تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ولــــدنا مــــن جديــــد

مجتــمـــــع
الخميس 6-10-2011
علاء الدين محمد

ما زال مجتمعنا العربي السوري يستحضر من ذاكرته تلك الصور المشرقة لبطولات جيشنا العربي السوري في حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد عام 1973-

والتي جسدت أجمل الصور والمعاني السامية بفضل رجالاتها الأبطال ودماء الشهداء الذين عاهدوا فصدقوا العهد وقارعوا العدو المتغطرس فأبدعوا واستبسلوا في القتال حتى نالوا الشهادة والنصر، هؤلاء الشهداء هم الذين شكلوا الأساس الراسخ لقوة مجتمعنا العربي وزادوا من مناعته وساهموا في تشكيل الوعي المجتمعي الحقيقي لأبناء سورية، حرب تشرين التحريرية ملحمة من ملاحم العز والنضال التي جمعت الطاقات الخلاقة والكفاءات المقتدرة لخدمة هدف واحد ووحيد وهو الذي رفع الحيف عن الأمة ورفع الذل والهوان عن كاهل الشعب العربي جراء ما لحق به من هزيمة عام 1963- إذاً استطاعت هذه الحرب إعادة الثقة للمواطن العربي بنفسه وبشعبه وبجيشه وقيادته وبكسر حاجز الرهبة والخوف من هذا الكيان الصهيوني الذي يشاع عنه بأنه لا يقهر ولا يهزم.. لكن الواقع أثبت عكس ذلك وعلى أيدي أبناء سورية دحر هذا العدو وهزم شر الهزيمة، وهذا ما ساعد على زرع بذور المقاومة وتعميم ثقافتها من جديد بين ابناء المجتمع العربي بعد أن غيبت لفترة من الزمن لذلك حرب تشرين التحريرية استطاعت إعادة الهيكلية البنيوية والفكرية للفرد والمجتمع في عالمنا العربي، وزادت من وشائج الترابط والمنعة بين مختلف مكوناته المتعددة والمتنوعة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وبدأ الوعي الذاتي للفرد بالتبلور والتطور حول القضايا الوطنية والقومية، والقرارات الاستراتيجية، وهذا ما ساعد القيادة السورية على استقلالية قرارها الوطني الحر، فعظمة هذا الوطن من قوة قراره الوطني المستقل والحر، وقوته من قوة أبنائه وتلاحمهم وتعاضدهم في حفظ الكرامة الوطنية، المواطن العربي السوري كله أمل لأن يعيد الزمن نفسه ونعيد أمجاد تشرين التحرير بصياغة جديدة وبطاقات شبابنا وكفاءاتهم التي تنتظر تلك اللحظة، لأن في أيامنا هذه بدت ترهلات بين شعوب الأمة وبين الزعامات العربية، فعلينا تجديد خلاياها لتحيا من جديد ولتنهض من تحت ركام المآسي، البعض غير وجهة العداء والأصح غيّرت وجهته واستبدل العدو التاريخي للعرب والمسلمين بعدو مفترض، وهذا ما ساعد على الترهل في الجسم العربي والعياء وتسطيح العقل وتغييب الضمائر، لكن مهما يكن من أمر فإن قوتنا الحيّة في عالمنا العربي سوف تستنهض طاقات أفعال شعوبها وستعيد زمام المبادرة لنعيش أمجاد تشرين جديد ونصر جديد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية