لا يعرفون أنني لا أفعل شيئاً سوى أنني أقرأك
أنت كتاب مفتوح على لغة لا تعداد لكلماتها على لغة تخلق نفسها بنفسها.
الغرابة في الأمر أنك تظنين أن كل هذه الأناشيد مكتوبة لك، بينما هي في الحقيقة مكتوبة منك من عينيك الساحرتين، من حركة شفتيك المذهلتين، من هذا الوجه الصبوح الذي يسكب نوره على العالم.
من قدك الناحل المشدود كحزمة من خيزران، من سمارك الدافئ الذي تستمد الشمس منه حرارتها.
لست أكتب إلا أنت
أنت الكلمة المنبعثة من نعيم شفتيك لا أفعل أكثر من أن أستنبط الشعر من كلماتك كلما عجزت عن الكتابة أجيء إلى حلو الكلام يخرج عفوياً من فمك... كل هذا القاموس هو لغتك ياملهمتي
أنت علامة البداية والانتهاء.
على أغصان شجرتك العالية، يزدهر الثمر الطيب بين يديك تنمو الأحاسيس البريئة.
تميل مصابيح الشوارع حيث تمرين، فتتوتر بأنوارها كما يتوتر الجيل في الزلازل.
منك، أكلم الناس والخشب والحجر.
من لغتك ينهض الحرير في قصائده ويفوح المسك في الأرجاء.
عندما أقف أمامك وجهاً لوجه أحتار من أين أبتدىء، وبطول همتي وخوفي، فتضحكين، تضحكين على فم من مسك وزغفران.
في ضحكتك يفتتح الفجر نوره الأول وتنتهض الصورة من إطارها.
في ضحكتك تتفجر اللغة، فإذا الكلام يتدفق كما النهر في مجراه.
إنك تحركين في بحر العواطف والأحاسيس، بل يتحرك كل ما حولك وما يحيط بك من العصافير والطيور.
بك تعود المراكب إلى مراسيها، والعمال إلى بيوتهم.
بك تطيب الأحلام وتمتد جسور المحبة بين الناس.
إنك ياسيدتي الملجأ والنعيم.
تحت سقف جمالك يصطف آلاف البشر من نساء ورجال ينحنون كما تنحني الجماهير أمام الملوك
أنت الأبهى
أنت الباهرة الحضور
أنت إناء الورد والورد في الإناء
أنت المحبة والثمرة والأعجوبة، خفيفة الظل ناعمة الكلمات.
مازلت نبيذ الكروم وكرز الجبال العالية.
يدهمني اليأس فأستوحي منك الأمل.
يحاصرني الخوف فأستعيد بك هدوء النفس.
يا ملكة العناقيد والبساتين والغابات
ما أغناك
كل كنوز الأرض وذهب الأثرياء أنت الأغنى وسوف أحبك دون هدف، أحبك من أجل أن أحبك ، دون توقف.
أجمل الأشياء التي نحلم الحصول عليها ولا نقدر
أجمل القبل التي لم ننلها بعد
ولأظل بعيداً عنك كي أمتلئ بالشوق كأمواج البحر
ليظل حبي لك مستحيلاً.. فأجمل الحب الحب المستحيل.