وخلصته من شوائب اراد لها الاخرون ان تبقى، واضاء على جوانب ايضا حاولوا طمسها لئلا يظهر التوهج الحضاري السوري.
وكانت سلسلة الدراسات هذه قد اثارت نقاشا واسعا بين اوساط المتابعين والمؤرخين، بعضهم هاجمها لانه تخالف ما يذهب اليه دون دليل، واخرون وجدوا فيها مادة غنية العلم والمعرفة وهي تصحيح وتحرير لتاريخ اهملناه لزمن طويل، والمهم في الامر اننا الان ونحن نعيش وسط معركة كبيرة على حضارتنا السورية ومحاولة تدميرها وطمسها، نجد ان الاستاذ الدكتور احمد داوود كان رائيا ومستشرفا، وما قدمه في هذا المضمار التاريخي هو الانقى والاجمل، ولايمكن لاحد بعد الان ان يقول: ان التاريخ الذي حاول الاخرون تقديمه انه هو الصحيح ولاغيره.
بالعودة الى الكتاب في جزئه الثالث: الانتشار الحضاري السوري في: ايطاليا - جنوب فرنسا - اسبانيا- روما - الامبراطورية الرومانية نتاج الراسمالية السورية، بالعودة الى هذا الكتاب الذي صدر عن دار السوسن بدمشق، بالتعاون مع دار الرأي, الكتاب يقع في 600صفحة من القطع الكبير ويتوزع على اربعة اقسام تقدم بالوثائق والتحليل ما قدمه السوريون للعالم، وكيف نشروا الحضارة والعلم والمعرفة في كل مكان، ولاسيما الغرب الذي يصب الان نار حقده على الحضارة السورية من خلال دعمهم للمجموعات الارهابية التي تفتك بكل شيء الذاكرة السورية والعالمية تحتاج هذا السفر من التاريخ لعلها تتذكر ان الجذر السوري النقي هو الذي اعطى العالم اسباب نهضته.