تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البحوث الزراعية في طرطوس: لكلّ مشكلة حلّ والخدمات «سريعة» و«مجانية»!! .. استخدام المبيدات الحشرية يقضي على المضادات الحيوية لا على المشكلة

محليات ـ محافظات
السبت 24-9-2011
غانم محمد

على الورق قد يكون كلّ شيء على ما يُرام، وحتى على الصعيد النظري فإن الوضع يدعو للتفاؤل، لدينا في طرطوس مركز للبحوث الزراعية تتبع له محطات لدراسة التربة وأخرى لتجارب الري وثالثة للزراعة العضوية..إلخ،

لكن على أرض الواقع ما الذي تقدّمه هذه المراكز والمحطات وما هي الإضافات التي حققتها على صعيد العملية الإنتاجية في الزراعة ولماذا تكتفي هذه المراكز بالحديث مع نفسها ومع الجهات المسؤولة عنها أما سيرها باتجاه المزارع فهو شبه متوقّف.‏

والمزارع امتلك خبرته المعقولة في التعامل مع ما يعترض زراعته من مشكلات، وغالباً ما يعتمد الحلّ الذي توصّل إليه عن طريق التجريب ونادراً ما يلجأ إلى الحلول التي يوفرّها له مركز البحوث الزراعية في طرطوس والتي أثبتت فاعليتها كما يؤكد القائمون على هذا المركز لكنها وباعترافهم أيضاً عجزت عن تحقيق الانتشار المرجو.‏

المهندس إبراهيم شيحا مدير مركز البحوث الزراعية في طرطوس قال: الهدف من وجود المركز هو إيجاد الحلول العلمية المناسبة للمشكلات التي تعاني منها الزراعة بمختلف أصنافها وأشكالها، حيث ينقل لنا المرشدون الزراعيون في الوحدات الإرشادية أو المزارعون ما تعاني منه الزراعات في مناطقهم فندرس هذه الحالات ونحللها لنصل إلى نتيجة تساعد على تجاوزها اعتماداً على دراسة تحليلية وتطبيقية، ونعمم نتائج أبحاثنا عن طريق الوزارة التي تعممها لجميع الجهات المختصة وعن طريق الأيام الحقلية، وأوضح ردّاً على سؤالنا: عندما نعلن عن أيام حقلية ندعو الفلاحين والمزارعين عن طريق اتحاد الفلاحين في المحافظة كما نعلم نقابة المهندسين الزراعيين ومديرية الزراعة التي يفترض أنها تبلغ الوحدات الإرشادية وهنا ينتهي دورنا، وأتفق معك بأن حضور المزارعين يكون في حدوده الدنيا ولا يلبي الطموح وأنا مع إقامة هذه الأيام الحقلية على مستوى الوحدات الإرشادية لتكون الفائدة أعمّ وأكبر.‏

وبين شيحاأن النتائج ممتازة في جميع الاتجاهات، ففي مجال زراعة الحمضيات استطعنا السيطرة على كلّ الأمراض التي كان يعاني منها المحصول دون استخدام المبيدات الحشرية، واستخدام مثل هذه المبيدات في الحمضيات ممنوع ،ونعاقب من يستخدمها فقد تصدّينا للذبابة البيضاء بالمضادات الهرمونية والغذائية والمضادات الحيوية وقد خفّت كثافة هذه الذبابة بنسبة كبيرة، كذلك الحال بالنسبة لتساقط ثمار الكريفون حيث وجدنا المشكلة بالتربة وتمت معالجة الأمر كما أطلقنا المضادات الحيوية للتصدي للعناكب وهنا نعود للتأكيد على ضرورة امتناع المزارعين عن رشّ المبيدات لأنها تقتل هذه المضادات الحيوية ولا تعالج المشكلة وسورية من أغنى بيئات العالم بالمضادات الحيوية ويجب أن يعلم الأخوة الفلاحون أن 99% من الحشرات الموجودة مفيد و1% ضار.‏

وبالنسبة للزيتون فإن أكثر أمراضه انتشاراً فهو مرض عين الطاووس الذي يصيب أشجار الزيتون وخاصة في الأدوية ومعالجة هذا المرض بسيطة وذلك بـ (رشّة) مبيد فطري، أما الزراعات المحمية فإن أكثر ما تعاني منه هو النيماتودا ويمكن التغلب على هذا المرض بالتعقيم الشمسي، إضافة إلى العفن الذي يمكن معالجته بمبيد فطري، وتقوم الوحدات الإرشادية التابعة لمديرية الزراعة بتوزيع مبيد فطري مقاوم للنيماتودا والأعفان معاً، كذلك بالنسبة لدودة البندورة (الفراشة) التي انتشرت حديثاً وجربنا عليها المبيدات الآمنة حيوياً (البيكتريا) وقد كانت النتائج جيدة، وبإمكان الأخوة المزارعين وضع هرمونات تجذب المضاد الحيوي المفترس لهذه الفراشة ورشّ محصوله مرّتين بالموسم وهناك (3) طفيليات تقضي على هذه الدودة، هذا بالنسبة لأهم الأمراض التي كانت تعاني منها الزراعة في طرطوس وآلية تعاملنا معها والنتائج الرائعة التي تحققت، أما بالنسبة لزيادة الإنتاج وتحسين نوعه فلكل نوع من الزراعة أبحاثه الخاصة التي تساعد الفلاحين على تحسين إنتاجهم، ويتبع للمركز عدة محطات منها ما هو مختص بشؤون التربة ومنها ما هو مختص بإدارة الموارد الطبيعية أو بأبحاث الريّ، ولدينا كادر فني مختص وخبير ونتمنى من جميع المزارعين أن يقصدوا مركزنا والمحطات التابعة له عند تعرضهم لأي إرباك في زراعتهم، فنحن موجودون لخدمتهم ولمشاركتهم في رفع مستوى الإنتاج والتقليل من تكاليفه.‏

125 ليتر ماء لكل شجرة حمضيات!‏

المهندس مالك حسن رئيس دائرة الموارد الطبيعية في مركز بحوث طرطوس أشارالى التجارب التي يجريها المركز والمحطات التابعة له على طرق الريّ وفاعليتها مؤكداً أن لكل حقل خصوصيته ولكلّ نوع من الزراعة طرق ريّه، وأكد المهندس حسن أنه لا توجد طريقة واحدة للري وأن المحطات التابعة للمركز من خلال دراستها للتربة واحتياجاتها تنصح بطريق الريّ المناسبة وبكمية الماء التي يحتاجها كل صنف حسب طريقة الري وحسب عمر المحصول، فشجرة الحمضيات على سبيل المثال عندما تكون في الذروة (بحدود عشر سنوات) تحتاج لحوالي (125) ليتر ماء، وقد يستغرب البعض هذه الكمية ويتساءلون إن كانت نقّاطة الماء تعطي هذه الكمية من الماء خلال يوم واحد ولكن عندما يرى الفلاحون هذا الأمر على أرض الواقع يقتنعون بنتائج دراستنا والتي نحاول توصيلها من خلال الأيام الحقلية ومن خلال التواصل المباشر مع المزارعين، كما أن نبتة البندورة تحتاج من 2-3 ليتر ماء يومياً في احتياجها الأعظمي وعندما تكون في الذروة، وهذه المعلومات يجب أن يطلّع عليها المزارعون وأن يستفيدوا من نتائج أبحاثنا في هذا المجال.‏

تحليل مجاني للتربة‏

من جهته المهندس محمود داوود مدير مركز بيت كمونة لأبحاث ودراسات التربة أكد أن مركز البحوث الزراعية جاهز لإجراء تحليل للتربة في أي مكان وقد أنجز المركز عدة دراسات على التربة التي تعاني من خلل حقيقي بسبب الاستخدام غير المدروس للأسمدة الكيماوية، ونحن جاهزون للتعاون مع الفلاحين بشكل كامل في مجال تحليل التربة وهذا التحليل مجاني وما على المزارع إلا أن يراجعنا لنرسل معه من يحضر العينات من التربة لدراستها وبإمكانه أيضاً أن يرسل لنا هذه العينات عن طريق الوحدات الإرشادية والاهتمام بدراسة التربة من قبل المزارع يخدمه ويخدمنا ويساعد الطرفين على تحقيق إنتاجية جيدة هي ما نتطلع إليه.‏

متابعات‏

-التقينا عدداً من المزارعين ومعظمهم أكد أنه بحاجة لمثل هذه الدراسات لكنه لم يعتد عليها ولم يعتد أن يراجع مراكز البحوث الزراعية وإنما يعتمد على تجربته الخاصة وعلى استشارات من مهندسين أو بائعي المستلزمات الزراعية.‏

-هناك حالات خاصة وقليلة راجع بها المزارعون هذا المركز أو ذاك واعترفوا بتحقق الفائدة من مثل هذه المراجعة.‏

-يوصي مركز البحوث الزراعية باستخدام الأسمدة العضوية الخضراء للزراعات المحمية مع قليل من سوبر الفوسفات وتغطيتها من أجل تعقيم التربة، كما يوصي باستخدامها للأشجار المثمرة فهي إضافة لقيمتها الغذائية للتربة فإنها تضاعف وجود الكائنات العضوية المفيدة.‏

-يوصي مركز البحوث الزراعية بالريّ التكميلي لأشجار الزيتون مرّتين سنوياً الأولى في أيار والثانية في تموز أو آب لأن ذلك يزيد إنتاج الموسم التالي ويضمن استمرار الإنتاج كلّ عام بدل المعاومة المعروفة عن شجرة الزيتون.‏

-كثرة الأمراض المنتشرة وخاصة في تربة سهل عكار في طرطوس سببها الاستخدام الخاطئ للأسمدة حيث يوضع السماد (10) أضعاف زيادة عن الحدّ المطلوب معظم الأحيان.‏

-أسوأ ما في هذه الأبحاث والدراسات أنها لا تصل لمن يجب أن يستفيد منها، والأيام الحقلية التي يتحدثون عنها لا يتعدى وجود الفلاحين فيها عن (10) فلاحين، ويجب أن نفتّش جميعاً عن طريقة تصل فيها أي معلومة مفيدة بالزراعة للجميع.‏

-التوجّه نحو الزراعات البديلة في حال استفحل مرض معين بنوع من الزراعة ولم تتمكن البحوث الزراعية من إيجاد الحلّ المناسب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية