ونقلت وكالة الانباء الايرانية ارنا عن لافروف قوله خلال لقائه مع وزراء خارجية كل من ايران وكوبا ومصر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك امس ان روسيا تنتقد التعامل المزدوج في ساحة العلاقات الدولية ولا تعتبر العقوبات طريقا لحل وتسوية المشاكل الدولية لذا فانها من هذا المنطلق تعارض اجراء العقوبات ضد سورية.
في غضون ذلك عبر أعضاء وفد المجلس الاتحادي الروسي الذين زاروا سورية موخرا عن تأييدهم للاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بدأها السيد الرئيس بشار الأسد ودعوا المعارضة في سورية بكل فئاتها الى الانخراط في عملية الحوار الوطني في البلاد.
وأكد رئيس وأعضاء الوفد خلال موتمر صحفي عقدوه في موسكو امس ان السلطات السورية فتحت أمامهم المجال واسعا للتحرك بحرية تامة في جميع المناطق السورية بهدف تقصي الحقائق والاطلاع على حقيقة الاحداث الجارية هناك مشيرين الى أن الرئيس الأسد طلب منهم شخصيا زيارة أكبر عدد ممكن من المحافظات السورية والالتقاء بأكبر عدد ممكن من الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية لتكوين صورة حقيقية وموضوعية عن الوضع في سورية.
وأعرب رئيس الوفد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس اوماخانوف عن الارتياح لنتائج الزيارة التي انحصر هدفها في الاطلاع على الحقائق في أرض الواقع والالتقاء مع الرئيس الأسد وقيادة مجلس الشعب لمعرفة المواقف الرسمية من مصادرها الاولي وكذلك الالتقاء مع ممثلي المعارضة للاطلاع على ارائهم ومواقفهم.
وأوضح أوماخانوف انه أتيحت أمام أعضاء الوفد فرصة التحرك الواسع وبحرية كاملة للالتقاء مع المواطنين في الشوارع مباشرة وقال كنا نوقف سيارتنا أينما نريد ونتحدث مع الناس ونهتم بارائهم كما التقينا مع ممثلي رجال الدين وجرت هذه اللقاءات بدون مشاركة ممثلي السلطة ولذا نستطيع القول اننا نفذنا المهمة التي وضعناها أمام أنفسنا وهي التعرف على الوضع والالتقاء بأوسع شرائح المجتمع السوري.
وأضاف أوماخانوف ان الوضع في سورية معقد ومتناقض ومتعدد الاوجه ولا يمكن رسم المشهد السياسي بالابيض والاسود فقط ولقد اقتنعنا أنه توجد بين ممثلي المعارضة اتجاهات مختلفة لا تلتقي حتى في المسائل الكبيرة.
وعرض أوماخانوف في سير الموتمر الصحفي صورا فوتوغرافية مؤثرة عن أعمال الدمار والتخريب والحرائق في درعا وحماة وحمص التي زارها أعضاء الوفد وقال لقد شاركنا بالصدفة ودون تخطيط مسبق في تشييع جثمان أحد الضحايا وهو سائق تكسي وأب لعدة أطفال وكان هذا مشهدا موثرا حيث أكد والد الضحية ان استشهاد ابنه هو عربون للوحدة الوطنية والتسامح بين مختلف أبناء الشعب السورى.
وأكد أوماخانوف أن الوضع في سورية مستقر ولقد رأينا بأم أعيننا أن الحياة تعج بالحركة والمحال تعمل والمواطنين يعيشون حياة طبيعية بالرغم من مشاعر الحزن والاسى على ضحايا الشعب السوري من عناصر الجيش والاجهزة الامنية والمواطنين المدنيين الذين يقعون ضحايا لاعمال مجموعات مسلحة ارهابية تواصل جرائمها وتحاول ارهاب المواطنين وترويعهم مشيرا الى أن بعض وسائل وقنوات الاعلام الغربية والعربية تسعى لاتهام السلطة بكل أعمال التخريب والقتل ولكن هذا لا يتوافق مع الحقيقة أبدا.
وقال: هناك مطالب محقة ومشروعة لدي المواطنين السوريين وهناك عدم رضا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخاصة أن سورية ليست من الدول الغنية كبلدان عربية أخرى ولكن لا يمكن القول أبدا ان سورية لا تتعرض لضغوط شديدة ومحاولات من قبل قوى خارجية لتأجيج الصراع فيها.
وأضاف لقد اقتنعنا بأن وسائل اعلام وفضائيات غربية وعربية عمدت عن قصد واصرار الى تشويه وتزوير ما يجري فعلا في أرض الواقع وهذا ما حدثنا عنه موظفو السفارة الروسية بدمشق وضرب مثالا بأن احدى القنوات التلفزيونية قالت ان مسجدا في درعا تعرض لقصف مدفعي ما أدى الى انهيار المئذنة ولكن رأينا أن المئذنة في مكانها وليست هناك أي اثار دمار في المسجد الذي كان مكانا لتجمع قوى المعارضة.
واختتم أوماخانوف بالقول: ان الرئيس الأسد أكد لنا ونحن نصدقه ونثق بكلامه أنه لا طريق أمام سورية سوى طريق الاصلاحات والتحويلات الديمقراطية وأنه تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات مع الجانب الروسي على مختلف المستويات.
بدوره قال ميخائيل كابورا نائب رئيس لجنة القضايا الحقوقية والقضائية في مجلس الاتحاد عضو الوفد.. اننا لم نحاول لعب دور وساطة أو تسوية النزاع في سورية بل وضعنا أمام أنفسنا مهمة كبيرة بأن نرى الى أقصى حد ممكن ما يجري موضوعيا في سورية ونقله من ثم الى زملائنا البرلمانيين والى القيادة الروسية لصياغة موقف روسيا الاتحادية بصورة صائبة ونهائية ازاء الاحداث في سورية.
من جانبه قال أندريه باكلانوف رئيس قسم العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي عضو الوفد: ان أعضاء الوفد أخذوا على عاتقهم مهمة استيضاح الوقائع وزيارة الاماكن التي جرت فيها الاحداث وتحدثنا مع المشاركين المباشرين فيها وتحدثنا مع القيادة السورية وشخصيات سياسية واجتماعية وسننقل انطباعاتنا الى القيادة الروسية مشيرا الى ان هذا هو الطريق الفعلي لتكوين صورة حقيقية وليس الاعتماد على أنباء وسائل الاعلام الغربية معربا عن انتقاده لحلف الناتو الذي اتخذ مواقف متحيزة في ليبيا دون تشكيل لجان لمتابعة الحقائق الفعلية وقام بأعمال تخرج عن أطر قرارات مجلس الامن الدولى.
بدوره أكد زياد سبسبي نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي عضو الوفد ان البرلمانيين الروس ليسوا عديمي الاكتراث بما يجري في سورية مشيرا الى أن الرئيس الأسد هو الذي دعا أعضاء الوفد لزيارة مختلف المحافظات السورية والالتقاء مع ممثلي المعارضة أيضا.
وأكد أعضاء الوفد أنه تم الاتفاق مع الرئيس الأسد على تكوين مجموعة من الصحفيين والاعلاميين لزيارة سورية ونقل الحقيقة الموضوعية عن الاوضاع السائدة فيها.
من جانب اخر دعت روسيا الى اعتماد وسائل الحوار والثقة المتبادلة ومراعاة المصالح والتعاون وحسن الجوار عند حل الصراعات المؤثرة على الامن الاقليمي والدولي مؤكدة وجوب رؤية مسألة ضمان الامن بنظرة شاملة وغير متحيزة.
وقال باتروشيف نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن القومي الروسي خلال كلمة أمس في المؤتمر الدولي الثاني لامناء مجالس الامن القومي في 65 بلدا في مدينة يكاترينبورغ الروسية ان نسبة 95 بالمئة من الصراعات المؤثرة على الامن الاقليمي والدولي خلال العقدين الاخيرين نشأت نتيجة لنزاعات داخلية في دول معينة.
وأوضح أمين مجلس الامن القومي الروسي أن الاخطار والصراعات داخل بلدان معينة سرعان ما تتحول الى صراعات اقليمية وحتى عالمية وهذا ما أكدته الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط وشمال إفريقية.
وكان المؤتمر الدولي الاول لامناء مجالس الامن القومي انعقد العام الماضي في مدينة سوتشي الروسية بمشاركة 43 بلدا تمحورت اعماله حول سبل مكافحة الجريمة المنظمة و الارهاب و تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية وبيع الاسلحة والمواد المشعة والقرصنة البحرية.