لنمتلك القدرة على العطاء والنشاط والفاعلية والعمل المتواصل.
لذلك من حق الشاب والفتاة على نفسيهما ومن واجبهما قبلا، الاهتمام بصحتهما، كي يتمكنا من القيام بأداء مسؤولياتهما في الحياة بأفضل أسلوب، وأحسن إنتاج.
وإذا كان كلامنا ينطبق على الناس جميعا، إلا أن له خصوصية بين الشباب، ليس فقط لأنهم الشريحة المنتجة والعاملة والنشيطة والمبدعة ، ولأنهم أيضا المستهدفين أولا لتخريب المجتمعات، وفي أيامنا هذه مع انتشار العديد من الأمراض المزمنة كالسرطان والإيدز والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض القاتلة، لابد من توعية الشباب باستمرار عملا بمبدأ «درهم وقاية خير من قنطار علاج». لأن تلك الأمراض أكثر ما تصيب الشباب، وهذا يعني استنزاف القدرات والموارد البشرية التي نعتد عليها لبناء المجتمع والدولة، لذا علينا جميعا مربين وأهالي ومؤسسات مهتمة بالشباب أن ننمي الوعي الوقائي، ونبحث عن وسائل الوقاية التي تجنبهم من الإصابة بالأمراض بشتى أنواعها وأشكالها، فهذا هو المنهج العلمي الصحيح.
ونلاحظ انتشار الكثير من العادات الضارة بين المراهقين والشباب، كالسهر الطويل في صالات اللألعاب الالكترونية، وتدخين الأركيلة، مما يسبب كثيراً من العيوب الخلقية والجسمية، بل تصل هذه الممارسات الخاطئة إلى إدمان التدخين وأحيانا تعاطي المسكرات والمخدرات، واستعمال المهدئات، وكل ذلك ينعكس على صحتهم في ضعف اللياقة البدنية التي يحتاج إليها الشباب في ممارسة الأنواع المختلفة من الرياضة، وممارسة حياتهم الطبيعية وتحقيق النجاح في دراستهم وعملهم، من خلال افتقاد القدرة على الإنتاج والعمل، وعدم الرغبة في التحصيل الدراسي والعلمي، وعدم تحمل مسؤوليات الحياة العامة والخاصة، وضعف الانسجام الاجتماعي العام، وعدم إمكانية التفاعل مع تطورات العصر.. ولذلك كله يجب تثقيفهم بقواعد الصحة العامة.
صحيح أن المناهج الدراسية لا تفتقر إلى التوعية، وكذلك العديد من البرامج التلفزيونية، لكنها ليست لشكل مكثف ومتواتر، مع افتقار وجود الأندية الرياضية بأسعار مناسبة.
ورغم ذلك أن التوعية المستمرة تشجع الشباب على اعتماد عادات صحية في التغذية، ومتابعة رياضة مفيدة حتى لو كانت المشي في الحي الذي يقطنون به، وتشجعهم على متابعة المعلومات المفيدة حول صحتهم سواء في الكتب أو على شبكة الانترنت، أو في الندوات التي تقيمها المؤسسات المهتمة.
أيضا تشكيل ثقافة صحية ووعي صحي يدفعهم للابتعاد عن العادات السيئة في الأكل والشرب، فيتجنبون الأكل خارج البيت، ويتجنبون تدخين الأركيلة التي تسببت في الفترات السابقة بانتشار العديد من الأمراض كالتهاب الكبد، والتهاب الرئة.
إن الاهتمام بالصحة لا يقل أهمية عن الاهتمام بأي جانب آخر كالتعليم والعمل، وكما قلنا لا يستطيع العقل العمل إلا بجسم سليم ومعافى.