تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موسكو.. درع بحرية في المواجهة

قاعدة الحدث
السبت 1-10-2011
إعداد: دينا الحمد

لم تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام زحف منظومة الدرع الصاروخية الأميركية تجاهها وحولها فوضعت الخطط العسكرية واتخذت الإجراءات السياسية لمواجهة الخطر الداهم، وآخر ما أعلنت عنه القيادة الروسية في هذا الاتجاه هو إنشاء درع صاروخية بحرية.

فقد أعلن فلاديمير كوزين نائب مدير إدارة الإعلام بوزارة الخارجية الروسية في مؤتمر عن طريق الفيديو تحت عنوان «المنظومة الأورو أطلسية» وبتاريخ 22 الشهر الجاري عن نية بلاده إنشاء درع صاروخية بحرية في مواجهة الدرع الأميركية وقال كوزين «نخطط لإنشاء منظومة بحرية للدرع الصاروخية تعتبر منظومة فعالة تتماشى كما نعتقد مع القانون الدولي».‏‏

ويأتي الإعلان الروسي بعدما أعلنت الولايات المتحدة نيتها نشر سفن تحمل مثل هذه المنظومات الصاروخية في البحار الشمالية المطلة على روسيا وبعد أن نشرت منظومة بحرية من نوع Aegis تضم صواريخ مضادة بوسعها تدمير الصواريخ البالستية المتوسطة والقصيرة المدى، والقادرة مستقبلاً على تدمير جميع أنواع الصواريخ البالستية.‏‏

وكان وزير الدفاع الروسي قد أعلن في وقت سابق لإعلان الدرع البحرية أن بلاده ستتخذ جميع التدابير لتمكين صواريخها من اجتياز الدرع الأوروبي وأنها ستقدم على هذه الخطوة في حال فشل المباحثات المتعلقة بإنشاء نظام دفاعي موحد يحمي القارة الأوروبية بما فيها روسيا.‏‏

كما أن موسكو أكدت غير مرة أنه في حال وصول محادثات الدرع إلى طريق مسدود فإنها ستضطر لاتخاذ قرارات بشأن نشر أسلحة هجومية جديدة على أراضيها كخطوة لضمان أمنها الوطني.‏‏

وخلال السنوات القليلة الماضية زودت روسيا قواتها بأسلحة جديدة مضادة للصواريخ لمواجهة الخطط الأميركية، واتخذت مجموعة من الخطوات لتطوير قوات الصواريخ الاستراتيجية بعد الأخذ بعين الاعتبار تغير الوضع العسكري والسياسي في العالم وخطط الولايات المتحدة الرامية إلى نشر درع صاروخية في أوروبا الشرقية.‏‏

وتم إنتاج أنواع جديدة من أنظمة الصواريخ متنقلة وقادرة على مواجهة الدرع الأميركية وقد دخلت أنظمة جديدة من صواريخ (آر أس 24) القادرة على حمل الرؤوس النووية في هذه المنظومة منذ عام 2009 ما عزز الردع النووي الروسي وقدرته على اختراق الدرع الدفاعية.‏‏

ويشير المراقبون إلى أن هناك قلقاً غربياً من الإجراءات الروسية ضد الدرع الأميركية، وقد حاول الأوروبيون غير مرة تهدئة مخاوف الكرملين وتقديم ضمانات بأن الدرع الغربية لا تستهدف أمن روسيا وأن موسكو شريك مهم لأوروبا، لكن القيادة الروسية أكدت مراراً أن نشر صواريخ اعتراضية ورادارات للانذار المبكر في بولندا وتشيكيا لحماية الناتو من هجمات محتملة من الشرق الأوسط أمر غير مقبول بكل المقاييس ويزعزع الاستقرار بشكل خطير في المنطقة برمتها.‏‏

وعمل الأوروبيون بشكل مكثف لإقناع روسيا بأن الناتو لا يمكن أن يهدد المنظومة الدفاعية الروسية لكن موسكو أكدت أن وقف نشر الدرع الصاروخية هو السبيل الوحيد لوقف سباق التسلح في المنطقة.‏‏

ومن ناحية أخرى كشف الجنرال اندريه ترتيك نائب رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان الروسية أن الدرع الأميركية بعد إنجاز نشر عناصرها عام 2015 ستكون قادرة على إسقاط الصواريخ الروسية البالستية العابرة للقارات مشيراً إلى أن هذه النتائج التي تعني إصابة الترسانة الاستراتيجية الروسية بالشلل الكامل توصل إليها مركز الأبحاث التابع لوزارة الدفاع الروسية بعد أن قام بدراسة تفصيلية لعناصر الدرع الأميركية وقدراتها الاستراتيجية ومواقع نشرها في أوروبا الشرقية.‏‏

كما اعتبر رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال ماركوف أن تصريحات المسؤولين الأميركيين حول عدم استهداف روسيا غير صحيحة وتسعى لإخفاء أهداف واشنطن والناتو محذراً من سباق تسلح جديد في العالم مشيراً إلى تصريحات الرئيس ميدفيديف بأن بلاده ستواصل نشر قدراتها الاستراتيجية العسكرية الضاربة في محيط روسيا إن استمرت الأمور على ما هي عليه.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية