|
|
مع طبيب... الكوليسترول.. بعضه جيد وأغلبه سيئ طب يدخل في تركيب نسيج الخلايا وهو جزء أساسي لتركيب الكثير من الهرمونات. يختلف مستوى الكوليسترول من بلد إلى آخر ومن شعب إلى آخر وحسب الجنس والعمر وعوامل البيئة. يصنع الكبد 80٪ من كوليسترول الدم، والوارد الغذائي يمثل 20٪ منه، وهذا يأتي من أغذية دسمة أهمها اللحوم والبيض والسمن والزبدة والجبنة والحليب. أنواع الشحوم: تجول الدهون في الدم مرتبطة بالبروتين الخاص وتدعى ليبوبروتينات وتوجد أربعة أصناف منها: - البروتين الشحمي منخفض الكثافة جداً VLDL. - البروتين الشحمي منخفض الكثافة LDL السيئ. - البروتين الشحمي عالي الكثافة HDL الجيد. - كيلوميكرونات. ثبت من الدراسات العديدة أن زيادة الكوليسترول في الدم هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى نقص التروية القلبية أو المرض الاكليلي، ويزداد هذا الخطر بوجود عوامل خطورة أخرى مثل ارتفاع التوتر الشرياني، التدخين، السكري، الجنس الذكري، الوراثة العائلية. وجد بأنه إذا وضعنا الرقم 1 لخطر الموت الاكليلي لشخص ما وبقيمة قاعدية للكوليسترول 160 ملغ/دل نجد هنا الخطر يزداد حوالي 25٪. التشخيص يتم تشخيص فرط الشحوم مخبرياً بإجراء كوليسترول كلي وكوليسترول LDL وكوليسترول HDL وشحوم ثلاثية وذلك بعد 12 ساعة من الصيام. سريرياً قد تظهر لويحات مسطحة أو ناتئة تدعى صفرومات وذلك في أماكن متعددة جفنية وغير جفنية، الصفرومات البارزة هي عبارة عن كتيلات جلدية ذات أبعاد مختلفة غالباً ما تكون متوضعة على السطح الباسط للمرفق والركبة وأيضاً على المقعدة وظهر اليد. إن الدراسات المتعددة وفي العديد من البلدان أثبتت بشكل واضح أن تخفيض الكوليسترول بالعلاج أدى إلى تخفيض الوفيات كذلك تراجع أعراض نقص التروية القلبية. حالياً يجب إيلاء الأهمية إلى تخفيض الكوليسترول السيئ LDL لأن ارتفاعه يؤدي إلى زيادة خطر حدوث المرض القلبي الاكليلي، حيث يقوم البروتين الشحمي الحامل للكوليسترول LDL بترسيب الكوليسترول على جدران الشريان مسبباً تشكيل مادة سميكة قاسية تدعى لويحة الكوليسترول وهذه تضيق لمعة الشريان وتسمكه مسببة تصلب الشرايين وهذا ما يحدث في الشرايين الاكليلية المسؤولة عن توصيل الأوكسجين إلى العضلة القلبية، التي تصبح غير قادرة على توصيل الأوكسجين حسب درجة التضيق مسببة ألماً صدرياً يدعى خناق الصدر. إن الكوليسترول الجيد الذي يقوم بفعل حماية الشرايين من التصلب ولذلك يدعى الجيد أو الحميد HDL، إن زيادته تمثل عاملاً وقائياً من حدوث النوبات القلبية وهو يلتقط الكوليسترول من الدم وجدران الشريان بعد أن تأخذ الخلايا حاجتها منه وتعود به إلى الكبد حيث يطرح أو يستقلب. الحد الطبيعي له حالياً 40 - 50 ملغ/دل أكثر قليلاً في النساء. العلاج تعتبر الحمية الركن الأساسي في معالجة فرط الشحوم لأنها تخفض الكوليسترول والشحوم الثلاثية وهي المعالجة الناجعة والأكثر طبيعية للتطبيق في أغلب حالات فرط الشحوم الخفيفة والمعتدلة، في الحالات حيث الحمية لا تستطيع التصحيح الكامل لفرط الشحوم فإنها تسمح بانقاص جرعات الدواء وتقليل الآثار الجانبية المحتملة. هناك تناسب طردي بين الوزن والكوليسترول والشحوم الثلاثية، ومن المعروف أن زيادة الوزن تترافق بزيادة الشحوم. مشعر الكتلة الجسمية الطبيعي BMI يجب أن يكون بحدود 24 وهو يتوافق مع وزن طبيعي يقي من خطورة البدانة. وجد بأن تخفيض الوزن بمقدار 5 كغ ينقص الكوليسترول 8٪ والشحوم الثلاثية 19٪ وكوليسترول LDL 9٪ وزيادة الكوليسترول الجيد HDL 5٪. هناك مجموعة كبيرة من الأدوية الخافضة للكوليسترول وخاصة النوع السيئ والذي يجب أن يكون أقل من 130 ملغ/دل مع التوصيات الحديثة بأن تكون بحدود 100 ملغ/دل وما دون والكوليسترول الكلي أقل من 200 ملغ/دل والجيد 40 ملغ وما فوق. التوصيات الدوائية الحالية تعتمد الستاتينات وهي فعالة كلها بتخفيض الكوليسترول الكلي والسيئ ولكن بدرجات متفاوتة وأفضلها من يخفض الكوليسترول السيئ ويرفع ولو قليلاً الكوليسترول الجيد والذي يزيد بمزاولة رياضة المشي أولاً. هناك أدوية فعالة أخرى تستعمل لتخفيض الشحوم يختارها الطبيب حسب الحالة مثل الراتينات ذات التبادل الشاردي وحمض النيكوتينيك والفيبرات. ختاماً لابد من تدارك جميع عوامل الخطورة والمسببة لتصلب الشرايين وعطب العضلة القلبية على رأسها الكوليسترول السيئ المرتفع والكوليسترول الجيد المنخفض وارتفاع التوتر الشرياني، التدخين، الجنس الذكري، الوراثة، الداء السكري والبدانة. الدكتور عبد الغني الدباس الاختصاصي بالغدد الصم والسكري
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
