تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الولايات المتحدة الأميركية ..توريط الجميع .. والرابح واحد

متابعات سياسية
الأحد 24-4-2016
حسن حسن

يبدو أن الصراخ التركي _ السعودي تعبير عن خيبة أمل ،ويأس،وقنوط من إمكانية تغيير واقع ميداني بدأ بقطع أنفاس أردوغان ونظيره السعودي حتى كادا يموتان غيظاً وخنقاً ، وهما يريان نتاج عمل خمس سنوات ونيف من التآمر والإجرام ،

ودعم الإرهاب يهوي أمام أعينهم خلال عدة أشهر من دون أن يستطيعا التدخل لتغيير الواقع كأصلاء في المشروع عوضاً عن الوكلاء الذين بدؤوا يفرون كالأرانب من أرض المعركة.‏‏

لقد وجد أردوغان ، وحليفه السعودي أن الأمور أعقد ،وأصعب مما يتصوران خاصة أن موسكو كانت حاسمة ،وطهران جازمة ،كما أن تطور الأمور كشف بوضوح حقيقة الأحلاف ،والمحاور في المنطقة وحقيقة الحرب على سورية منذ خمس سنوات والتي هي عدوان إرهابي كما وصفه الرئيس بوتين ذات مرة، وليس حرباً داخلية كما يحلو للبعض الحديث عنها لإخفاء حقيقة المشروع ،وتضليل الرأي العام ، وحتى أولئك الذين سموا أنفسهم معارضة سورية تبين لنا الآن أنهم مجرد عملاء ،وخونة،وارهابيين يشكرون عدو شعبهم التاريخي ، ويحاضر رئيس ما يسمى (هيئة التفاوض) أمام موشيه يعالون في ميونيخ عن الديمقراطية _ والحريات في سورية ويتناسى فلسطين ، والجولان .‏‏

وفي هذا الإطار يعترف معظم المحللين بأن التطورات الأخيرة التي ولدها الدور الروسي منذ نهاية أيلول الماضي حتى الآن على ساحة الحرب ضد الإرهاب في سورية والإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري على الأرض ألحقت هزيمة واضحة بالمطامح التركية والتوجهات المعادية لسورية والداعمة للمجموعات المسلحة ، فقررت حكومة أردوغان الانتقال إلى فصل تصعيدي تجاه سورية بدعم سعودي وغطاء أميركي تحاول إدارة أوباما إخفاء دورها فيه، رغم إصرار أردوغان على أن يعلن أوباما تأييده غير المشروط لكل ما يرغب في القيام به ضد سورية في تلك المنطقة .‏‏

صحيح أن واشنطن لم تشأ التورط العسكري المباشر ، ولكن الصحيح أيضاً أنها تركت لأذرعها الإقليمية كالسعودية وتركيا تحضير المسرح لتدخلها السياسي المباشر عندما يحين الوقت لذلك ، وها هو قد حان .‏‏

وجدت الولايات المتحدة الأميركية أنه لابد من وقف اندفاعة الجيش العربي السوري وحلفائه باتجاه الإمساك بمفاصل أساسية على الأرض تمكنهم من حسم المعركة استراتيجياً وإن بقيت بعض المناطق تحت سيطرة التنظيمات التكفيرية على اختلاف تسمياتها لفترة زمنية ما . من هنا ، جاء سعي واشنطن إلى تكريس وقف لإطلاق النار لإرسال المزيد من الإرهابيين وارسال المزيد من الأسلحة عبر الحدود التركية والحدود الأردنية إلى الجماعات المسلحة ، في محاولة لجعل الاتفاق مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس، وتدريب المسلحين والتعويض عن الخسائر البشرية التي منيت بها الجماعات المسلحة، والحصول على الوقت الكافي أولاً ، لتهريب المزيد من السلاح ، وثانياً ، لتهريب المزيد من الإرهابيين إلى داخل سورية ، و ثالثاً، لتدريب المزيد من المسلحين في دول الجوار للتعويض عن الخسائر البشرية التي منيت بها الجماعات في الأشهر الستة التي أعقبت الهجوم الواسع الذي شنه الجيش العربي السوري وحلفاؤه.‏‏

الواضح أن الولايات المتحدة ترغب بشدة في إعادة رسم خريطة المنطقة ، ولن تقبل بوجود أي دولة تمتلك القوة حتى لو كانت تلك الدولة حليفة لها،فبمراجعة بسيطة للعلاقات الأميركية الدولية نجد دائماً أن أميركا تبحث عن تابع لها وليس عن حليف ، ودائماً تدعم أميركا الحلفاء وتترك في جدار الدعم هذا نقاطاً هشة قابلة للتدمير في أي لحظة ، ما يعني أن الولايات المتحدة تريد توريط الجميع لتحقق بذلك مكاسبها الخاصة ، وعلى رأس تلك المكاسب ما يسمى (أمن إسرائيل).‏‏

فالتناقض واضح في التصريحات الدبلوماسية بين دول العدوان على سورية يشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تريد أخذ دور حمامة السلام ، وأن الحلفاء يريدون دور الصقور ،ولكن الأميركيين راضون عن هذا الدور بما أن الحلفاء سيدفعون ،وإذا ما حققوا أي نتيجة على الأرض فأميركا ستحصد بالتأكيد .‏‏

الخاسر الأكبر في هذه اللعبة هم حلفاء أميركا أولاً وأخيراً ، وكل هذا الصخب السعودي التركي لن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، ولن يوقف عجلة الزمن السورية الروسية ومحور المقاومة وسيتطهر التراب السوري قريباً وقريباً جداً من رجس الإرهاب وداعميهم ، لكننا لاننكر أن المساعي السعودية التركية الصهيونية تفلح في إيقاع المزيد من الضحايا والدمار في وطننا العربي ، وتضخ المليارات في خزائن شركات الأسلحة والاحتكارات الكبرى ، وتبعث الدفء في صقيع العدو الصهيوني ولو إلى حين أن تسطع شمس النصر .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية