ففي حين يحتج الموظفون في اليابان على منحهم اجازات اضافية ، تشير احدى الدراسات ان 80 % من الموظفين في شركات الشرق الاوسط يفتقدون الى الولاء و الاخلاص للشركات التي يعملون بها .
ومن يقترب من الموظفين في مواقع العمل في مؤسساتنا الحكومية بوسعه ان يلحظ التشابه في احاديثهم حول عدم الرضا عن العمل كما بامكانه ان يلمس ذلك البعد بينهم وبين اداراتهم الذي يصل حد السخط على المسؤولين فيها في بعض الاحيان .
وفي الوقت ذاته تتزايد شكاوى المدراء من استهتار هؤلاء الموظفين بالعمل ما ينعكس في نهاية المطاف على اداء المؤسسة وتحقيق اهدافها والذي كثيرا ما يعبرون عنه من خلال اجتماعاتهم المتكررة بهم وحضهم على تحسين الاداء.
و ينسى او يتناسى هؤلاء المدراء انهم السبب الاول في هذا من خلال ممارساتهم الخاطئة حيال موظفيهم فما ان يبدأ الموظف حياته العملية حاملا معه طموحاته و احلامه في ابراز قدراته و تحقيق ذاته حتى يصطدم بسياسات مديريه التي تبدأ بالتعالي على الموظفين و البعد عن همومهم ومشكلاتهم الى تقريب البعض منهم و خصهم بالمناصب و الميزات و المكافآت وفق مبدأ المحسوبية مقابل التقليل من قيمة ما يقدمه اخرون من مجهود و افكار ابداعية قد تسهم في تطوير العمل و انكارها عليهم و هضم حقوقهم في الترقية و التحفيز و التدريب و قد تصل الامور الى حد اقصائهم او نقلهم بصورة تعسفية مما يخلق ضعف الشعور لدى الموظفين بارتباطهم بمؤسساتهم وتركهم العمل في حال الحصول على فرصة افضل ، وفي احسن الاحوال قتل روح المبادرة و الحرص على مصلحة العمل لديهم.
فلا مناص من اعتماد القيم التي تخلق روح الولاء و الانتماء لدى العاملين التي تتمثل في تقدير قيمة الموارد البشرية و اهميتها في تغيير مسار المؤسسة اضافة الى البعد عن المحسوبيات في توزيع المناصب و التقييم والتواضع و فتح قنوات للتواصل مع الموظفين وبث المحبة واشاعة روح العمل الجماعي بينهم و اشراكهم في اتخاذ القرار و اتاحة فرص التدريب المستمر لهم و اعطائهم الصلاحيات و الادوات التي تمكنهم من اداء المطلوب منهم على اكمل وجه كل ذلك بما يحقق مؤسسة منتجة و مبدعة و مستقرة وقادرة على تحقيق اهدافها، مؤسسة تمتلك فرص التفرد و التميز و جاذبة للكفاءات البشرية وللمبدعين و ليست طاردة لها ، فهل يتم استيعاب الدروس ؟!