ففيه إشارة من الأميركي لمحاولة إعادة خلط الأوراق مجدداً، خاصة لجهة الدور الذي أسسه تحرير مناطق البادية والسيطرة عليها بعد معارك عنيفة مهدت لفك الحصار عن دير الزور قبل شهر مع تقدم واسع للجيش والقضاء على آلاف الإرهابيين، ولاحقاً تمكن الجيش من السيطرة على طريق حلب دير الزور وتأمينه بالكامل، ما أدخل أميركا في حالة من الإفلاس المتتابع لكيفية إعادة تدوير خساراتها المتلاحقة، في ظل التأكيد السوري على طردها وعملائها شاءت أم أبت، وما أضافه الإنذار الروسي وفضحه لعرائها الإرهابي وبالصور اللاأخلاقية.
فإن كان الدفع الإرهابي باتجاه السخنة فإن الهدف المقصود والأبعد هو دير الزور التي تعد مراحلها الأخيرة في معركتها ضد الإرهاب والتواجد الأميركي اللاشرعي وهو ما لا يصب في مصلحة واشنطن التي تحاول الاستثمار قدر الإمكان وتماطل بتكرار نغمتها اللعينة تارة بالهجمات الداعشية وأخرى بارتكابها المجازر وقصفها المدنيين متبعة بذلك استراتيجية خبيثة، أصبحنا نعيها بشكل جيد، مع التذكير بما سبقه من إعادة الهجوم على طريق دير الزور تدمر المحرر والذي شكل أيضاً نقطة تحول كبرى في دعم العمليات العسكرية وأصابها في الصميم.
عين الحسد الأميركية واضحة فاقعة وقد ضاقت كثيراً أولاً: من الإنجازات السورية بمستوياتها وثانياً: من حالة الوهن التي لم تصبها وحدها إثر تغير معادلات الميدان، بل أيضاً بتفتت دبلوماسية الـفانتازيا الإرهابية التي نابت عنها على طاولات المفاوضات فكانت الكارثة عليها أكبر وقعاً وفضيحة، فأضحت في عقدٍ من نفسها، تحاول إرضاء نفسها دون جدوى، فالوقت بيد الجيش وإدارته على وقع خطاه أضحيا، وإن مارس المتآمرون المزيد من التضليل والنفاق فسلالهم مقفرة تكشف ما فيها.