الذي يتطلب من الرئيس المنتخب اختيار فريق جديد في دائرة النفوذ الاولى ثم الدائرة الاقتصادية فالدائرة السياسية بعدها دائرة تشمل شخصيات كبيرة من الديمقراطيين والجمهوريين على السواء مما يحقق رسالة التغيير والمصالحة التي فاز أوباما على خلفيتها واستطاع حزبه الديمقراطي ان يحصل على أغلبية في الكونغرس.
ويستعد الرئيس الاميركي أوباما الذي سيؤدي اليمين في 20 كانون الثاني القادم خلفاً لجورج بوش لاعلان اسماء مرشحيه لتولي المناصب الرئيسية في ادارته.
لاشك ان مرحلة جديدة ستبدأ في تاريخ اميركا وسيتوقف حجم التغيير الايجابي فيها على اختيار متوازن للادارة الاميركية ويبدو ان أوباما بدأ باختيار ( رام ايمانويل ) لشغل منصب كبير موظفي البيت الابيض وهو أعلى شخصية داخل الحكومة ويلعب دور كبير المستشارين لدى الرئيس, بينما تروج تكهنات بأن أوباما سيطلب من روبرت غيتس الاستمرار في منصبه كوزير للدفاع الذي يتمتع باحترام واسع من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي .
ولاشك ان منصب وزير المالية سيشكل في ظل الازمة المالية خياراً صعباً.
ومن المتوقع أن يبدأ أوباما بتعيين وزير الخزانة الذي يتنافس عليه كل من رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي بولاية نيويورك تيموثي غيتنر ووزير الخزانة السابق لورانس سمرز والرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) بول فولكر.
أما منصب الخارجية فمن بين المرشحين له السناتور الديمقراطي جون كيري من ماساتشوستس والدبلوماسي السابق ريتشارد هولبروك والسناتور الجمهوري الذي سيترك مقعده بالشيوخ تشاك هيغل والسناتور الديمقراطي السابق عن جورجيا سام نان.
ويعتبر جيمس ستاينبرغ وهو مستشار سابق لكلينتون, منافسا قويا على منصب مستشار الأمن القومي. كما يمكن أن تعين سوزان رايس, وهي مساعدة سابقة لكلينتون أيضا بهذا المنصب أو في منصب كبير آخر.
وقال مصدر بالديمقراطي إن أوباما شكل بالفعل فريقا للمرحلة الانتقالية يعمل سريعا على تشكيل الفريق الاقتصادي للإدارة القادمة, وفريق الأمن الداخلي.
ويرأس فريق المرحلة الانتقالية هذا كل من فاليري غاريت (وهي صديقة مقربة لأوباما) وبيت روز رئيس مكتبه بمجلس الشيوخ, وجون بوديستا وهو رئيس سابق لموظفي مكتب الرئيس السابق بيل كلينتون.
واعتمد أوباما بقوة على ثلاثة خبراء بالسياسة الخارجية في حملته من المرجح أن يشغلوا مناصب بالبيت الأبيض أو الخارجية, هم مارك ليبرت ودنيس مكدونو, وهما مساعدان سابقان بالشيوخ وبن رودس كاتب خطب السياسة الخارجية لأوباما.
ومع استمرار حرب العراق وأفغانستان, قد يفكر أوباما في الاحتفاظ بروبرت غيتس وزيرا للدفاع, وقد يفكر أيضا في ترشيح وزير البحرية السابق ريتشارد دينزيغ, وهو مستشار مقرب له.
ومن المتوقع أن يسلك أوباما أسلوبا أكثر حذرا وترويا إلى البيت الأبيض, يختلف عن ميل الرئيس جورج بوش إلى الاعتماد بدرجة أكبر على غريزته.
ورغم أن الجمهوري جون ماكين قام بتسليط الضوء على افتقار السيرة المهنية لأوباما إلى خبرة تنفيذية. لكن حتى منتقدي الرئيس المنتخب يعزون إليه الفضل في إدارة حملة شديدة الفعالية اتسمت بالنظام والتنظيم الجيد.
ومن بين الصفات التي ضخم مساعدوه من شأنها بإعجاب خلال الحملة, سلوكه الهادئ الذي دفع فريق العاملين معه إلى أن يطلقوا عليه اسم )أوباما بلا دراما(.
وقال ديفد إكسيلرود كبير واضعي الإستراتيجيات بحملة أوباما )أسلوبه في الإدارة هو اختيار أشخاص يثق بهم ومنحهم الكثير من السلطات وتحميلهم المسؤولية, يريد أن يعلم ما هي الخطط لتنفيذ هذه الأهداف ومحاسبة المرء على هذا(.
وإكسيلرود الذي يشتهر ببراعته في صياغة الرسائل السياسية, واحد من حفنة من كبار المساعدين الذين وضع أوباما ثقته فيهم.
ومن بين أعضاء هذه الدائرة من المساعدين ديفد بلاوف مدير حملة أوباما شديد التنظيم الذي راقب إنفاق الحملة بحماس, وفاليري غاريت وهي محامية وسيدة أعمال منغمسة في الحياة السياسية بشيكاغو.
وعند حاجته للمشورة بشأن العلاقات مع الصحافة, يلجأ أوباما لروبرت جيبزالجنوبي قوي الشكيمة الذي يتسم بأسلوب مهذب والذي فرض سيطرة محكمة على وصول وسائل الإعلام للمرشح.
ومن المرجح أن يلعب كثير من هؤلاء المستشارين أدوارا بارزة بإدارة أوباما, ويقال إن جيبز سيصبح السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بينما يبحث إكسيلرود شغل منصب أحد كبار المستشارين لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سينتقل إلى واشنطن.
ويتسم منهج أوباما في السياسة الخارجية بقدر من الحذر, ولتقييم قضايا مثل الأزمة النووية الإيرانية يتحدث أوباما مع أشخاص مثل جيمس ستاينبرغ المساعد السابق للرئيس كلينتون, ودينيس روس المفاوض السابق بعملية سلام الشرق الأوسط, وعضو الشيوخ السابق سام نان الذي يعتبر واحدا من أفضل خبراء السياسة الخارجية بالديمقراطي.