ورغم عدم هطول الامطار في الموسم الحالي الا ان المخزون المتوفر من الماء يسقي العاصمة وريفها بشكل جيد حتى الآن، دون أي اختناقات او ازمات، وهي ناحية ايجابية ومهمة الا ان ذلك يستغل بشكل سيئ من بعض المواطنين، حيث عادت ظاهرة غسيل السيارات عن طريق الخرطوم الى الظهور مرة اخرى وفي ذلك سوء تدبير او سوء امانة من قبلهم.
لم تكن ازمات المياه التي مرت بهينة وكلنا تحمل مع مؤسسة مياه دمشق وريفها لعلم الجميع ان المشكلة ناجمة عن حثالة المجتمعات الارهابية في محاولة للضغط على الشعب لتغيير مواقفه، ولعل تلك الازمات دروس استفاد منها من استفاد وشمت من شمت ولكنها تبقى تجربة يجب التكاتف لتجاوزها فيما لو حاولت الحثالات تكرارها.
ما يهم اليوم هو التوعية بمخاطر هدر المياه وهي ليست توعية من باب الوقاية لان الازمات وقعت سابقاً بل هي من باب الحيطة لان الامس ما زال ماثلاً، فما المانع من حملات اعلامية تحمل في مضامينها نماذج لكيفية التوفير مستقاة من الحياة اليومية لا سيما وأن الصيف دخل ويبدو انه ليس ودوداً معنا على مدى اشهر.
ادارة المخزون المائي ممتازة ولا يمكن لجهة عامة او خاصة مهما بلغت من الحنكة ان تبذل اكثر ما بذلت مؤسسة مياه دمشق، ولكن العبء الآن لا يقع على المؤسسة او الحكومة او الدولة بل العبء يقع على المواطن نفسه لأنه المتضرر الوحيد من هذه الأزمات كما كان حاله سابقاً في ازمات خدمية كثيرة، ولا ذنب يلقيه الآن على احد او لوم يوجهه الى احد لان المياه هبة السماء وليست الدولة مسؤولة عنها تمنحها او تمنعها.
لا بد لنا من احترام قطرة الماء مهما كانت ظروفنا ومهما كانت اوضاعنا لان بديل أي شيء موجود إلا الماء اللهم الا ان فكر من يهدرونها باستيراد المياه المحلاة كما فكروا يوماً باستيراد الخبز من بلاد تحلية المياه.. الجافة.