لكونها تتيح الفرصة للاطلاع على تجارب سينمائية متعددة وإنتاجات حديثة, كان عالم ملوك الشوارع عالما من الفساد الغريب المتداخل عصابات مخدرات وسرقة وقتل, لتقاليد حياتها أساليب مستهجنة لاتمت للبشرية بصلة والأكثر استهجانا تداخلها مع عالم الشرطة الذي تخيم عليه المؤامرات والتسويات والتغطيات, ففي عالم الفيلم تختلط المفاهيم وتضيع الضوابط ما بين محاربة المجرمين والانتصار عليهم ونوازع شخصية تحتمي بالقانون فها هو لودلو محقق الأمن الجنائي يتم التستر عليه, بعد أن أثبتت نتائج التشريح وجود ثلاثة عيارات نارية مختلفة في جثة واشنطن الشرطي الذي اوشى ب/لودلو/ أما القتلة كانوا اثنين فقط وبوجود الأخيرة, ويمرر الأمر رئيسه لكونهم يحتاجونه في العمل كما قال مقنعا إياه, إن واشنطن كان فاسدا يتعامل مع العصابات وتأتي زوجة واشنطن توضح فيما بعد: قتل لأنه حاول الخروج من ذاك العالم الفاسد أما لودلو الذي يحتفظون به لكونه متمرسا وينتصر في كل معاركه يتعامل مع القانون وفق منظوره الشخصي ومزاجه فأثناء قيادة سيارته إلى عملياته قد يدهس أي فرد دونما أي اعتبار وقد يقتل من يسعى إليهم دون أي مداراة وقد أعلنها واشنطن قبل مقتله بأن قتلى لودلو وصلوا إلى 4000 شخص ومن حق هؤلاء أن يتقدموا للمحاكمة.
وإن حمل الفيلم وقفات تأمل ومراجعة للذات من قبل لودلو حيث وصلت المحاولات إلى التخلص منه, إلا أن القتل عنده فعل في منتهى البساطة كثرت مشاهد القتل والدم في ملوك الشوارع إلى حد كبير حتى إن التصوير ركز على الجثث المتراقصة بفعل الرصاص المنهمر كالمطر ثم تفتحها وتمزقها ,فالطرفان بدوا كالوحوش وصور الفيلم رعبا حقيقيا بمشاهده الدموية وإن لفت النظر إلى فظاعة تلك العوالم المفتوحة الأبواب لكل الممارسات اللاإنسانية والوحشية, حيث تغيب الضوابط الإنسانية تحت عناوين مختلفة والموت واحد...!