وأضاف الخوري في حديث للتلفزيون السوري الليلة الماضية ان من ينفذون هذه الاغتيالات ليسوا الا أدوات رخيصة ومسخرة للقيام بهذه الجرائم مستذكرا اغتيال العديد من الشخصيات والعلماء في العراق بعد احتلاله ومستشهدا باحصائية صادرة عن منظمة دولية في استوكهولم تقول ان أكثر من380 عالما وأستاذا جامعيا وخبراء في علوم الذرة والعلوم الطبيعية تم قتلهم في العراق.
واكد الخوري أن غاية مثل هذه الاغتيالات قتل العقل العربي الذي يريد النهوض بالمجتمعات العربية وتقدمها الى الامام داعيا الي مقاضاة مرتكبي هذه الجرائم والمتورطين والمخططين لها وتقديم أهالي الضحايا شكاوى محلية وعالمية لمحاسبة هؤلاء المجرمين أمام القضاء.
وقال الخوري ان من يدعم اسرائيل بكل الوسائل هم من يقف وراء هذا المخطط الذي يستهدف العقول والعلماء العرب والسوريين ويستخدمون وسائل رخيصة مجندين مجموعات مسيسة بشكل متعصب تريد الاقصاء وزرع البلبلة في الاوساط الشعبية داخل سورية ظنا منهم أن باستطاعتهم تأخير مسيرة التطوير وتأخير المسيرة العلمية فيها.
وأضاف الخوري على الجميع أن يدركوا أنه توجد مؤامرة على سورية وقد رأيت هذا الامر بعيني في مجلس حقوق الانسان وفي الاوساط الدولية والامم المتحدة وهذه المؤامرة تتجلى عندما يقومون بتزوير الحقائق ويصورون للناس ان الجيش والامن يقتلان متظاهرين عراة الصدور ولا يذكرون ان هناك من يدخل بين المتظاهرين ويقوم باحراق المباني العامة والخاصة وقتل الجيش والشرطة والتمثيل باجسادهم كما حصل في درعا وجسر الشغور وغيرها من المناطق.
ولفت الخوري ان من يحيك المؤامرات ضد سورية يحاول اخفاء الحقيقة عن الرأي العام ومع الاسف بعض الفضائيات العربية التي تمولها جهات خليجية تضخ وتضلل الرأي العام العربي والعالمي كما ضللوا في العراق مؤكدا أن وعي الشعب السوري ووحدة جيشه تصدي للمؤامرة وأفشلها ومادام الشعب وقيادته وجيشه متحدين فالمؤامرة ستفشل حتما فهذه حرب اعلامية ودبلوماسية واقتصادية مفروضة على سورية.
وقال الخوري ان ما نسمعه على الفضائيات من حقوقيين وناشطين ليس له وجود مثل شهود العيان غير المعروفين مؤكدا أن وسائل الاعلام التي تعتمد على هؤلاء الاشخاص كقناة الجزيرة سقطت أخلاقيا واعلاميا وماتزال مستمرة بالتضليل وعدم اظهار الحقيقة بكل جوانبها معتبرا أن ما تسمى المنظمات الحقوقية عبارة عن أدوات مستعملة بأجندات مرسومة لضرب الاستقرار الوطني والوحدة الوطنية في سورية.
من جهته قال عفيف دلا محلل سياسي ان اغتيال العقول هو اغتيال جسدي مباشر وتصفية لاعلام سوريين من خلال محاولة تغييب العقل العربي عن كل ما هو منتج ويشكل قيمة مضافة في الحياة الانسانية بمختلف مجالاته وتشعباتها كما ان السياسات الصهيونية والامريكية بما صدرته للعالم العربي وعبر عمليات الغزو الثقافي التي نتعرض لها ونحن في بيوتنا تصب في اطار تغييب العقل العربي.
واوضح دلا أن سورية تعرضت خلال الفترة الماضية لثلاث مراحل من المؤامرة بدات بمحاولة التجييش الشعبي وايجاد فجوة بين الدولة ومن خرج بحالة حراك شعبي من خلال تصفية بعض المتظاهرين وايهام الناس بان الجيش والامن هما من قام بذلك لخلق فجوة بينهم وعندما كشف أمر المجموعات المسلحة والدور المشبوه انتقلوا الى الحرب العلنية وأصبحت المجموعات المسلحة تواجه عسكريا على الارض واليوم بعد انحسار وتصدي الجيش السوري لهذه المجموعات المسلحة وتطهير الارض السورية من جرائمهم انتقلوا الى مرحلة أكثر تركيزا تمثلت باستهداف العقول.
وقال دلا: يراد من استهداف العقول استهداف كل حالة انتاجية على المستويين العقلي والعملي وهذا المشروع وصل الى نهايته وهو دليل افلاس على أن المؤامرة والمخطط ضد سورية فشل ولم يبق لديهم أي شيء اعلاميا ليسوقوه كما انهم لم ينجحوا بتحريض الشعب السوري رغم استخدام المتآمرين كل وسائل التحريض المتاحة لديهم فزيارة السفيرين الامريكي والفرنسي الى حماة لم تكن فقط لتحريض الناس بل لايهام المجتمع السوري وعندما لم ينجحوا بذلك رأينا السفير الامريكي يجوب شوارع دمشق محاولا التحريض فقوبل بما يستحقه من الناس.
وأضاف دلا ان توقيت اغتيال العلماء في سورية جاء تزامنا مع المشروع الذي يستهدف تغيير ملامح المنطقة بالكامل واعادة رسمها بما يخدم مصالح اسرائيل وهناك أسلوب في الشكل وطريقة التنفيذ ونوعية المستهدف في المنطقة يدل على أن المصدر واحد وقد تكون هناك أدوات متنوعة يتم تحريكها للقيام بعمليات الاغتيال على الارض لكن المصدر الموجه واحد.
وأكد دلا ان هذه الجرائم دليل افلاس وفشل للمؤامرة حيث انتقل من يحيك الدسائس لاستهداف البنية التحتية في سورية كخطوط النفط واغتيال الشخصيات بهدف ايلام الناس والدولة قدر الامكان وهذا شيء من الارهاب النفسي.
بدوره قال الدكتور شريف أبوجابر الكاتب والباحث الاردني في مداخلة له ان استهداف المبدعين والمفكرين في العالم العربي قصة مستمرة عبر التاريخ وسورية مستهدفة لانها تمثل الان الممانعة والخط القومي والوقوف في وجه الصهيونية والمشروع الامريكي في المنطقة والاغتيالات التي شهدناها في سورية خلال الايام الاخيرة تهدف لخلق فتنة طائفية وضرب الوحدة الوطنية وخاصة في ظل وجود قنوات عربية تسهم في المؤامرة ضد سورية كما تهدف لقتل العلماء العرب في أي مكان يكونون فيه.
وقال أبوجابر ان من يقول ان العرب يضعون كل شيء على شماعة المؤامرة مخطىء لاننا نعيش حقيقة تحت هذه المؤامرة منذ وعد بلفور الى القضاء على القضية الفلسطينية وضرب الامة العربية ووحدتها والذي لا يرى هذه المؤامرة لا يرى شيئا.