وقال الجعفري في كلمة أمس أمام اللجنة القانونية السادسة حول البند 109 المعنون (التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي): ان المطلوب هو ارادة سياسية حقيقية لمكافحة الإرهاب ولمساءلة مشغليه وداعميه ومموليه وبمعنى أكثر دقة المطلوب هو قطع رأس الافعى وليس ملاحقة ذيلها .
وأضاف الجعفري: لا يمكن للقرارات التي صدرت عن مجلس الامن في مجال مكافحة الإرهاب وقد بلغ عددها نحو 16 قرارا حتى الآن وبعضها تحت الفصل السابع أن تجد طريقا إلى التنفيذ ولا يمكن لاستراتيجية الامم المتحدة العالمية لمكافحة لإرهاب أن تصبح واقعا على الأرض، ولا يمكن أن تتفق الدول الاعضاء على تعريف قانوني موحد للإرهاب وهو مطلب سوري منذ العام 1986 ولا يمكن للدول الاعضاء أن تنجح في مفاوضات التوصل لاتفاقية عالمية شاملة وملزمة في مجال مكافحة الإرهاب ما دام رأس الافعى في مكانه، ورأس الافعى يتمثل في سياسات حكومات دول أعضاء في هذه المنظمة الدولية تملك السطوة والنفوذ أو المال والثروات ولكنها لا تملك من قيم السياسة والحكم الرشيد ما يردعها عن استغلال كل طاقاتها في فرض الهيمنة وشن الحروب وتسليح الإرهابيين في أي دولة لا تتفق مع تلك الحكومات في السياسة .
وتابع الجعفري: ان حكومات هذه الدول لا تزال ترى في المجموعات الإرهابية المسلحة وفي الإرهابيين الاجانب سلاحا سياسيا وعسكريا واقتصاديا يمكن استخدامه لاسقاط الحكومات الشرعية وتدمير اقتصادات الدول وامكاناتها وقتل مواطنيها وتشريدهم كلاجئين ومهجرين ونازحين وارسال بعضهم للموت في البحار ثم التباكي على كل هؤلاء .
وأشار الجعفري إلى ان الإرهابيين الاجانب وفق تقرير فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات كانوا أفرادا عاديين تمت قيادتهم والتأثير عليهم من خلال مدارس ومراكز دينية ينفق عليها مليارات الدولارات من أموال النفط والغاز بهدف زرع الفكر الوهابي الإرهابي المتطرف في مختلف أنحاء العالم تحت ذريعة الدعوة التبشيرية ولكن بنزعة تكفيرية داعشية كارهة للغير.
وقال الجعفري: ان حكومات الكثير من الدول الاعضاء في هذه المنظمة الدولية ولا سيما في نطاق الاتحاد الاوروبي كانت تفرض الرقابة على هؤلاء الافراد باعتبارهم أشخاصا خطرين ويشكلون تهديدا على أمن المجتمع إلى أن التقت المصالح السياسية الضيقة والفاسدة لحكومات بعض الدول على استغلال الآلاف من هؤلاء وارسالهم للقتال في سورية والعراق بهدف نشر الإرهاب من جهة والتخلص من وجودهم في المجتمعات الغربية من جهة ثانية .
وأضاف الجعفري: ان الإرهابيين الاجانب بدؤوا بالتدفق إلى سورية من خلال عملية متسلسلة ومحكمة تورطت فيها حكومات وأجهزة استخبارات حيث تم اصدار عشرات الآلاف من جوازات السفر وسمات الدخول السياحية إلى الدول المجاورة لسورية والعراق وأحكمت خطوط ورحلات الطيران من قبل أجهزة استخبارات حكومية بقصد عدم تعقب هؤلاء الإرهابيين حتى لو اضطر هذا الإرهابي الواحد إلى السفر عبر أكثر من خمسة مطارات عالمية في نفس الرحلة وفي نفس اليوم وهذا الكلام مثبت في تقارير الانتربول وتقارير اللجان الفرعية التابعة لمجلس الامن في مجال مكافحة الإرهاب .
وقال الجعفري: ان السلاح ومعسكرات التدريب وغرف العمليات والدعم اللوجيستي كانت جاهزة في الدول المحيطة بسورية والعراق بانتظار تشريف هؤلاء الإرهابيين الذين تم استنباط مصطلح (المعارضة المسلحة المعتدلة) من أجلهم وطبعا معارضة مسلحة معتدلة بعد تعديلها وراثياً لأنهم أجانب لكن ينبغي أن نسميهم معارضة مسلحة معتدلة بعد تعديلهم وراثيا كي يصبحوا سوريين .
وتابع الجعفري: كان يشرف على المعسكرات وغرف العمليات هذه ضباط استخبارات وعسكريون من حكومات الدول المتورطة الذين وفروا تدفق هؤلاء الإرهابيين مع أسلحتهم عبر الحدود إلى سورية ثم تورطت حكومات بعض هذه الدول في التجارة غير المشروعة بالنفط والآثار السورية والعراقية مع داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية .
وأوضح الجعفري أن حكومات بعض الدول الاعضاء تجاهلت فوق كل ذلك ما يجري على الانترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي من ترويج للفكر الإرهابي المتطرف والعنيف ومن دعوات للكراهية والقتل وحمل السلاح ومن حملات للتمويل والتبرع بالاموال لمصلحة الإرهابيين في سورية والعراق بعد تسميتهم طبعا (جهاديين) ومن ثم دعوات وتسهيلات لنقل المزيد من الإرهابيين الاجانب إلى سورية والعراق حتى وصل الامر اليوم إلى تبادل شيفرات ورسائل رمزية من أجل شن عمليات إرهابية في كل مكان على وجه الكرة الارضية.
ولفت الجعفري إلى أن التجربة المريرة التي عاشتها سورية وشعبها عبر السنوات السبع الماضية كانت نتيجة قرار سياسي خطير وغير مسؤول اتخذته حكومات بعض الدول الاعضاء بأن تسخر طاقاتها وأموالها ومواردها وأيديولوجياتها المتطرفة العنيفة في دعم الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وأعلن الجعفري دعم مبادرات الامين العام للامم المتحدة وجهوده مع وكيله فلاديمير فورنكوف من أجل تفعيل دور المنظمة في مجال مكافحة الإرهاب معربا عن استعداد سورية التام للتعاون والعمل المشترك بما يكفل احترام مبدأ المساواة بين الدول الاعضاء وتحقيق أهداف ومقاصد المنظمة الاممية.