أفصل ثوب روحي من بهجة لقياك
ارتدي دهشتك أمزجها بألواني
ألوّن وجهي بلونك
أشعل القمر ارتدي أجنحة النور
على هذا النسق من المفردات الجميلة المعبّرة في مضمونها كتبت الشاعرة سميا صالح عملها الشعري الأول بعنوان (كوردة.. هكذا تماماً) ب 100 صفحة من القطع المتوسط.
المجموعة التي صدرت عن مطبعة الهلال تضمنت العديد من القصائد المتنوعة بين المنثور والموزون نذكر منها: ( كم لي أن أحبك - حلم واقع - عشق - غرور - ورد الفل أنا - أنت الحبيب - ذات جنون - فراق....الخ)
تناولت سميا قصائد تتحدث عن الحب والوطن والإنسانية... والملاحظ أنها سميا تسعى إلى بناء أسلوب متميز في تعابيرها اللطيفة، أسلوب يُمكنها من إقناع القارئ وجذبه ووضعه في أجواء القصيدة.
ففي أجواء الحب مثلاً ترى قصائدها متينة تشدك إلى النهاية, تعزف على اوتار القصيدة لتعطي لحناً من نوع آخر... فمثلاً تقول:
قال لي: سأعلمك العشق
قلت: ليكن
مادمت سأذوب بين يديك
وأتلو أناشيد الغرام في محراب العبادة
وارتشف خمرة الوجد والهيام من شفتيك
علمني طقوس العشق فأنت أستاذه
ولأنها مؤمنة أن الحب يواجه كل قبح على هذه الدنيا فكيف في زمن الخراب.. من هنا كتبت سميا عن الوطن الذي تعتبره فوق كل شيء بلغة مملوءة بالحب والأمل... لوطن يستحق كل شيء منّا... فها هي تتلو بقصيدة تحت عنوان (الوطن) لتقول فيها:
في وطني تنمو السنابل قبل أن تزرع
قبل ظهور الغيم يتهطل الغيث
بلا لون ولاطعم ولا عيون تدمع
في وطني بريد الجنة قد شاخ
من حزن المكاتيب يرسلها مع البراق
عصافير بلا زغب لقلوب بلا نبض
ملائكة الحب
وحول المجموعة قالت سميا عن صدور المجموعة:
هاهي نشوة الشعر...تستفيق في روحي
هو طفلي. في المهد
سيل من خمر اللهفة
يعبر ضفة قلبي
تقبل التهاني حتى آخر رشة عطر
وهذا يقودنا إلى القول إن المجموعة مبنية على الإحساس التلقائي، ممزوجة بموهبة لطيفة, الأمر الذي يسبغ على المجموعة المصداقية والجمال.
ammaralnameh@hotmial.com