العائلة أحياناً أو العمل أو حياته الاجتماعية,ولا شك أن الصحة الجسدية وتعافيها تلعب دوراً كبيراً في مقدار التوتر والقلق الذي يصيب الانسان..
هنا تكون المبالغة في تقدير الأمور وتقييم الشدة التي تحل بالانسان أحياناً.. وهذه أمور يومية لا يمكن لأي شخص الابتعاد عن خصائصها وتأثيراتها النفسية والاجتماعية.
فيرتقي أحياناً هذا التوتر الى مرحلة يجعل فيها استبصار الشخص بالحلول التي تؤدي الى حل المشكلات ضعيفاً وغير قادر على التركيز على حجم المشكلة وأبعادها والتي يمكن أن تؤثر سلباً على أدائه فليس من المعقول أن نعاني عند ظهور كل مشكلة بنفس المعيار من خوف وقلق واضطراب في حياتنا اليومية..
ومدى تأثيرات هذا على مسؤولياتنا العائلية وانجازاتنا العملية وكأن هذه الشدة تسيطر على هذه المعوقات والمشكلات,فاكتساب القلق وهذا السلوك بحياتنا يمكن أن تظهر نتائجه السلبية.. حتى على المشكلات الصغيرة التي لا تستحق أن نفكر بها أو بحلولها أكثر من برهة صغيرة..
يصبح الانسان دائم التوتر وسهل الاستثارة لأتفه الأسباب يفقد معها توازنه النفسي.. وتكون علاقاته الداخلية أعني الأسرية منها والاجتماعية مضطربة يحارمن حوله بكيفية التعامل معه وهذا الانسان الذي اكتسب القلق كسلوك وممارسات حياتية يراجع نفسه ويتساءل ماذا ألم بي .. لماذا أنا متوتر دائماً.. ولماذا يحاول الناس الانفضاض من مجاراتي حديثاً وسلوكاًَ...
نعم الاستبصار في هذه الحالة كامل.. ولكن العتبة التحملية لاحتمال الشدات النفسية ضعيفة .. فيصبح ذا نفسية ضعيفة أحياناً ومسببة للمضايقات العائلية منها والمجتمعية.
فلا راحة له في مجال عمله أو دراسته أو حتى نفسه.
فيكتسب هذا القلق حتى على صحته ويكون متوتراً لأقل عارض صحي يلم به.. فإذا شعر بصداع على سبيل المثال وكأن هناك شيئاً في دماغه خطيراً..
ويمكن أن يذهب الى الأطباء ويطلب هو استقصاءات لا ضرورة لها.. ويكون اقتناعه تعكس بذلك صعباً..الى حد أن هذا الانسان يراكم شداته المرضية وتنعكس سلباً على حالته النفسية...
فالقلق سمة هذا الانسان وتكون معالجة هذا السلوك الاضطرابي اعادة بناء الثقة بالنفس.. وتقييم الشدات وعدم المبالغة بها.. ورفضه الانسياق وراء وساوس تشاؤمية ولكن هنا فن التخفيف عن النفس وتعتبر مهارة حياتية أساسية بجعل التفاؤل وطريقة التعامل مع أي مشكلة تلم به .أولاً..بالتركيز على هذه المشكلة ..حجمها وتأثيراتها علية وعلى الآخرين..
فإذا كان المقصود هنا القلق على الأولاد من ناحية الدراسة أو المرض فلا ضير هنا أن نعتبر أن هذه أمور يومية يمكن أن تحدث فأداء الانسان يختلف من وقت لآخر وتحصيل النتائج الجيدة لا يمكن أن نعتمده كمعيار دائم..
لابد من استهلاك الضائقة النفسية بشكل ايجابي كخطوة أولى وهي الوعي بالنفس ووقف الأفكار المزعجة بمجرد أن تبدأ التصورات بأن هناك بوادر لظهور حالات القلق المزعجة.
كما أن تمارين الاسترخاء يمكن تطبيقها في تلك اللحظة التي يدرك فيها بداية الشعور بالقلق وممارستها يومياً .
وإذا سمح للقلق أن يتكرر مراراً دون مقاومة,فإنه يكتسب قوة في الاقناع.. وهنا لا بد من مقاومته بالمحاكمة العقلية بالتفكير الصحيح والمنطقي والواعي.. وعندها ستبعد الفكرة المسببة للقلق وعدم أخذها كحقيقة ثابتة ... وهنا نحتاج مساعدة الآخر.
فإذا كانت الهموم المزمنة تسمم الحياة.. وتتخذ أشكالاً عدة يترتب عليها عدد من الانفعالات الحادة.. فإن العاطفة الايجابية من جهة أخرى تساعد على الشفاء.. ولابد من اضفاء حالة ايجابية محببة لنا.. لتجعل ايضاءاتنا على الأمور مقبولة بمعاييرها ولنكن حريصين على عدم اهتزاز أمورنا النفسية والصحية.
حيث إن أثر القلق السلبي مدمر يعطل طاقة الانسان والحفاظ على مستوى طبيعي للقلق الايجابي عندما أرى البدائل من نشاطات مختلفة ونظام غذائي سليم مع ممارسة الرياضة والموسيقا .. إنها ايجابيات تؤدي الى تخفيض درجة القلق..
أما الجانب الهام وهو أثر الروحانيات.. وهو غذاء الروح بالاطمئنان والعيش بتوازن نفسي..
وهكذا يمكن القول:
إن القلق هو آلية طبيعية وصمام أمان يساعد الانسان من خلال وظيفته الايجابية لأنه يدفع للنشاط وتحسين ظروفه وحماية نفسه..
ولكنه يمكن أن يتحول الى اضطراب أو مرض عندما يكون شديداً أو مزمناً عندها يكون مرضاً يستدعي السيطرة عليه ويحتاج للعلاج.
المرصد الوطني لرعاية الشباب