حيث جاء الرد برفع تقرير عما يلزم الشركة لتحقيق التنافسية مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية فتح باب المنافسة في السوق, فعلى مايبدو أنه لم يتم الاهتمام بمذكرة الكابلات وما طلبته الشركة بوضوح لتحقيق التنافسية. وإلا لماذا تم الطلب بإعادة رفع تقرير لاحتياجات الشركة!
ونتساءل هل يمكن أن تبنى صناعة دون اهتمام الجهات المسؤولة ودون إعطاء الاذان المصغية للمؤسسات والشركات التي تعاني من قيود أدت إلى خسائر بعضها?!
ولماذا دائماً يطلب من القطاع الصناعي أن يكون تاجراً في معاملاته? فكيف سيتحقق هذا الأمر الذي منحه إياه القانون رقم (2) وهناك الكثير من الجهات الوصائية التي تتدخل في عمله?! وكيف سيتمكن من المنافسة مع الخاص فإذا كان يريد على سبيل المثال القيام بشراء مستلزمات إنتاجه يحتاج إلى العديد من الإجراءات كالإعلان عن المناقصة مرة ومرتين وفي حال الفشل يتم عقد بالتراضي والالتزام بدفاتر الشروط وفتح الاعتماد وغيرها من الإجراءات التي يمكن للقطاع الخاص الشراء مباشرة دون المرور بكل هذه المعضلات ودون فوات الأوان وتبدل المعطيات والظروف كارتفاع سعر شراء هذه المواد.
ويكفي أن نقول إن القطاع العام الصناعي بشركاته ومؤسساته يدفع الضريبة كاملة فشركة الكابلات حوّلت عام 2006 ملياراً وسبعمئة مليون ليرة إلى خزينة الدولة والتبغ كذلك الأمر حولت 14 مليار ليرة.
في الوقت الذي يتهرب فيه الكثيرون من القطاع الخاص من الضريبة وإن استوفتها الدولة تكون غالباً بنسب غير حقيقية كما أن هناك العديد من التوجيهات التي تحكم آلية عمل هذا القطاع وتكون غير متطابقة, فقد تكون توجهات الوزارة أوالمؤسسة مختلفة عن توجهات الجهات الوصائية وطبعاً كل حسب ظروفه. ناهيك عن بعض الشركات في المؤسسات الصناعية وخاصة الهندسية تحول من أرباحها لبعض الشركات الخاسرة لدفع أجور عمالها كما فعلت شركة سيرونكس عندما حولت 50 مليون ليرة لشركة بردى, أولتمويل نشاطها ناهيك عن قيام كافة المؤسسات والشركات بتمويل خططها الإنتاجية والاستثمارية تمويلاً ذاتياً ولا تأخذ شيئاً من خزينة الدولة وأن لزم الأمر فسيكون على شكل قروض ستعود إلى الخزينة.. كما أن هذه المؤسسات تلعب دوراً ليس فقط اقتصادياً وإنما اجتماعي فهناك الآلاف من الأسر التي تعيش من موارد القطاع العام الصناعي فهل نجهز على ماتبقى?!
فما نود إيصاله للجهات المعنية التي أعلنت في أكثر من مناسبة ضرورة المحافظة على القطاع الصناعي ودعمه وإصلاحه.
إن الدعم والإبقاء على صناعة القطاع العام لايتحققان بالشعارات وإنما من خلال قوانين واجراءات إدارية تعطيه كل المرونة والحرية الكاملة في إدارة عمله ولانقول الغياب الكامل للمحاسبة وإنما تكون على النتائج.
فضمن المعطيات الحالية التي تحكم آلية عمل المؤسسات الصناعية لن تستطيع تحقيق التنافسية مع القطاع الخاص.