وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الطرف الأميركي يواصل انتهاكاته لحرمة المقرات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة، مخالفا بذلك القانون الدولي والأميركي على وجه الخصوص، مؤكدة تصريحاتها هذه بنشر بمقطع فيديو يظهر عنصرين من أجهزة الأمن الأميركية وهما يبحثان تحت جنح الظلام عن مدخل للقنصلية الروسية في مدينة سان فرانسيسكو.
وكانت السلطات الأميركية شرعت في الثاني من أيلول في تفتيش بعض المقار الدبلوماسية الروسية، الأمر الذي اعتبرته موسكو استيلاء غير مشروع على الممتلكات الروسية، متعهدة باتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة.
في غضون ذلك وصل السفير الأميركي الجديد مع عقيلته إلى موسكو، حيث سيقوم بتسليم أوراق اعتماده للرئيس الروسي اليوم.
ونشرت الناطقة الصحفية باسم السفارة الأميركية في موسكو ماريا أولسون صورة للسفير وعقيلته، قائلة: أهلاً وسهلاً بكما في روسيا سعادة السفير والسيدة هانتسمان.
وأضافت السفارة في موقعها أن هانتسمان وعقيلته وصلا إلى موسكو صباح أمس، وكان في استقبالهما ممثلون عن السفارة الأميركية والخارجية الروسية، مشيرة إلى أن هانتسمان سوف يسلم أوراق اعتماده للرئيس بوتين الثلاثاء 3 تشرين الأول.
بالمقابل أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن هانتسمان مدعو اليوم الثلاثاء إلى الكرملين، حيث ستجري مراسم تسليم أوراق اعتماده.
على صعيد آخر وصفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية الحملة التي شنتها واشنطن ضد قناة RT بأنها خطأ جسيم، مؤكدة أن الرد عليها يجب ألا يكون بتكرار هذا الخطأ.
وقالت زاخاروفا في تصريحات تلفزيونية أمس الأول: إن السلطات الأميركية أصبحت تلاحق RT ووكالة تاس وعددا من الصحف والصحفيين الروس الآخرين بكل شدة وجدية: إنهم «ممثلو السلطات» باتوا يترددون على الصحفيين، ويدرجونهم على قوائم، ويرفضون تمديد الاعتمادات الصحفية والتأشيرات وإلى آخره.
وأضافت زاخاروفا أن هذه التصرفات خطأ جسيما، مشيرة إلى أن الجانب الروسي لم يسبق أن بادر في طرد أحد أو إلغاء تأشيرة لأحد.
وقالت المسؤولة الروسية: الرد يجب ألا يكون عبر استخدام القوة، لا نرتكب مثل هذا الخطأ لأننا نعتبر حرية الإعلام من المقدسات المطلقة، يجب مواجهة المواد السيئة بتقديم مزيد من المعلومات، مشددة على أن روسيا ستتخذ إجراءات جوابية في حال تعرض فيها الصحفيون الروس لخطر جسدي، وأنهم يشعرون بتهديد لنشاطهم على أساس يومي، وقالت: لسنا نحن من يختار هذا الخيار.
وكانت رئيسة تحرير شبكة قنوات RT مارغريتا سيمونيان قد نوهت في وقت سابق بأنها لا تستبعد وقف بث قناة RT America ومغادرتها الولايات المتحدة، نتيجة ضغط السلطات الأميركية عليها.
من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية عن احتجاجها الشديد على استيلاء السلطات الامريكية على مبنى القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو مؤكدة ان ذلك يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي .
وجاء في بيان أصدرته الخارجية الروسية أمس انه رغم كل التحذيرات لم تستجب السلطات الامريكية لصوت العقل ولم تتخل عن نياتها غير القانونية واستولت أمس على كل مباني القنصلية الروسية العامة في سان فرانسيسكو بشكل كامل .
وجددت الخارجية الروسية التأكيد على ان موسكو لم ولن توافق أبدا على أن ترفع سلطات الولايات المتحدة الحصانة عن الممتلكات الدبلوماسية أو القنصلية الروسية ولم ولن نسمح بأي تدخل في منشآتنا.. انهم محتلون.. وخطواتهم ظلم غير مسبوق في تاريخ العلاقات الثنائية .
وأضاف البيان: نعرب عن احتجاجنا بحزم ضد خطوة عدوانية جديدة من قبل واشنطن ونحتفظ بحقنا في الرد، ومبدأ المعاملة بالمثل كان دائما وسيبقى حجر الاساس لدبلوماسيتنا وبالتالي اختراق الامريكيين لمنشآتنا الخارجية يعني حسب فهمنا موافقتهم على امكانية معاملة ممثلياتهم في روسيا بشكل مشابه .
ونشرت الوزارة على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك فيديو يظهر اختراق عناصر من قوات الامن الامريكي مكاتب دبلوماسية روسية في سان فرانسيسكو.
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قررت في آب الماضي اغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو وموقعين دبلوماسيين في نيويورك وواشنطن في خطوة وصفها نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف بأنها وقاحة، بينما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو تدرس بعناية التدابير الجديدة التي أعلن عنها الامريكيون وبعد ذلك سيتم تبليغهم بردة فعلها على ذلك .