والشيء المقلق أكثر كما يقول هؤلاء المسؤولون أن قوات الجيش والمارينز ستحتاج عدة سنوات حتى تتعافى مما يطلق عليه المسؤولون ( دوامة الموت) لأن العمليات القتالية الدائمة أدت إلى استهلاك ما نسبته 40 بالمئة من إجمالي معدات تلك القوات ويحذر كبار المسؤولين من أن هذا يمثل خطراً كبيراً على أميركا , لأنها تفتقر حالياً إلى وجود احتياطي استراتيجي كبير من القوات البرية المستعدة للاستجابة بسرعة وحسم للأزمات الخارجية المحتملة كحدوث انهيار في باكستان أو نشوب حرب مع إيران أو في شبه الجزيرة الكورية والقلق المباشر حالياً هو أن تتعرض الاحتياطات الحرجة من المعدات المخزونة في الخارج إلى المزيد من الاستنزاف بسبب الزيادة الأخيرة في أعداد القوات في العراق.
وفي هذا الشأن, قال رئيس أركان حرب الجيش الأميركي- بيترجيه- أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أخيراً :( المشكلة الكبرى هي أنه توجد لدينا استراتيجية دون أن تتوفر الإمكانات الكافية لتنفيذها) والأكثر من ذلك فقد وصف نائب رئيس أركان حرب الجيش مستوى جاهزية وحدات الجيش التي سيتم استدعاؤها في حال اندلاع حرب أخرى بأنه- دون المطلوب- بل ومستمر في التناقص ولاسيما بالنسبة للقوات التي سيأتي دورها للنشر في ساحة القتال.
أما رئيس هيئة الأركان المشتركة- بيتر بيس - فقد أجاب على سؤال من قبل لجنة مجلس النواب عما إذا كان يشعر بالارتياح تجاه مستوى الجاهزية في وحدات الجيش بالقول بصراحة بأنه- ليس مرتاحاً- وأشار-بيس- أيضاً إلى التحديات ومناطق الصراع الحالية والمحتملة بالنسبة للولايات المتحدة قائلاً :( ما عليكم إلا أن تقوموا بجولة حول الكرة الأرضية تستطيعون البدء من أي مكان( أفغانستان-ايران-العراق-سورية-لبنان-الصومال-السودان-فنزويلا-كولومبيا-الفلبين- ماليزيا-أندونيسيا-كوريا الشمالية).
ولم يفت-بيس- التنبيه في شهادته إلى أن الأمة تواجه أخطاراً متزايدة بسبب النواقص في القوات والمعدات والتدريب.
ومما يفاقم من المشاكل أيضاً أن الوحدات العسكرية الموجودة في الولايات المتحدة ذاتها تعاني من نقص في المعدات وأن الأغلبية العظمى من تلك الوحدات مصنفة على أنها ( غير مستعدة للقتال) وذلك بناء على المعايير الموضوعة للجاهزية القتالية سواء من ناحية المعدات أو التدريب أو الأفراد. كما أن الجيش سيحتاج إلى 75 مليار دولار خلال خمس سنوات لزيادة عدد الجنود الموجودين في الخدمة العاملة إلى 547 ألف جندي من 509 آلاف حالياً, وزيادة عدد أفراد قوات المارينز إلى 202 ألف جندي من 180 ألف جندي حالياً.