وعبر المشاركون في بيان مشترك تم توزيعه أمس في مؤتمر صحفي لوفد الجبهة بدمشق وقوفهم الثابت والاكيد الى جانب الشعب السوري في مطالب حراكه المحقة وفي دفاعه عن وحدة سورية واستقرارها وسيادتها داعين جميع القوى المخلصة وصاحبة العلاقة لايقاف العنف والشروع في الحوار الجدي والحقيقي الذي يعتبر المخرج الامن والوحيد من الازمة لانجاز تغيير حقيقي يلبي طموحات الشعب السوري.
واعرب المشاركون في اللقاء عن قلقهم واستنكارهم للمواقف الرسمية التركية تجاه سورية والسياسة التركية المتعلقة بالدرع الصاروخي على اراضيها وبالحملة العسكرية ضد الاكراد في جنوب شرق تركيا مؤكدين الرغبة المشتركة في تعميق العلاقات الكفاحية بين شعوب المنطقة من أجل سيادتها ونيل حقوقها.
وقال الدكتور قدري جميل أمين عام اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ان الوفد زار اسطنبول في الفترة بين 21 و23 الشهر الجاري والتقى عددا كبيرا من الاحزاب اليسارية التركية تمثل 36 نائبا في البرلمان التركي لتوضيح مواقف المعارضة الوطنية مما تتعرض له سورية ورفضها التدخل الخارجي مؤكدا أن هناك معارضة وطنية في الداخل ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية وتؤمن بالحوار كمخرج وحيد للازمة.
وأشار الى أن هناك مطالب عامة محقة ومشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وتغيير الدستور والانتخابات وغيرها اضافة الى مطالب تتعلق بتحسين واقعه المعيشي وان اي اصلاح سياسي يجب ان يكون مضمونه السياسي الاقتصادي واضح المعالم .
ولفت جميل الى ضرورة صياغة نموذج اقتصادي نقيض للنموذج الذي حاول البعض تمريره خلال السنوات الخمس الماضية واحداث الانعطاف المطلوب في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والاستفادة من الدروس الماضية للخروج من الازمة التي تمر بها سورية .
واعتبر جميل أن ما يطلق من شعارات حول اسقاط النظام يعد غير عملي وغير واقعي وغير مفيد في الظروف الحالية واصفا ما يسمى المجالس الوطنية التي يعلن عنها في الخارج انها خلبية وافتراضية ولا يوجد اعتراف الا بالمعارضة الوطنية في الداخل مؤكدا ان العقوبات التي تفرض على سورية للضغط عليها انما تستهدف الشعب السوري بالدرجة الاولى وستؤدي الى نتائج سلبية على حياة المواطنين وقال كيف يمكن تصديق من يدعي الخير للشعب السوري وهو يقوم بفرض العقوبات عليه.
وبين جميل أن وفدا من الجبهة سيزور موسكو في الايام المقبلة في اطار حراكها لتوضيح موقفها الرافض للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية ولاسيما ان الموقف الروسي واضح في رفض التدخل الخارجي واعتماد الحوار كسبيل للخروج من الازمة في سورية.
وأوضح جميل ان أي حل للازمة يجب ان يكون نابعا من الداخل من خلال الحوار الذي يعتبر صراعا حضاريا وسلميا للافكار والاراء للوصول الى حلول جريئة لا يكون فيها غالب ولا مغلوب وخاصة في الظروف الحالية التي تتهدد فيها سورية بوحدتها الوطنية وأراضيها ودورها التاريخي.
من جهته بين الدكتور علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي احد اعضاء الوفد ان الزيارة الى تركيا غايتها توضيح موقف المعارضة السورية الوطنية في الداخل حول ما تتعرض له سورية ورفضها للتدخل الاجنبي بكافة أشكاله وايجاد السبل لمواجهة هذه المحاولات وتوفير حركة شعبية متمثلة بأحزاب وقوى تستطيع الوقوف في وجه هذا التدخل عبر مواقف عملية على الارض .
واعتبر حيدر ان الحركة الشعبية الوطنية السلمية الديمقراطية هي ضمانة التغيير والاصلاح وان ضمانة تحقيق اهدافها هو قطع الطريق امام التدخل في الداخل السوري وتغليب لغة الحوار للخروج من الازمة.
ورأى ان الحكومة التركية تشكل اليوم رأس حربة للمشروع الغربي الامريكي اليهودي للدخول الى سورية حيث تطوعت للتدخل على جميع الصعد في الداخل السوري وسبقت الجميع في تطبيق منع الطيران الذي يحمل معدات عسكرية الى سورية وقامت بتضليل شعبها ومن يلتقي مع شعبها عن قرب يدرك حجم هذا التضليل.
من جهته رأى الباحث الاستراتيجي ميخائيل عوض ان الوفد توصل الى عدة استنتاجات خلال لقاءاته في اسطنبول ابرزها ان السياسة التي تعتمدها الحكومة التركية عموما تجاه سورية لا تلقى تأييدا شعبيا واسعا بل هناك نسبة كبيرة من الشعب التركي بمختلف أطيافه وكتله يدين هذه السياسات ويعتبرها مشبوهة وتعتبر ان اردوغان ليس اكثر من وكيل للمشروع الامبريالي الهادف لتفتيت المنطقة وتجزئتها لاعادة هيكلة السيطرة الغربية.
واضاف ان هناك قطاعات واسعة من الشعب التركي وفعالياته الحيوية تعلن جهارا تضامنها مع سورية في وجه ما يستهدفها من مؤامرات تسعى الى تفتيتها ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية وتعتبر ان تشريع التدخل الخارجي في سورية سيكون له منعكسات كبيرة على تركيا وان سياسات اردوغان ووزير الخارجية انما تأخذ تركيا الى الانفجار والتشظي قبل ان ينجح بتحويل المنطقة الى المشروع الغربي.
واشار الى وجود اسباب اضافية للسياسة التي يمارسها اردوغان تكمن في محاولته للهروب من الازمات التركية الداخلية والسعي لتغطيتها ولاسيما احتمال انفجار ازمة اقتصادية .
واكد أن الجبهة الشعبية ترى ان مسؤولية حماية سورية وسيادتها واستقلاليتها ومنع أي شكل من أشكال التدخل الخارجي مسؤولية كل مواطن سوري ولا تقع على عاتق الجهات الرسمية فقط او تلك الجهة الرسمية المعارضة داعيا المواطنين والجماعات السياسية والهيئات والفعاليات التجارية والاقتصادية والنقابية وعلى كل المستويات للقيام بواجبهم لاجهاض محاولات التدخل الخارجي من جهة تركيا عبر التفاعل مع الشعب التركي الذي يجل ويحترم سورية ويعرف حقيقة ان ما تتعرض له المنطقة يستهدف تركيا في المحصلة.
وتضم الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية الحزب السوري القومي الاجتماعي واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وعددا من الشخصيات الوطنية.
كما تضم قوى اليسار التركي عدة أحزاب تركية مثل احزاب السلام والديمقراطية والشعب الكادح والاشتراكي والديمقراطي الاشتراكي ومنظمة الحرية الاجتماعية وحزب العمل وبيوت الشعب وحزب الاشتراكي للمضطهدين ومنظمة المستقبل الاشتراكي وحزب الحرية والتضامن حيث يمثل هذه الاحزاب في البرلمان التركي 36 نائبا.