمول بها إلى صندوق تطوير القطاع العام في حال أن الأسعار المفروضة على هذه الوحدات أقل من الأسعار المعتمدة .
- السماح لهذه الوحدات بالاحتفاظ بكافة الفوائض المالية الناتجة دون ترحيلها إلى وزارة المالية بحيث يتم استخدامها في عمليات التوسع والتطوير وإعادة استيعاب العمالة الفائضة.
- السماح لهذه الوحدات بمشاركة القطاع الخاص فقط في عمليات ومشاريع التوسيع والتطوير وعلى شكل حصص سهمية مع التعهد له بالاستمرار بهذا النهج الاقتصادي والهيكلية الجديدة وعدم العودة إلى النهج القديم ما يؤدي إلى جذب القطاع الخاص ليشكل دعماً قوياً لتلك الوحدات، مع الأخذ بعين الاعتبار القيمة الاحتسابية للأصول الثابتة واحتفاظ الدولة بالفرق ما بين السعر الاحتسابي والسعر الحقيقي والذي يستدعي إيجاد الصك القانوني اللازم لاحتفاظ الدولة بحق فرق السعر.
- تشكيل مجالس إدارة جدية ومأجورة بمستويات أجور مناسبة ممن يشهد لهم بالخبرة في مجالات عمل هذه الوحدات وتجنب مبدأ الاسترزاق والتنفع، ويتم تمثيل الوزارات المعنية بعضو مجلس إدارة واحد.
- مسك مجموعتين من الدفاتر المحاسبية فيما يخص الهيكلية الجديدة والفوارق المحاسبية الناتجة والتي يتم ترحيلها إلى صندوق تطوير القطاع العام بحسب ما اتفق عليه من أسس محاسبية تتعلق بالهيكلية الجديدة للوحدة.
- السماح لشركات المحاسبة الدولية المستقلة أو مع شراكات سورية بتدقيق حسابات هذه الوحدات وتصديقها أصولاً.
- السماح لهذه الوحدات اللجوء إلى غرف التحكيم الدولية في حال النزاعات والخلافات.
- عدم السماح للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش والجهاز المركزي للرقابة المالية بالتدخل بأي شكل كان بشؤون عمل هذه الوحدات.
- السماح للوزارات المعنية بالإشراف الإداري فقط من حيث تقييم الأداء والتأكد من تنفيذ الخطط دون الحق باتخاذ أي إجراءات تنفيذية مباشرة إنما من خلال التمثيل في مجالس الإدارة.
- تعالج كل حالات الفساد المالي والإداري والمنهجي ضمن مجلس الإدارة أولاً وفي حال عدم الحسم يتم تشكيل لجان مؤقتة تخصص لكل حالة على حدة بقرار من الوزارات المختصة وتعتبر الإدارة ومجالسها المسؤولة الأخيرة عن تلك الحالات.
- يفرض على مجالس إدارات هذه الوحدات تحديد الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في هذه الوحدات وإعادة استيعاب العمالة الفائضة.
- في حال فشل هذه الوحدات في تحقيق أهدافها، يتوجب على الحكومة إيقاف العمل وإنهاء وضعها بما يضمن حقوق العمالة وقيم الأصول لهذه الوحدات.
*** ***
سياسات لجذب الاستثمار الخارجي المباشر... وإنشاء برنامج لضمان ائتمان الصادرات
أكدت وزارة الاقتصاد ضمن توجهاتها فيما يتعلق بالتنافسية والاستثمار على العمل مع الوزارات الاخرى لوضع استراتيجية تنافسية تعمل على ايجاد توازن بين زيادة الدخل العام والخاص واجمالي الناتج المحلي ومتوسط نصيب الفرد من هذا الناتج اكبر بهدف تحقيق مستوى اعلى من المعيشة والرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
والعمل على تحويل المزايا النسبية للمنتجات الوطنية الى مزايا تنافسية وامكانية انشاء عناقيد صناعية في قطاعات استراتيجية ذات أولوية، بالاضافة الى تحليل السياسات التنافسية على قطاعات الاقتصاد الكلي والجزئي وقطاع الاعمال ووضع المقترحات واهم الاجراءات لتعزيز التنافسية بالتعاون مع الجهات المعنية.
كما اكدت الوزارة العمل على وضع سياسات لجذب الاستثمار الخارجي المباشر في القطاعات ذات الاولوية في الاقتصاد الوطني وتطوير منتجات المعايير المالية الاسلامية ونقل الخبرة من ماليزيا والبحرين وتسهيل خدمات الضمان والقروض المقدمة للمستثمرين ومشاركات القطاع المصرفي الاسلامي و التقليدي.
وعلى صعيد التجارة الخارجية اكدت الوزارة الدعم الأساسي للصادرات بشكل مباشر او غير مباشر لأن هذا يؤدي الى تخفيض النفقات وتشجيع التصدير وكسب حصص اكبر بالسوق العالمية، من خلال الغاء او تعديل الرسوم الجمركية على مستوردات مدخلات الانتاج الموجه للتصدير بالاضافة الى زيادة كفاءة المناطق الحرة المحدثة والعمل على تفعيل مساهمة التجارة الخارجية وذلك من خلال متابعة تعديل احكام التجارة الخارجية بهدف توفير بيئة مناسبة للتجارة وتحسين مناخ الاعمال واعداد وتحديث التشريعات اللازمة لتفعيل التجارة الخارجية واستمرار التعاون مع الجهات المعنية لازالة المعوقات التي تعترض عملية التبادل التجاري، وتفعيل تطبيق قانون مكافحة الاغراق والدعم والوقاية، وايجاد آلية لدعم رفض الرسوم غير التجارية على المستوردات بهدف منع الاغراق وحماية الصناعات الوطنية الناشئة مع وضع ضوابط ومعايير دقيقة وواضحة بخصوص دعم الصناعات الناشئة من حيث مدة الحماية ومسلتزماتها وضرورة رفع معدل نمو الصادرات حتى يصبح بالامكان اعادة التوازن للميزان التجاري بالاضافة الى ان الصادرات السورية ساهمت في السنوات الخمسة الاخيرة بحوالي 30٪ من الناتج المحلي الاجمالي كما تعمل حوالي 40٪ من اليد العاملة السورية في مجال السلع التصديرية.
وبما ان نمو الصادرات يؤدي الى زيادة الاستثمار في السلع التصديرية فقد اعدت هيئة ترويج وتنمية الصادرات استراتيجية وخطة لتنمية الصادرات لأربع سنوات قادمة وتتلخص اهداف هذه الخطة في رفع مساهمة الصادرات في الناتج الاجمالي المحلي الى 40٪ في نهاية عام 2015 ولكن بسبب الوضع الحالي فإن هذه الخطة لا بد ان يتم تعديلها وقد تتعرض لانزياح قدره عامان اما الاهداف فهي:
تحقيق معدل نمو سنوي وسطي في الصادرات السورية غير النفطية في حدود 15٪ وتقليل العجز في الميزان التجاري وتحويله الى رابح في نهاية العام 2017 وايجاد حوالي 400 ألف فرصة عمل في مجال التصدير وزيادة نسبة القيمة المضافة في السلع المصدرة بالاضافة الى تحقيق معدل نمو سنوي وسطي في الاستثمار في القطاعات المصدرة بحوالي 7٪ سنويا خلال الفترة المستهدفة ودعم وتفعيل هيئة الصادرات واتحاد المصدرين وايجاد طرق فعالة لدعم الصادرات وتنشيطها من خلال الهيئة ودعم الصندوق الخاص بها ، بالاضافة الى انشاء برنامج لضمان ائتمان الصادرات ومركز معلومات وقاعدة بيانات متطورة عن التجارة الخارجية لتعريف المصدرين بالاسواق المستهدفة والبرامج التسويقية لتنمية الصادرات وانشاء هيئة خاصة تعنى بتطبيق منتجات الصناعة المالية الإسلامية.
*** ***
دعم ريادة الأعمال وتنسيق السياسات الاقتصادية وعودة المصارف إلى الوزارة
اعتمدت وزارة الاقتصاد والتجارة رؤية واضحة لها في تحويل الاقتصاد السوري من اقتصاد بقدرات إنتاجية ضعيفة إلي اقتصاد تنافسي من خلال وضع السياسات والآليات المناسبة التي تتمثل في تنمية وربط السياسات الاقتصادية والتجارية وإدماجها في استراتيجيات التنمية الاقتصادية المستدامة وذلك بهدف تحسين المستوي المعيشي والرفاه الاقتصادي العام، ورفع معدل النمو الاقتصادي وذلك من خلال العمل على تعزيز استراتيجيات التنافسية ودعم ريادة الأعمال والاستثمار والاقتصاد المعرفي وتنمية الصادرات ودعم التجارة الداخلية وآليات المنافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك والجودة، ودعم الابتكار وحماية الملكية وربطها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تنسيق السياستين المالية والاقتصادية
كما بينت الوزارة توجهاتها بشكل تفصيلي على عدة مستويات حيث أكدت على إعادة دور وزارة الاقتصاد إلي مهامها الأصلية وذلك من خلال المساهمة في تنسيق السياسات الاقتصادية مع السياسات المالية والنقدية وسعر الصرف والسياسة التجارية.
و العمل على إتباع المصارف إلي مهام وعمل وزارة الاقتصاد والتجارة كون المصارف تمثل الدورة الدموية للاقتصاد وابتعاد وزارة الاقتصاد عنها يمثل عائقاً جوهرياً في وضع السياسات الاقتصادية والتمويلية والائتمانية المناسبة، أما فيما يخص السياسات النقدية فلا بد من إشراك وزارة الاقتصاد بذلك ليتسني لها تحقيق التكامل في وضع وتنفيذ السياسات الاقتصادية الكلية.
والاطلاع بشكل دوري على ميزان المدفوعات ومكوناته ورصيده والمساهمة في تقييم أدائه ووضع السياسات المناسبة بهدف تحسين وضع سورية الاقتصادي تجاه العالم الخارجي.
وضرورة استقرار الرقم القياسي للأسعار الذي يتم بتحقيق التوازن ما بين العرض والطلب واستقرار أسعار السلع الاستراتيجية وأسعار الطاقة في حال حدوث أي ظروف طارئة يمكن أن تؤثر على المستوي العام للأسعار وضبط حالات الاحتكار والمضاربة.
توازن الانتاج والاستهلاك
تحقيق مبدأ التوازن بين الإنتاج والاستهلاك من خلال ربط السياسة السعرية بالسياسات الاقتصادية، واستمرار تدخل الدولة وخاصة عندما تعجز آليات السوق عن القيام بعملها وذلك لإعادة التوازن للسوق المحلية.
وإيجاد سياسات وآليات فاعلة لتنويع مصادر الاقتصاد الوطني والدخل العام وعدم الاعتماد فقط على الصادرات النفطية بشكل كبير في السنوات القادمة خاصة مع انخفاض إنتاج النفط في سورية والتحول إلي الاقتصاد القائم على التنافسية.
والمشاركة في وضع خطط تنبؤية مستقبلية عن التطورات المتوقعة في الاقتصاد السوري واقتصادات الدول المحيطة بالدرجة الأولي بهدف دراسة تأثير أي تغيرات محتملة على الاقتصاد السوري ووضع سيناريوهات المواجهة الوقائية لأي متغير سلبي أو إيجابي وتهيئة المناخ الاقتصادي لذلك.
والمساهمة في تأمين فرص عمل جديدة والحد من البطالة من خلال الدعم الحكومي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين ممارسة السلطة الاقتصادية وإجراءات الشفافية للنهوض بالاقتصاد الكلي وجذب الاستثمار وتخفيف آثار الفساد والعمل على حماية حقوق الملكية.
وإدخال منظومة البعد البيئي في السياسات الاقتصادية والاتفاقيات التجارية، والعمل على بناء منظومة متكاملة للجودة الشاملة في الاقتصاد الوطني ونشر ثقافة الاقتصاد المعرفي وتقليص فجوة المعرفة والدخل وتقديم تسهيلات لإيجاد البنية التحتية للاقتصاد المعرفي.
والاهتمام بوضع السياسات والآليات المناسبة لجذب وتفعيل الاستثمار المحلي وجذب الاستثمار الأجنبي وخاصة في القطاعات الواعدة.
تنشيط التأهيل
ودراسة الواقع الراهن للوزارة والجهات التابعة لها وإيجاد الحلول المناسبة لما يواجهها من صعوبات والتأسيس لثقافة عمل تنظيمية جديدة مبنية على قيم ومبادئ أخلاقية راقية وشفافة، وتنشيط التأهيل والتدريب لكل المستويات وإقامة دورات تدريبية للعاملين في الوزارة ومؤسساتها، وتقييم عمل المديريات والمؤسسات في الوزارة ومتابعة مكامن الضعف ومعالجتها، وجعل خدمة المواطن هي الهدف سواء كان المواطن مستهلكاً أو منتجاً أو تاجراً أو مستثمراً.
وإعادة هيكلة مؤسسات التجارة الداخلية ومنحها الاستقلالية والمرونة وزيادة الكفاءة القائمة على اقتصاديات الحجم الكبير ودمجها الاستراتيجي لزيادة قدرتها التفاوضية لتلعب دوراً مهماً في تعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري وتبسيط الإجراءات وبيئة الأعمال واستقرار الأسعار والمنافسة ومنع الاحتكار وتوفير السلع الضرورية والتدخل الإيجابي في الظروف الطارئة وتحسين سلسلة التوريد.
أما التوجهات في الجهات التابعة للوزارة فتتضن في القطاع التجاري إعادة الهيكلة وتحقيق استقرار الأمن الغذائي وإدارة ممتلكات الأصول الثابتة للوزارة وجهاتها وتنفيذ الاتفاقيات التجارية مع الأسواق المستهدفة واستثمار الطاقات التخزينية وتنمية الصادرات ودعم نشاطاتها التسويقية والترويجية.
قانون للمناطق الحرة
وفي القطاع التخزيني إعادة هيكلة الشركات القائمة على زراعة تسويق وتخزين القمح والحبوب واستثمار الطاقات التخزينينة بالصوامع القائمة والصوامع التي ستحدث لاحقاً.
وفي قطاع الاستثمار والمناطق الحرة: الانتهاء من وضع قانون جديد للمناطق الحرة ومتابعة إقامة مناطق حرة جديدة وتجهيزها ووضعها بالاستثمار ودراسة إنجاز مناطق حرة مشتركة مع عدد من الدول (تركيا - لبنان - العراق) وتحسين مزايا الاستثمار بالمناطق الحرة مع العلم بوجود منطقة حرة مشتركة حالياً مع الأردن.
وفي القطاع الصناعي: توفير الدقيق وطحن القمح وفق الاحتياجات وإنشاء مطاحن آلية جديدة وزيادة المخابز وفق تزايد عدد السكان والحاجة الفعلية.
*** ***
إعادة هيكلة التجارة الداخلية واستمرار الدعم للسلع الأساسية
وحددت وزارة الاقتصاد توجهاتها الرئيسية بالنسبة للتجارة الداخلية والسوق المحلية بضرورة إعادة هيكلة قطاع التجارة الداخلية والارتقاء بتقديم الخدمات للمواطنين.
واستمرار الدعم للمواد الأساسية من خلال مؤسسات الوزارة وتدخلها بالسوق المحلية وتأمين السيولة النقدية والمخازين الاحتياطية والاستراتيجية دورياً وتوفير حاجة السوق منها ومن السلع الأخري وفق المواصفات المطلوبة.
والاهتمام بجودة الرغيف وتوفير كمياته في كل الأوقات والظروف وتقديم الدعم للكهرباء لأصحاب المخابز التموينية وضبط عمليات تهريب المازوت وتأمين وجود مخازين احتياطية كافية من الطحين والطاقة، وتحقيق رقابة على السلع من حيث المواصفة والسعر.
*** ***
هيئة عامة للشركات
وبالنسبة للشركات حددت إجراءاتها بتبسيط إجراءات تسجيل الشركات والسجل التجاري في كل المحافظات وحماية الملكية التجارية ومتابعة إحداث نافذة واحدة بكل منها، وتشكيل لجان متخصصة لدراسة القوانين والمراسيم الصادرة بالوزارة وإجراء التعديلات الضرورية عليها لتلاؤمها مع الواقع. وإحداث هيئة عامة للشركات مستقلة إدارياً ومنحها الصلاحيات المناسبة، وتعديل قانون تنظيم الغرف التجارية، وتوفير مقرات تجارية للخدمات بالمخططات التنظيمية للمحافظات في (دمشق - حمص - حماة - حلب - اللاذقية - طرطوس) أسوة بالمناطق الصناعية.
*** ***
إحداث محاكم تجارية
أما ما يخص حماية المستهلك فبينت الوزارة أنها تسعي للاهتمام بالجمعيات الأهلية لحماية المستهلك من ناحية الدعم المالي وزيادة العدد والانتشار الجغرافي، وإحداث محاكم تجارية خاصة بالقضايا التموينية (حماية المستهلك) على غرار المحاكم الجمركية (الضابطة التموينية)، وتضمين القوانين مواد تسمح بنشر السلع المخالفة بوسائل الإعلام بعد ضبطها وصدور نتائج التحليل التي تثبت المخالفة.
وإنشاء القوئم السود والبيض فيما يخص المخالفين والملتزمين بأصول حماية المستهلك.
*** ***
لسنا بصدد متابعة الانضمام لمنظمة التجارة العالمية
وأوضحت وزارة الاقتصاد والتجارة أنها ليست حالياً بصدد متابعة انضمام سورية إلي منظمة التجارة العالمية لأسباب موضوعية متعددة ولكن أشارت إلي ميزات ومتطلبات الانضمام في مرحلة لاحقة.
أما بالنسبة للعلاقات العربية والدولية فقد أكدت الوزارة أهمية المتابعة للتوجهات الاقتصادية لسورية انطلاقاً من توجيهات السيد الرئيس الهادفة إلي تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية ومع استراتيجية ربط البحار الخمسة والاندماج في تكتلات اقتصادية إقليمية ودولية، وزيادة حركة التبادل التجاري بين سورية والدول الأخري بالإفادة من الموقع الاستراتيجي لسورية البري والبحري بالاتجاهات الأربع والسعي لربط الخليج العربي بالبحر الأبيض المتوسط.
ومتابعة علاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين سورية والبلدان العربية الأجنبية والمنظمات والهيئات الدولية في التحضير والتنسيق والإعداد لتبادل الوفود الرسمية والزيارات والبعثات التجارية والاقتصادية والندوات وورشات العمل التي يتمحور هدفها حول التعريف بمناخ الأعمال والاستثمار السوري والمصلحة المشتركة مع هذه البلدان وإجراء الدراسات اللازمة حول العلاقات بين سورية والدول الأجنبية الصديقة والمنظمات والمؤسسات الدولية.
وإعداد مشاريع الاتفاقيات وإنجاز المفاوضات المتعلقة بالاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات المعنية سواء داخل الوزارة أو خارجها وذلك بما يؤسس ويؤطر العلاقات مع البلدان العربية والأجنبية الصديقة، واقتراح عقد الاتفاقيات والبروتوكولات اللازمة مع الدول الأجنبية والمنظمات الدولية والتي تدخل في صلاحيات الوزارة والمتابعة بما يلزم لإبرامها ووضعها موضع التنفيذ.
ومتابعة ملفات المنظمات العربية والدولية ووكالاتها المتخصصة التي تدخل نشاطاتها ضمن مهام وزارة الاقتصاد والتجارة والتنسيق والمساهمة في تقديم المقترحات اللازمة بشأن تطوير علاقات التعاون معها واستنفاد إمكانية الاستفادة من المساعدات المالية التي تقدمها وتنفيذ التوجيهات بشأنها، ومتابعة ملف منظمة المؤتمر الإسلامي واللجان المنبثقة عنها وتأمين متابعة قراراتها والمساهمة في تمثيل سورية في الاجتماعات التي تعقدها وتقديم الدراسات حول المواضيع التي تبحث في جدول أعمالها، ومتابعة مواضيع المساعدات الفنية المقدمة إلي الوزارة أو جهاتها والتنسيق بما يلزم بشأنها ورفع تقارير المتابعة اللازمة ودراسة الاتفاقيات التي توقع معها.
وإعادة تقييم ودراسة جميع الاتفاقيات التجارية المبرمة بين سورية والدول الأخري لضمان تمكين تنفيذ هذه الاتفاقيات ودراسة انعكاساتها وصعوباتها على الاقتصاد الوطني ومعالجتها.