ولم يعد يمكن للعصابات الارهابية ضخ المزيد من ادوات ارهابها والعمل على تشتيت الانتباه على ما تقوم به هنا وهناك، صحيح انها مازالت تتحرك ببضع مجموعات في عدة مناطق من الجغرافيا السورية ولكن الاكثر صحة ان هذا ليس دليل عجز وافلاس، وهو يستكمل حلقات اجرامية يعرفها الجميع.
انه لم يأت من فراغ وإنما هو بشكل مباشر يتم برعاية غربية ولاسيما من اميركا، وبضخ مال خليجي وتضليل لايمكن ان يبقى الى ما لا نهاية.. وتعمل موبقات الغرب على ايقاد نار الخراب كلما اقتربت من نهايتها.
ومن يتابع المشهد من دير الزور الى حلب وادلب والى الغوطة والجنوب السوري يعرف ويلمس كيف تتحرك روح العدوان كلما تم الايعاز لها.. صواريخ الحقد على محردة وبعض احياء حلب واللاذقية واطراف دمشق.. وامس التفجير الارهابي الذي ضرب حي الميدان الدمشقي، الحي الذي يعني روح النشاط والحركة والعمل.. فالاحياء لفظت الارهاب وعاشت نبض النصر والقدرة على تجاوز كل المعوقات التي حاولوا زرعها هنا وهناك.
ان الارهاب الذي يندحر في الميدان يريد ان يقدم من خلال اعماله هذه القول للغرب ولداعميه: إننا قادرون على الفعل وما زالت صلاحيتنا موجودة.. يمكنكم الاعتماد علينا، وليس عليكم الا ضخ المال والسلاح من اجل متابعة الاعمال الارهابية...
لكنهم وفي لحظات النزع الاخير يبقون في العمه الذي كانوا ومازالوا عليه، فالسوريون الذي خبروا صنوف والوان واجرام الإرهاب، لا يمكن ان ينكسروا، فقد حقق الميدان السوري انجازات مهمة جدا فرضت ايقاعها ليس على المنطقة وحدها فحسب وإنما على الساحة العالمية وباعتراف العدو قبل الصديق، لقد انجز السوريون نصرا على الارهاب وقد فعلوا ذلك نيابة عن العالم كله.
وسورية في مسارات الفعل والانتصارات تمضي في البناء وتعد العدة للبناء المترافق مع التحرير بكل أرجاء سورية.
ومن نافل القول ان المشهد الذي ارتسمت خطواته بدقة واصبح حقيقة واقعة لايمكن ان يعود الى الوراء مهما كانت المحاولات الاجرامية ومهما تلقوا من دعم مباشر.. وهنا لا بد من القول ان على العالم كله بل حان له ان يرفع العصا بقوة بوجه رعاة الارهاب وداعميه فلم يعد بامكان احد ما ان يقول انه خارج اطار المسؤولية، فالعالم يصطلي بنار ارادوها ان تكون في منطقة واحدة وهم يعرفون انها لن تبقى محصورة بل لايمكن التحكم بها.. وها هم يدفعون الثمن، ومع ذلك ثمة من يغض الطرف ويظن انه سيبقى قادرا على خداع العالم.. ما جرى في حي الميدان وللمرة الثالثة ليس الا دليل فشل وخزي لرعاة الارهاب.. لأعداء الحياة والنصر على ارهاب الغرب المتجلي بمال الاعراب وقطعان الخسة في العالم... ميدان ينجز وعده والحلقة تضيق على قطعانهم.