تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السي آي إيه تســــتعد لتزويد الإرهابيين بأسلحة جديدة

متابعات سياسية
الأحد 24-4-2016
ترجمة وصال صالح

تعمل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مع الحلفاء الرئيسيين لواشنطن في الشرق الأوسط ، ومنها السعودية وتركيا وقطر على الإعداد لما يسمى «بالخطة ب» وتهدف هذه الخطة إلى زيادة تسليح «المتمردين» المدعومين من الغرب الذين يقاتلون الدولة السورية، ونقلاً عن مسؤولين أميركيين كبار

فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن «الخطة ب» تقضي بتزويد وحدات «المتمردين» بأنظمة أسلحة لمساعدتهم في توجيه الهجمات ضد مواقع الطائرات والمدفعية السورية.‏

من الواضح، يمكن استخدام نفس السلاح لإسقاط الطائرات الروسية التي أثبتت جدارتها و قدرتها على توفير الدعم الجوي للقوات السورية واستعادة الأارضي التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة وداعش في سورية والعراق وغيرها من الجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من الغرب، و»الخطة ب» هي عبارة عن خطة تُحاك من قبل البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية وتهدد بخطر حدوث مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا، أكبر قوتين نوويتين في العالم، ومن المفترض أن تدخل الخطة حيز التنفيذ حالما تُعلن واشنطن فشل «الخطة أ» وتتمثل هذه الخطة بالجهود الحالية لتأمين التعاون بين الأمم المتحدة وروسيا وإيران وعناصر من الدولة السورية لتحقيق تسوية تفاوضية ولتحقيق ما عجزت عن تحقيقه القوى الغربية على أرض المعركة على مدى خمس سنوات من تغيير الحكومة السورية، « إذا ما انهار وقف إطلاق النار وإذا لم تحرز المفاوضات تقدماً ، تكون جميع الرهانات قد خرجت» قال مسؤول في إدارة اوباما للجورنال.‏

يُذكر أن تسريب خطة وكالة الاستخبارات المركزية، كان بمثابة بالون اختبار متعمد للتصعيد العسكري الأميركي، لا سيما أن مسؤولين أميركيين يهددون ويتهمون الدولة السورية بعرقلة محادثات السلام في جنيف تزامناً مع العمليات العسكرية في مدينة حلب السورية.‏

تجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف الأعمال «العدائية» دخل حيز التنفيذ في أواخر شباط وهو يستثني كل من داعش وجبهة النصرة، وكلاهما يندرج تحت تعريف المنظمات الإرهابية من قبل واشنطن والأمم المتحدة، وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنثا باورقادت جوقة اتهامات الإدارة الأميركية بهذه القضية مشيرة إلى تقارير تخطيط الجيش السوري لهجوم في حلب وصرحت « بأن هذا بالطبع، سيكون مدمراً للشعب في حلب، ولهذه العملية المعقدة، حيث وقف الأعمال العدائية، وصول المساعدات الإنسانية والمفاوضات السياسية، كل هذه الأمور تتعلق ببعضها البعض».‏

باور وغبرها من مسؤولي الإدارة الأميركية يُشيرون بشكل أساسي إلى الدولة السورية بسب ملاحقتها لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سورية على أنها تعمل على مقربة وبالتعاون الوثيق مع الجماعات الإسلامية الأخرى التي تمولها وتسلحها الولايات المتحدة.‏

المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر قال متحدثاً للصحفيين أن المشكلة هي أن الجماعات المدعومة من واشنطن» ليست بعيدة عن بعضها البعض وهي لم تُحدد بوضوح» من جبهة النصرة في حلب وأماكن أخرى، الحقيقة هي أن هذه القوات تعمل بالتحالف مع فرع القاعدة في سورية وجنباً إلى جنب مع داعش وتُشكل القوات المسلحة الرئيسية التي تقاتل الدولة السورية وواشنطن عازمة على الحفاظ على هذه القوات كجيش بالوكالة في سعيها لتغيير الحكومة.‏

روسيا بدورها ردت على هذه المزاعم بإلقاء اللوم على تسارع وتيرة القتال من قبل الجماعات المسلحة التي تسعى لتطويق وحصار حلب وقد سهلت تركيا –حليف واشنطن في حلف الشمال الأطلسي- هذه العملية من خلال تدفق آلاف المقاتلين الأجانب وكميات كبيرة من الأسلحة عبر الحدود من تركيا.‏

الرسالة التي تم تسريبها عن التقرير بأن السي آي إيه يستعد ل»الخطة ب» واضحة، إذا كانت الجماعات الإسلامية قادرة بما فيه الكفاية على خرق وقف إطلاق النار وبالتالي فشل مفاوضات جنيف ، فإن المكافأة ستكون أسلحة جديدة وقوية من الولايات المتحدة وحلفائها، ووفقاً لتقرير الجورنال فإن البيت الأبيض لأوباما ما يزال يضع «قائمة من أنظمة أسلحة محددة كخطة بديلة».‏

وبحسب ما ورد فإن السعودية وتركيا ضغطتا من أجل توفير منظومات الدفاع الجوي المحمولة مثل Man pads وهي أنظمة دفاع جوية محمولة على الكتف وهذه الأسلحة مثل ستينغر الأميركي الصنع عبارة عن صواريخ تُطلق من على الكتف، وتُستخدم لإسقاط الطائرات الحربية وطائرات الهيكوبتر التي تُحلق على ارتفاع منخض، ويمكن بسهولة أن تستهدف طائرات الركاب المدنية بدلاً من الطائرات العسكرية، ونظراً لما يُسمى «بالتداخل» بين قوات القاعدة في سورية والجماعات الإسلامية الأخرى المدعومة من واشنطن وحلفائها «المعتدلين» فإن احتمال وقوع هذه الأسلحة في أيدي جبهة النصرة كما حدث في الماضي وارد، إن تزويد هذا النوع من الأسلحة للإسلاميين «المتمردين» يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيعمل على إطالة أمد الحرب وتكثيف حمام الدم الذي يُعاني منه الشعب السوري، إن سياسة الولايات المتحدة الإجرامية التي يجري وضعها تحت ستار «خطة ب» يُشكل تهديداً مباشراً لاحتمال حدوث الاشتباك الأكثر خطورة بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد تجلى ذلك عبراستعداد إدارة أوباما لخطر مثل هذه المواجهات بالفعل في تشرين الثاني الماضي، مع الإسقاط المتعمد للمقاتلة الروسية SU-24 من قبل تركيا بالقرب من الحدود السورية التركية.‏

الامبريالية الأميركية غير مستعدة لقبول التدخل العسكري الروسي في سورية، وتهدف الاستراتيجية الجيوسياسية والعسكرية الأميركية إلى منع روسيا من أن تمثل تحدياً لمساعي واشنطن في فرض الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وتحقيقاً لهذه الغاية فهي تستعد لتصعيد النزاع السوري الذي يمكن أن يشعل حرباً عالمية ثالثة بين القوى المسلحة نووياً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية