الأسلحة الأميركية في المنطقة.. استئجار لحروب قادمة
شؤون سياسية السبت 1-10-2011 نبيل نوفل لم تكتف الولايات المتحدة الأميركية بتصنيع الأسلحة الفتاكة التي تهدد البشرية بالفناء بل عملت على انتشار سباق التسلح وتشجيع تجارة الأسلحة في إطار عسكرة العالم،
وجعله قاعدة عسكرية للامبريالية الأميركية حيث بدأت عمليات بيع الأسلحة لبعض الدول بحجة الدفاع عن أمنها المهدد، ولكنها تشترط عدم استعماله إلا بإشرافها بعد أن تدفع هذه الدول مليارات الدولارات للخزينة الأميركية ، مترافقة مع مناورات عسكرية مع بعض هذه الدول.
فخلال بضعة الشهور الأخيرة ، شهدت مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط ، بحر العرب، والخليج العربي، سلسلة مناورات علنية وسرية عسكرية والتي سبقتها خلال السنوات القريبة الماضية مناورات عسكرية بين القوى الحليفة للكيان الصهيوني وهذا الكيان مع راعية الإمبريالية العالمية حيث تم من خلالها نشر «قوة الواجب: duty force» الأميركية - الإسرائيلية - الأوروبية وهي القوة الضاربة بصواريخ بعيدة المدى( والتي تحمل اسم القبة الفولاذية)، غايتها تأمين حماية استراتيجية ما لسماوات وأراضي العدو الصهيوني المستوطن في فلسطين المحتلة، ولحقوق بعض الدول العربية البترولية وأكدت قيادة القوات البحرية الإمبريالية متعددة الجنسيات مؤخراً وعبر محطة تلفزة سي إن إن (cnn) ، عن نشرها الواسع لنفوذ «قوة الواجب» إياها تحت غطاء تعزيز الدفاع عن البنية التحتية لمختلف قطاعات الاقتصاد والطاقة في الخليج العربي. وأضافت (cnn)تأكيدها لجاهزية 22 قطعة بحرية شمالية ، ونصب العديد من بطاريات باتريوت الصاروخية لحماية المنصات البترولية ، وذلك رغم الفشل الذريع الذي حاق بقوتها( الذي بلغ حدود70٪) على يد المقاومة اللبنانية العتيدة أثناء حرب تموز العظيمة عام 2006 . ومن على متن الفرقاطة البريطانية «مونماوث»، كشف مختص بريطاني في الشؤون الحربية عن تفاصيل التدريبات الجارية قائلاً :«إنها كانت فرصة لاختبار مجموعة من السيناريوهات التي قد تواجهنا في الخليج ، وقد سررنا لرؤية تطور قدرات الدول الأخرى«كما نقلت وكالة رويترز الإخبارية عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية، قولهم إن نشر السفن المحملة بأنظمة «أس أم -3» الاعتراضية، سيوفر المرونة اللازمة «لتحريك القدرات التكتيكية الأميركية كما يجب؟!» في حال أن السفن الحربية الإمبريالية ، المحملة بنظام صواريخ «ايجيس» والمهيأة هناك اليوم لتفجير صواريخ باليستية في الجو، وتستطيع تعقب أكثر من 100 هدف ولقد سعت وزارة الدفاع الأميركية إلى حث الإدارة الأميركية والكونغرس باتجاه تنشيط عمليات بيع الأسلحة الأميركية الغالية الثمن إلى حلفاء أميركا، وإجراء المناورات العسكرية بما يتيح توفير المزيد من الموارد المالية اللازمة لسد واحد، فهي من جهة تستفيد من هذه الأسلحة لتكون قواعد عسكرية متقدمة لها في هذه الدول ، والقضاء على طموحات هذه الدول لجهة تنويع مصادر التسلح من القوى العسكرية الكبرى الأخرى، بالإضافة إلى ردع طموحات القوى العسكرية الكبرى من مجرد السعي للدخول في السوق العسكري لهذه الدول، والهدف الأهم هو إخضاع المنطقة لجهة الانخراط في سباق التسلح، بما سوف يترتب عليه دفع البلدان الأخرى لجهة توجيه معظم قدراتهما الاقتصادية باتجاه تغطية نفقات التسلح بما سوف يؤدي بالضرورة إلى إلحاق المزيد من الأضرار بوتائر التنمية الاقتصادية في هذه البلدان وإتاحة الإمكانية للولايات المتحدة الأميركية لفرض تمركزها العسكري فيها، خاصة وأن تزايد العتاد العسكري الأميركي بهدف الكميات سوف يتيح لواشنطن الإشراف على جيوش هذه البلدان بما يتيح جعل هذه الجيوش تقوم بدور الحارس للمصالح الأميركية .. وزيادة عديد القوات الأميركية تحت شعار حماية جميع المنشآت البترولية والموانىء ومراكز تحلية المياه في المنطقة. ومن بين بعض أبرز التعليقات الإعلامية الجادة بهذا الخصوص تلك التي أوردتها صحيفة المستقلة البريطانية مثلاً وجاء فيها مامعناه: «هكذا يريد الرئيس الأميركي الدكتور باراك أوباما كبح الثرثرة السياسية الفارغة حول أمر الصراع في المنطقة العربية ». ومن منطلق الرئيس أوباما هذا، قامت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون «بحث» العديد من دول المنطقة (كما تؤكد صحيفة الغارديان البريطانية أيضاِ) وإلزامها بإنفاق « عشرات بلايين الجنيهات الإسترلينية» لتزويد جيوشها بالمزيد من الأسلحة الهجومية( كصواريخ أرض جو، وحيازة 80 طائرة f16و...الخ) وفي خضم هذا الاستعداد العدواني الكبير ( المصنف شمالياً تحت خانة الاستعداد لردع إيران مثلاً... الخ)، يجدر بنا أن لا نغفل عن ذلك الوجود الحربي الأميركي القائم في العراق المحتمل اليوم والذي يتسع مع الوقت بهيئة مدن أميركية استيطانية عسكرية / أمنية شاملة كمعسكرات: رينيغايد ، المنطقة الخضراء ، الرفاهية ، فالكون فيكتوري،...إلخ، مابين أعلى وأدنى بلاد الرافدين المغتصبة اليوم وأخيراً تم الكشف عن البدء في إعداد قواعد عسكرية في الجزيرة العربية لتكون قواعد لطيارات بدون طيار يستخدمها ضد أهداف معادية لأميركا، وبالطبع ضد بعض البلدان العربية، والرافضة للخضوع لسياستها الاستعمارية حيث شجعت العصابات الإجرامية وزودتها بالأسلحة من قبل الدول المجاورة لسورية والتابعة للامبريالية العالمية لتهريب الأسلحة لاستخدامها في تقويض النظام القومي والوطني المدافع عن قضايا الأمة العربية والرافض للخضوع للسياسة الصهيونية الإمبريالية وهذا مافعله مع دول عربية أخرى بالتنسيق مع بعض الدول الاستعمارية الأوروبية ، أمام هذا الواقع هل يبقى لدى كل ذي بصيرة شك بمدى التخاذل والهوان الذي يعيشه البعض ممن أصبح ألعوبة بيد الإدارات الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لإخضاع الشعوب وتحقيق أطماعها الإمبراطورية ، على أي حال فإن شعوب المنطقة قد اختارت طريق المقاومة والتحدي والذي أثبت جدواه ولن تستطيع كل أنواع الأسلحة أن تنال من عزيمة وإرادة قوة المقاومة لأنها تملك الحق الساطع والشعب الواسع .
|