تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تشرين.. بداية هزيمة المشروع الصهيوني

شؤون سياسية
الخميس 6-10-2011
منير الموسى

يروج بعض العرب من المتطرفين والليبراليين من عملاء الإمبريالية والصهيونية أن حرب السادس من تشرين الأول 1973 لم تنتصر فيها مصر ولاسورية تنفيذاً للدعاية الصهيونية

التي تريد ليس سلب العرب أراضيهم فقط بل ثقافتهم وهويتهم وثرواتهم وانتصاراتهم، كما يخطئ من يعتقد أن الحديث عن تشرين أصبح مادة مستهلكة.‏

لأن هذه الحرب التي انتصر فيها قطبا القومية العربية آنذاك لاتزال ملأى بالخفايا والوثائق التي لم تنشر، ولعل الأسرار التي نشرت عن هذه الحرب حتى الآن تظهر عظمة المقاتل العربي وغرور الإسرائيليين الذين لطالما زعموا أنهم القوة التي لاتقهر، حيث كشفت هذه الحرب التباين الجوهري بين تطور الفكر السياسي والعسكري السوري والمصري وجمود الفكر السياسي والأمني الإسرائيلي، حيث خرج الإسرائيليون بدروس مؤلمة منها عدم الثقة الكاملة في كل ماتقدمه لهم المخابرات الإسرائيلية، حيث كانت دوائرهم الاستخبارية ترى أن العرب يفتقرون إلى أي فرصة للانتصار، ولن يجرؤوا على شن أي حرب على إسرائيل، وقد اعترف موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك خلال الأيام الأولى من الحرب «إنني أعلن بمنتهى الصراحة بأننا لانملك القوة الكافية لإعادة القوات العربية إلى خط ماقبل 6 تشرين» وقد أعطى أوامره لقادة الجيش بتحصين الدفاعات على خطوط 1967، ويتابع: يجب الاعتراف بأننا لسنا أقوى من العرب وإن حالة التفوق العسكري الإسرائيلي انتهت إلى الأبد، ونحن أمام أمرين، بناء خطوط دفاعية جديدة، وإعادة بناء قوتنا العسكرية على أسس جديدة.‏

وقد أدت الحرب إلى انهيار كبار الضباط الإسرائيليين خلالها واستقالتهم ولاسيما جونين قائد المنطقة الجنوبية، وقائد الأركان ديفيد اليعازر واستقالة رئيسة الوزراء غولدا مائير.‏

وقدمت وكالة رويترز عام 2003 تقريراً عن أن موشي دايان قد أبلغ حكومته في اليوم الثاني من الحرب أن المعارك قد تقضي تماماً على إسرائيل بعد أن دمر الجيشان السوري والمصري خطوط الدفاع الإسرائيلية في سيناء والجولان وهددت إسرائيل يومذاك الولايات المتحدة باستخدام أسلحتها النووية للضغط من أجل جر أميركا في الحرب واعتقدت واشنطن أن إسرائيل جادة في زعمها مادفع الرئيس الأميركي نيكسون إلى الاستماع إلى مشورة مستشار الأمن القومي هنري كيسجنر بإقامة جسر جوي لتزويد إسرائيل بالأسلحة باعتباره الطريق الوحيد لحث مصر على قبول وقف إطلاق النار وقد صدرت كتب عديدة فيما بعد الحرب وقد اعترفت بهزيمة إسرائيل، واعترفت غولدا مائير في كتابها «حياتي».عن أزمة إسرائيل خلال الحرب وعن هزيمتها وعن تمنع الجندي الإسرائيلي من ركوب الدبابة، وقد قال وليم كوانت عضو المجلس القومي الأمني الأميركي: إن الجسر الجوي خلال الحرب أعطى إسرائيل مقدرة على شن هجوم مضاد على الجبهتين.‏

وقد اعترفت لجنة التحقيق الإسرائيلية بحرب تشرين «أغرانات» بالهزيمة في تقريرها، وعرفت إسرائيل أن عليها أن تضع مبادرات سلام مع العرب ترعاها الولايات المتحدة وتضغط فيها عليهم واستخدام الخداع فيها كي لايستفيد العرب منها، بل لتجنيب إسرائيل أي حروب قادمة معهم وكي تستطيع أن تكمل مشروعها الصهيوني بالترغيب والترهيب الإمبريالي الصهيوني، حيث ظلت سورية الدولة الوحيدة التي فهمت الاستراتيجيات الإسرائيلية التي لم تكن فيها إسرائيل مستعدة البتة لتوقيع اتفاق سلام حقيقي يعيد الأراضي العربية والسورية المحتلة، ولم تكن سورية في يوم من الأيام من المطبعين لافي السر ولافي العلن مع إسرائيل.‏

وكان من أهم نتائج الحرب على صعيد سورية تحرير مدينة القنيطرة، وكبح جماح العدوانات الإسرائيلية، حيث كانت إسرائيل تعتقد أن أي حرب تخوضها إسرائيل ستنتصر فيها، ومن النتائج أيضاً انتقال الصهيونية إلى مرحلة جديدة من التحرك بتفريق الدول العربية ومنع استخدام النفط في المعركة عن طريق توقيف إمداداته للغرب، وتحريك حرب لبنانية أهلية لإشغال سورية بخاصرتها الرخوة ودفع السادات إلى توقيع اتفاقات سلام وهمية تستطيع إسرائيل من خلال تجديد الدور القومي المصري عن المعركة، وجر الفلسطينيين إلى اتفاقيات أوسلو التي ميعت القضية الفلسطينية، وقد أظهرت حرب تشرين كذبة الديمقراطية الإسرائيلية التي تروج لها إسرائيل حيث سقطت اقنعتها باستلام الجنرال اسحاق رابين رئاسة وزرائها.‏

والشيء بالشيء يذكر، إذ انتصرت المقاومة اللبنانية عام 2006 على مايسمى الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، ليثبت أن دحر المشروع الصهيوني ممكن من خلال حشد الطاقات العربية والعودة إلى الوعي وعدم الاستسلام للمشاريع الصهيونية التي تنوي بث الفوضى في العالم العربي وتفتيت الدول العربية لتظهر إسرائيل دولة يهودية بين الدول العربية المفتتة لتشكل إسرائيل سلطة بوليس إقليمي تمارس على المجتمعات العربية وتطويع الجماهير لإرادتها الخاصة.‏

وما أحوجنا لتدريس الشبان العرب والأطفال عن حروب العرب التي سجلوها عبر التاريخ وإيجاد مناهج تدريسية تبين أين كبا العرب في حروبهم وأين انتصروا، لإسكات عملاء الصهيونية الذين يروجون لعدم انتصار العرب في تشرين لتضليل الناشئة وبث حالة الإحباط العربي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية