ومع اننا كنا نأمل مع الكثيرين ان تكون نتائج المفاضلة للعام الحالي مختلفة ومتميزة قلبا وقالبا عن السنوات الماضية فيما يخص موضوع سياسة القبول الجامعي والتي طالما طرحت واشبعت نقاشا في اجتماعات ومؤتمرات عدة أكدت جميعها ضرورة وجود آلية جديدة للاستيعاب الجامعي في ضوء الزيادات الملحوظة سنويا في اعداد الناجحين في الثانوية العامة بفروعها المختلفة والتوسع في اعداد الفروع والاختصاصات الجامعية الا ان ما كنا نأمله لم نجده.
فالملاحظ ان نتائج هذه المفاضلة احبطت امال الكثير من الطلاب في تحقيق رغباتهم الاولى للولوج للمرحلة الجامعية حتى منهم من كانت علاماته عالية ولم يشفع له تحقيق طموحه الدراسي في ظل مواجهة شروط معينة وضعتها الوزارة للقبول بدت وكأنها تعجيزية في حين بدت للآخر ممن علاماته اقل وكأنها ضربة حظ بامتياز، هذا عدا عن ما حدث من ارباكات وتأخير وخلل واضح وجدت الوزارة نفسها في مواجهة صعبة لذلك دون سابق تخطيط واخذ بالحسبان ما قد ينعكس عليها من اخطاء فبدا الكثير من الطلاب في متاهة الاستفسارات والتساؤلات التي ليس لها نهاية والاجابات عليها لا توضح فيها الغاية.
والمؤكد للجميع مدى اهمية القبول الجامعي والذي يشكل تحد كبير للتعليم العالي ومن ابرز الصعوبات التي تواجهها سنويا لتحقيق نسبة استيعاب جامعي اكبر للطلاب في الفروع الجامعية والمعاهد المختلفة ، وبالرغم من الدراسات الكثيرة والخطط التي توضع لقبول مطلوب حسب ما يصدر عن الوزارة في معلومات، الا انها تجد نفسها في شبه عجز عن تحقيق الهدف بنسبة عالية.
وان كان التعليم الموازي والجامعات الخاصة والتعليم المفتوح نوافذ اخرى ومهمة احدثتها التعليم العالي للوصول لنسب استيعاب اخرى للطلاب في المرحلة الجامعية ومن اختصاصات عدة ممن قدرتهم المادية تسمح لهم بذلك ، فهذا لا يعني ابدا ان نترك طلابا اخرين محرومين من الحلم الجامعي ونؤكد معهم على ضرورة ان لا يكونوا خارج دائرة المفاضلة..!