وخاصة المناضلة منها من أجل الحرية والكرامة في وجه قوى الشر والاستكبار صاحبة المشاريع الاستعمارية أن يتعاطف الآخرون مع قضايانا ، ويؤيدوا مواقفنا ، ويدافعوا عن حقنا المشروع ، أمر يستحق التقدير والاحترام ، وهو في الوقت نفسه شهادة دولية لعدالة هذه القضايا وحكمة هذه المواقف ووضوح ذلك الحق .
في البداية ظن بعضهم ، وبينهم عرب للأسف الشديد ، أنه من الممكن تحييد سورية عن قضاياها العربية عبر الضغوط الاقتصادية والعقوبات والتهديد بالقوة الأميركية، واطلاق الاتهامات وما إلى ذلك من وسائل ، فكانت النتائج على عكس ما يشتهون تماماً ، إذ تمسكت سورية بمبادئها وبدورها ، وقاومت بصلابة مشهودة ، وكان لها ما تريد.
وبالمناسبة ، فإن المتابعين الموضوعيين أدركوا منذ البداية أن الغلبة ستكون لسورية ، لأنها تستند في مواقفها وسياساتها إلى عوامل وطنية وقومية لا يمكن طمسها ، ولأنها لا تساوم ولا تفرط وتقول كلمتها على الملأ .
إنها حقائق واضحة وضوح الشمس ، وهي أن سورية رسالتها السلام ، وتتطلع إلى حوار بناء وعلاقات مفيدة مع الشعوب ، كما تتطلع إلى عالم تسوده العدالة والحرية وحقوق الانسان ومنطق العدالة والقانون ، بدلاً من سياسة التسلط والهيمنة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية مبتعدة بذلك حتى عن مبادىء الدستور الأميركي نفسه ، وكان مكسبها الوحيد عداء الشعوب لها وتفاقم أزمات المجتمع الأميركي.
الشيء الأكيد أن كل المحاولات الأميركية - الاسرائيلية لتشويه صورة سورية أمام المجتمع الدولي ، لم تنجح في قلب الحقائق وتشويه المفاهيم ورسالة الحوار والتلاقي التي تحملها سورية لكل الشعوب ، واستطاعت سورية عبر هذه الرسالة أن تبني وتطور تعاوناً وطيداً مع كل الدول التي تلتقي معها على مبادىء العدالة والقانون والشرعية الدولية وعدم التفريط بالحقوق المشروعة ، وثبت للرأي العام الدولي أن من يفتح أبواب الصراعات فهو الخاسر في النهاية ، لأن العالم يتطلع إلى السلام والتعاون الذي فيه الفائدة للجميع .